بعد تغيير اعترافات المواطن المسحول.. "سي بي إس: رضخ لتهديدات أسرته.. والجارديان": "حمادة" ذكّر المصريين بفتاة قصر العيني

"سي بي إس": حمادة صابر يقر باعتداء الشرطة عليه ويرضخ لتهديدات أسرته بالتبرؤ منه
الشباب المصريون يواجهون ظاهرة التحرش بجماعة "حراس التحرير"
الجارديان: "حمادة" فكر المصريين بفتاة "قصر العيني" التي جردها الأمن من ملابسها
"واشنطن بوست": "حمادة" اعترف باعتداء الشرطة عليه بعد مواجهة النيابة
"واشنطن بوست"
أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا عن قضية المواطن المصري الذي يدعى حمادة صابر بعد أن اعترف أمس، الأحد، أمام النيابة العامة بأن قوات الشرطة هى التي اعتدت عليه وليس المتظاهرين كما صرح من قبل.
وذكرت الصحيفة أن "مقطع الفيديو الذي أظهر عددا من جنود الشرطة المصرية وهم يجرون "حمادة" على الأرض بعد أن خلعوا ملابسه، وبعد أن شاهد الجميع الفيديو المصور، أنكر صابر أن تكون الشرطة هى التي اعتدت عليه، واتهم المتظاهرين بتعذيبه وضربه".
وأضافت: "على الرغم من ذلك أدانت وزارة الخارجية ما تعرض له المواطن المصري من ضرب وتجريد من ملابس وسحل، وعبرت عن ندمها وأنها ستفتح التحقيق في الواقعة، بينما أظهر فيديو آخر لحمادة صابر أمس وهو يقول لنشطاء سياسيين إن الشرطة اعتذرت له عما حدث".
وأوضحت الصحيفة أن "النيابة العامة قررت نقل صابر من مستشفى الشرطة لإبعاد أي احتمالات لتعرضه لضغوط من قبل الضباط".
وعلى صعيد آخر، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن هناك حالة وفاة آخرى لشاب عمره 20 عاما كان أصيب يوم الجمعة في اشتباكات قصر الاتحادية وتوفى أمس.
"الجارديان"
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "فيديو المواطن محمد صابر المشهور بـ"حمادة"، أشعل غضب المصريين وأعاد للأذهان فيديو الفتاة التي جردت من ملابسها في أحداث قصر العيني نهاية عام 2011".
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى قول عدد من النشطاء السياسيين المصريين قولهم إن "أسلوب التعرية والسحل على الأرض هو أسلوب اعتادته الشرطة ويهدف إلى كسر الإرادة وإهانة الكرامة".
وعلى الصعيد ذاته، قالت "الجارديان" إن "صابر نفى أمس أمام النيابة العامة تعرضه للضرب على يد المتظاهرين – كما كان صرح من قبل – وأكد أن قوات الشرطة هى التي اعتدت عليه كما أظهر الفيديو المصور لواقعة السحل والضرب".
وأثار مقطع الفيديو الذي التقطته عدسات القنوات الفضائية، أثناء الاشتباكات التي اندلعت أمام قصر الاتحادية الجمعة الماضي، صورة للمواطن حمادة صابرن وهو يتعرض للضرب والسحل وهو عارٍ تماما، مما أثار غضب المصريين، وبعد أن برأ صابر قوات الشرطة من الاعتداء عليه برزت المخاوف من أن تكون الشرطة تمارس الضغوط عليه وترهبه.
"سي بي إس"
عبرت شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية عن دهشتها من التصريحات المتضاربة للمواطن المصري الذي تم سحله وتجريده من ملابسه الجمعة الماضي أمام قصر الاتحادية والمدعو حمادة صابر.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن "الفيديو الذي صورته وكالة "الأسوشيتد برس" والذي أظهر رجال الشرطة وهم يضربون "حمادة" ويسحلونه على الأرض، نفى بعدها صابر ما رآه العالم في الفيديو وألصق التهمة بالمتظاهرين واتهمهم بالاعتداء عليه وتجريده من ملابسه، قال صابر ذلك وهو قابع في مستشفى الشرطة، مما أثار المخاوف من تعرضه لضغط وتهديد من رجال الشرطة، لأنه ينفي ما رأته أعين الجميع"، وفقا لـ"سي بي إس".
وقالت "سي بي إس" إن ما يزيد الأمر غرابة هو تأكيد وزارة الداخلية لما تم تصويره وتقديمها اعتذارا رسميا، فضلاً عن إجراء تحقيقات في الواقعة.
وعلى صعيد آخر، ذكرت الشبكة الأمريكية ثاني حالة وفاة في اشتباكات قصر الاتحادية الجمعة الماضي إثر إصابته البالغة جراء الاشتباكات مع قوات الشرطة، ووفقا لتصريحات وزارة الصحة المصرية فإن محمد الجندي، القتيل الثاني، 20 عاما، كان مصابا بطلقة في الدماغ والصدر.
وذكرت أيضا أن "محمد صابر قدم اعتذاره بسبب تصريحاته المتضاربة حول هوية المعتدي عليه، وقال إنه بعد أن أصبح بطلاً، اتهمه الكثير بأنه ليس مصريا حقيقيا بسبب خوفه من الشرطة وأن أبناءه هددوه بالتبرؤ منه إذا لم يقل الحقيقة".
وعلى نحو آخر، قالت الشبكة الأمريكية، إنه بعد حوادث التحرش والاغتصاب الجماعي الذي بات ظاهرة متكررة في تظاهرات ميدان التحرير الشباب المصري يشكلون جماعة "حراس التحرير".
وأوضحت الصحيفة أنه "على مدار العام ونصف العام الماضيين أصبح التحرش الجنسي بالفتيات المشاركات في تظاهرات ميدان التحرير ظاهرة متكررة وخطيرة، يراها الكثير من النشطاء السياسيين والشباب الثوري على أنها مؤامرة ومخطط منظم يهدف إلى إخراج العنصر الأنثوي من نطاق الاحتجاجات السلمية والعمل السياسي".
وذكرت الشبكة الأمريكية أن "الفتيات والنساء كن عنصراً فاعلاً في الأيام الأولى لثورة 25 يناير، وأكسبن الاعتصام والثورة المصرية السلمية زخما كبيرا"، وقالت إنه "على ما يبدو أن التحرش الجنسي في ميدان التحرير يظهر وكأنه منظم ومدبر، مستندة إلى عدم حدوثه في أي أماكن أخرى توجد بها تظاهرات في مصر، وأن السيناريو بات متكررا بنفس الأسلوب".
وأوردت الشبكة الأمريكية أنه "ردا على ذلك نظم عدد من النشطاء رجال ونساء مجموعات تطوعية لمنع تكرار التحرش الجنسي بميدان التحرير، وذكرت أن سرايا بهجت، ناشطة سياسية، هى من أسست مجموعة "حراس التحرير" تتكون من عدد كبير من الشباب والشابات يرتدون سترة خضراء فوسفورية يتولون مهمة تأمين الفتيات في ميدان التحرير والإمساك بالمتحرشين وتسليمهم للشرطة".
ومن جانبها، قالت سرايا إنها شكلت هذه المجموعة بعد أن تعرضت فتاة تبلغ من العمر 19 عاما لحادثة اغتصاب جماعي في ميدان التحرير وتم الاعتداء على أجزاء حساسة في جسدها بآلات حادة، وأكدت سرايا أنها كانت خائفة في البداية مما شاهدته ولكن هذا دفعها إلى مواجهة هذه الظاهرة الإجرامية.