الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقرير لمرصد الأزهر: كلمة السياسي المتطرف مثل رصاصة سلاح الإرهابي

خطاب الكراهية ودوره
خطاب الكراهية ودوره في صناعة التطرف فى إيطاليا

سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على خطاب الكراهية ودوره في صناعة التطرف فى إيطاليا.

أوضح التقرير، أن الموسوعة الإيطالية "تريكاني" عَرَّفَت التطرف على أنه: سلوك مَنْ يناصرون، تنفيذ برنامج معين في العمل السياسي بأساليب متطرفة، وبطرق راديكالية متعنتة؛ كما أن التطرف أيضًا، هو عبارة عن مجموعة من القوى أو الجماعات السياسية التي تتبنى هذا الموقف: مثل اليمين أو اليسار (التي يُشار إليها في بعض الأحيان ككل بتعبير المعارضين المتطرفين)، مما يعني التنويه على موقف أولئك الذين يحملون آراء أو نظريات متطرفة.

وتشير دراسة إيطالية إلى أن التطرف في إيطاليا، كما هو الحال في جميع البلدان الأوروبية، يعزى إلى التطرف اليميني واليساري، وإلى القومية والانفصالية العرقية وغيره من أشكال التطرف.

وحيث إن خطاب الكراهية وموجة العداء ضد الآخر يشكلان أحد أسباب ودوافع التطرف، فإنَّ الكلمة التي يُلقيها السياسي المتطرف أمام الحشود، أو كما نرى في أيامنا هذه عبر بث مباشر من مكتبه، مثلها مثل الرصاصة التي تخرج من سلاح الإرهابي.

وحيث إن العاطفة هي أحد المحركات الرئيسية وراء العديد من عمليات القتل، فإنَّ السياسي المتطرف في خطابه وسلوكه هو العقل المدبر لتلك المأساة وأحد أهم أركان هذه الجريمة.

وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني، في تصريح له بمؤتمر صحفي بمدينة "بينتسولو" بمقاطعة "ترينتو": "إن التطرف الوحيد الذي يجب الحذر منه هو "الإسلامي"، وذلك على خلفية الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا في 15 من مارس من العام الجاري 2019 وراح ضحيته 50 شهيدًا، في صورة من صور تشويه الآخر، ومغالطة التعميم المتسرع أو المنحاز، وإصدار الأحكام على أتباع دين يربو علي مليار ونصف مليار مسلم، دون النظر إلى أن ما يفعله هؤلاء المتحدثين باسم الدين هم قلة قليلة مارقة خارجة عن كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية وأن محاربتها واجب على كل فرد.

وحتى نثبت أن مثل هذه التصريحات تزيد من إشعال نار العنصرية ومن أعمال القتل والعداء ضد الآخر، نذكر على سبيل المثال لا الحصر حادث إطلاق النار الذي وقع يوم السبت 3 فبراير من عام 2018 ضد مهاجرين أفارقة في مدينة ماتشيراتا الإيطالية على يد “لوكا ترايني” مما أسفر عن إصابة ستة مهاجرين أفارقة، وكان لوكا ترايني مرشحًا لانتخابات بلدية كوريدونيا لعام 2017 على قائمة حزب "رابطة الشمال" الذي يترأسه وزير الداخلية الحالي اليميني ماتيو سالفيني، وتم العثور على عناصر منسوبة إلى اليمين المتطرف في منزله.

مما لا شك فيه أن هذه الأمواج المميتة من طوفان خطاب الكراهية، ترتفع مُحملة بالعديد من المصالح والمكتسبات التي تصب في مصلحة كل من له هدف، مثل بعض رجال السياسة الطامعين في منصب جديد مع بدء دورة برلمانية جديدة، يبدأ معها الكل بإلقاء الوعود الخادعة والأمنيات الزائفة والعزف على وتر العصبية والطائفية والعنصرية، واستخدام السرد الاستراتيجي بأنواعه كافة لتحقيق أهدافهم، ومن ثم تهبط هذه الأمواج على الضعفاء فتقتل من تقتل وتهدم حياة من تهدم.

وفي تقييم لمنظمة العفو الدولية، وجدت المنظمة أن خطاب الكراهية موجه بالدرجة الأولى إلى مجتمع الغجر والمهاجرين والأقليات الدينية.

وجاء التقييم تحت عنوان "بارومتر الكراهية... الانتخابات الأوروبية 2019" إذ تتحدث فيه المنظمة عن ارتفاع وتيرة خطابات كراهية المهاجرين والغجر في إيطاليا قبيل الانتخابات المزمعة، حيث تهيمن قضايا الهجرة والتضامن والأقليات الدينية على النقاش الدائر من قبل المرشحين لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي.

وحول المحتوى السلبي على وسائل التواصل الاجتماعي، شكل خطاب الكراهية الموجه بصفة خاصة لمجتمع الغجر نسبة 75% ويليه اللجوء بنسبة 73%، ثم الأقليات الدينية بنسبة 70%، والنساء 65%، والتضامن 63%.

وقام الفرع الإيطالي لمنظمة العفو الدولية، بتقييم بيانات جزئية لنحو 17500 محتوى في الفترة ما بين 26 أبريل الماضي و8 مايو الجاري، بدعم من نحو 150 ناشط.

وقالت منظمة "العفو الدولية"، إن البيانات كافة التي تم جمعها جرى تحليلها من قبل باحثين خبراء، من بينهم علماء البيانات وعلماء الاجتماع وخبراء اللغة وعلماء النفس وخبراء قانونيين. وسوف يتم نشر التحديثات خلال يومي 17 و24 مايو 2019، وذلك قبل التقرير النهائي الذي سيصدر بناء على عينة أوسع من البيانات مع تفاصيل بشأن بعض المرشحين، بالتزامن مع أداء اليمين الدستورية للبرلمان الأوروبي الجديد.

وطلبت "العفو الدولية" من المرشحين أن يتعهدوا بالعمل في حالة انتخابهم، على دعم وحماية حقوق الإنسان في قضايا محددة، وهي حقوق النساء والمدافعين عن حقوق الإنسان والمهاجرين والغجر والنشاطات الاقتصادية وحقوق الإنسان والتغير المناخي.

ومن هنا تظهر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في محاربة خطاب الكراهية والتطرف وكل أشكال التمييز والعنف، خاصة وإن كانت القضية المثارة تتعلق بالأطفال والمراهقين ومشاهد الإرهاب الدموية.