الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العمالة في قطر وتركيا بين حقوق مهدرة وانتهاكات جسيمة.. عمال المناجم في أنقرة الأكثر تعرضا للخطر.. والدوحة تستغلهم في منشآت مونديال 2022

العمالة الوافدة في
العمالة الوافدة في قطر

* تقرير يكشف حقائق صادمة حول وفيات العمالة في تركيا
*عمال المناجم الأكثر خطرا.. وارتفاع كبير في وفيات الأطفال
*العمالة الأجنبية في منشآت مونديال قطر 2022 في خطر من نظام الحمدين




"حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق"، هذه المقولة تفسر موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظام قطر بقيادة تميم بن حمد، وحديثهما الدائم عن الحقوق، إلا أن بلادهما تمتلئ عن آخرها بمشاكل العمالة اليومية، وذلك مع استمرار ضعف إجراءات السلامة، وظروف العمل الصعبة، وخاصة مع استمرار تجهيز منشآت قطر لمونديال 2022.

كشفت تقرير جديد صادر عن السلطات التركية عن مقتل 3 آلاف و759 عاملا، وجرح الآلاف، بسبب ضعف إجراءات الأمن والسلامة في مناجم الفحم التركية.

وقال التقرير إن أكثر من 1790 شخصا لقوا حتفهم منذ عام 2018، وذلك جراء إصابات ناتجة عن عدم كفاية إجراءات السلامة في أعمالهم، بينهم 105 سيدات، وهو ما أكده مجلس الصحة والسلامة المهنية التركية.

كما ورد في التقرير فقدت تسببت أعمال البناء في مطار إسطنبول الجديد في وقوع 52 حادثا مميتا على مدى الخمس سنوات، وذلك بسبب عدم توافر إجراءات الأمن والسلام أيضا.

وارتفعت أيضا في تركيا معدلات جرائم العمل، وذلك ما كشفه نائب حزب الشعوب الديمقراطي، عمر جرجيرالي، حيث قال: "أصبحت تركيا الأولى أوروبيا، والثالثة عالميا في جرائم العمل، وذلك بسبب جشع رجال الأعمال من أجل كسب مزيدا من الأموال، دون التفكير في حقوق العمالة".

فيما كشفت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري جمزى أككوش إيلجازدي الستار عن: "تقرير جرائم العمل وعمالة الأطفال في عهد حزب العدالة والتنمية”، الذي أعدته بمناسبة قرب حلول اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الموافق 12 يونيو.

وأوضح التقرير أن حوادث عمالة الأطفال تمثل 2% من إجمالي حوادث العمل التي وقعت في تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، والتي بلغت 2 مليون و38 ألفا و803 أشخاص.

وكشفت سجلات هيئة التأمينات الاجتماعية أن تلك الفترة شهدت إصابة 37.445 ألف طفل أقل من 18 عامًا، مسجلة زيادة في حوادث عمالة الأطفال بنسبة 2747%، فضلًا عن وجود 119 حالة وفاة نتيجة جريمة عمل ضد الأطفال في الفترة نفسها.

وفي قطر، استطاع مجموعة من الصحفيين التابعين لقناة "WDR1" الألمانية التواصل مع عدد من العمال النيبالية في قطر، والتي تعمل ضمن مشاريع كأس العالم قطر 2022.

وقال الصحفيون وفق ما نقلته صحيفة مكة المكرمة السعودية إن العمالة النيبالية في قطر اشتكوا جميعا من سوء المعاملة وعدم العيش في أماكن آدمية، وسحب جوازات السفر الخاصة بهم.

وقال أحد العمال في قطر: "نحن هنا أشبه بالمساجين وغذاؤنا هو الماء والخبز فقط، بل لا يمكننا حتى إجراء المكالمات مع عائلاتنا، والأحوال تسوء مع مرور الوقت، الآن لا أستطيع التحمل وكل ما أريده هو العودة إلى الديار".

وأضاف عامل آخر: "لقد طالبنا بالحصول على مرتباتنا أكثر من مرة ولكن لم نحصل على شيء، ثم ذهبنا إلى مصلحة شؤون العمال ولكن دون جدوى".

وكشفت الصحيفة عن تواجد 8 من العمال في غرفة صغيرة جدا، بالإضافة إلى انتشار القمامة في أماكن إقامتهم، وعدم تواجد حمامات خاصة، واشتكى عامل أخر من سحب جواز السفر الخاص به من قبل رؤسائه في العمل حتى لا يعود إلى بلاده.

السلطات النيبالية أوضحت أن 1426 عاملا نيباليا لقوا حتفهم في قطر في الفترة ما بين 2009 وحتى 2019، من بينهم 522 عاملا ماتوا بسبب الجلطة القلبية المفاجئة.

ونشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية العديد من المآسي التي يتعرض لها العمال الأجانب المشاركين في منشآت قطر لاستضافة كأس العالم 2022، بما فيها السخرة والعمل القسري والقيود المفروضة على حرية التنقل، رغم مزاعم الدوحة بإجراء عملية إصلاح بعيدة المدى تهدف إلى منع استغلالهم.

وبحسب تحقيق استقصائي أجرته الصحيفة، فإن عدد العمال الأجانب في قطر وغالبيتهم من الهند وبنجلاديش والفلبين يصل لنحو مليوني عامل، يتعرضون لاستغلال كبير، وانتهاكات جسيمة.

ووثقت الصحيفة الفرنسية شهادات لعدد كبير من العمال، تكشف تعرضهم للانتهاكات ممنهجة، لا سيما داخل المنازل الذين يعدون الأكثر هشاشة ويتعرضون لتحرش جنسي وعنف جسدي.