منطقة أثرية ساحرة بالمنيا.. 39 مقبرة فى جبانة بني حسن تشرح حياة قدماء المصريين

تعد منطقة بنى حسن الشروق بابوقرقاص جنوب المنيا من أهم المناطق الأثرية والسياحية بعروس الصعيد فهى منطقة أثرية تحتوي على جبانة مصرية قديمة، وتقع جنوب مدينة المنيا بحوالى 20 كيلومترًا، فى المنطقة المعروفة باسم مصر الوسطى الممتدة بين أسيوط ومنف "ميت رهينة".
كانت الجبانة تستخدم بشكل أساسى خلال عصر الدولة الوسطى، التى تمتد من القرن الـ21 قبل الميلاد رغم أنها تضم بعض المقابر من عهد الدولة القديمة.
ويوجد فى جنوب منطقة بنى حسن معبد شيدته الملكة حتشبسوت وخلفها الملك تحتمس الثالث، لعبداة الإلهة المحلية لهذه المنطقة باخت، والمعروف فى الوقت الحالى باسم مغارة أرتميس، لأن اليونانيين وحدوا بين الإلهة المصرية باخت والإلهة اليونانية أرتميس، وأطلق على المعبد مغارة لأنه مبنى تحت الأرض.
وكان حكام المقاطعات فى الدولة الوسطى يدفنون فى مقابر محلية بشكل مقطوعة فى الصخر ومزخرفة بالنقوش والرسومات، كما أن العادة وقتها أن الشخص الذى يحكم على منطقة معينة تنتقل مناصبهم بالوراثة، وخلال عهد الأسرة الـ 12 بدأت قوة الحكام المحليين تخضع لقيود، وكان تعيين حكام الأقاليم أو على الأقل تثبيتهم على عروشهم بإضفاء الشرعية عليهم لا يتم إلا من خلال الملك
و يوجد بمنطقة آثار بنى حسن ما يقرب من 39 مقبرة من المقابر القديمة تنتمى لعهد الدولة الوسطى وبالتحديد من القرن الـ21 إلى القرن الـ19 قبل الميلاد لحكام مقاطعة الغزال "المقاطعة 16 من مقاطعات الوجه القبلى" وتم بناؤها على الضفة الشرقية على غير العادة فى بناء المقابر المصرية التى فى أغلب الأمر كانت تبنى على الضفة الغربية للنيل، حيث توجد نوعان من المقابر "مقابر النطاق العلوى ومقابر النطاق السفلى"، ويرجع هذا التنوع نظرًا للحالة الاقتصادية للمتوفى
وكان يدفن فى المقابر العلوية كانوا من النخبة حين نجد مقابرهم تعبر عن حالتهم الاقتصادية المتميزة ومراكزهم الاجتماعية والسياسية كقادة فى مقاطعة الغزال، وكانت المقابر تقع فى صف واحد على المحور الشمالى ـ الجنوبى، مصممة بطرق خاصة تحتوى على فناء خارجى وغرفة ذات أعمدة حجرية.
وتحمل أغلب المقابر الكبيرة على حوائطها نقوشًا توضح السيرة الذاتية لصاحب المقبرة مع مشاهد من الحياة اليومية.
وقال الدكتور ثروت الازهرى مدير إدارة السياحة بالمنيا، إن القطاع السياحي خلال مطلع عام 2019 شهد موسمًا سياحيًا قويًا وناجحًا، موضحًا أن منطقة آثار بني حسن استقبلت خلال تلك الفترة 3142 سائحًا، فيما استقبلت منطقة اثار تل العمارنة 3680 سائحًا، و 2691 سائحًا بتونا الجبل، و650 سائحًا بمتحف ملوى و832 بالبهنسا و130 بدير العذراء و26 بدير المناهرة.
وتضم محافظة المنيا العديد من المناطق الأثرية والمعالم السياحية الهامة منها منطقة اثار تل العمارنة بمركز ديرمواس، ومنطقة آثار الأشمونين وهي تقع علي بعد 8 كم شمال غرب مركز ملوي ، وكذلك منطقة آثار بني حسن وهي تقع جنوب مدينة المنيا بحوالي 20 كيلومترا وتضم تلك المنطقة 39 من المقابر القديمة من عهد الدولة الوسطى لحكام مقاطعة الغزال وتحمل بعض المقابر الكبيرة نقوش السيرة الذاتية لصاحبها مع مشاهد من الحياة اليومية والحرب والصيد والرياضة.