EN
50 عامًا مرت على وفاة الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي كما نعاه محبوه قارئ القلوب والأرواح، الباكي المُبكي، الخاشع، الولي التقي.
للشيخ محمد صديق المنشاوي حكايات كثيرة على لسان محبيه، أطنان من المديح على لسان مريديه، وصفوه بـ هرم الخشوع، الباكي والمبكي، فكان من شدة خشوعه أثناء التلاوة يغمض عينيه، حتى يخيل إلى من يشاهده أنه كفيف، فيحكي عن ذلك أحد أحفاده "في حفلة من حفلات الشيخ ظن بعض المستمعين إن الشيخ المنشاوي كفيف بسبب إنه بيغمض عينه دايما ولا يفتحها من شدة الخشوع والتركيز أثناء التلاوة".
ومما يؤثر عن الشيخ محمد صديق المنشاوي أنه كان لا يساوم في أخذ الأجرة من التلاوة، وحُكي عن الشيح أنه كان يقرأ القرآن في أحد مآتم أعيان محافظة قنا، فأخطأ صاحب العزاء ودس في جيب شيخ "مليم" بدلًا من الجنيه الذهب الذي كان ينوي إعطاؤه للشيخ المنشاوي.
وبعد أن انفض العزاء وتفرق الجمع، عندما وضع صاحب العزاء يده في جيبه علم أنه أعطى الشيخ المنشاوي مليمًا وليس جنيها، وكانت أجرة الشيخ المنشاوي في هذا الوقت جنيهًا في الليلة الواحدة، فما كان من صاحب العزاء إلا أن ذهب إلى الشيخ المنشاوي ليعتذر له ويدفع له الجنيه، فرفض الشيخ المنشاوي ذلك، واكتفى بالمليم فقط، ثم تلا قول الله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب لنا".
ولد الشيخ محمد بقرية البواريك، بمدينة المنشاة التابعة لـمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجده تايب المنشاوي وجد والده كلهم قرّاء للقرآن وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته منهم شقيقه محمود صديق المنشاوي.
الشيخ المنشاوي يعد من روّاد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة والمجوّدة، سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم. وقارئ في الإذاعة المصرية، وقد توفي مبكرًا اثر مرض دوالي المريء في 20 يونيو 1969 عن 49 عامًا.
