الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وطنية فيلم الممر..سؤال في إسرائيل


كتبت سابقا أن الإعلام الإسرائيلي "تأخر" على غير المعتاد في رد فعله على فيلم "الممر" ولكن يبدو أن بدء عرض الفيلم في دول عربية وردود الأفعال الإيجابية الكبيرة عليه، لم يتحملوها كثيرا فتحركت مشاعر الغضب داخلهم وبدأت الأقلام الصحفية في شن الهجوم "المنتظر" حيث نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا مطولا يعلن الغضب من إثارة مشاعر "الوطنية والقومية العربية" من خلال الفيلم ويتساءل عن توقيت إنتاج مثل هذا الفيلم! وخاصة انهم كانوا يتوقعون أن تخف حدة اللهجة ضد إسرائيل بعد التغييرات السياسية في السنوات الأخيرة ولكن الحقيقة قالت "لا"..

المقال يتحدث بالتفصيل عن ميزانية الفيلم الأعلى في تاريخ الإنتاج السينمائي المصري وتمويل الدولة له، بل يذكر أيضا الإيرادات الكبيرة التي يحققها وإقبال الجمهور عليه وتزايد النقاش حول الفيلم عبر وسائل التواصل الإجتماعي بل ووصل الاهتمام الرسمي بأنه تم دعوة المنتخب المصري لكرة القدم لمشاهدة الفيلم قبل بطولة أفريقيا، ويبدو هنا ان الإسرائيليين تابعوا ردود الأفعال منذ بدء عرض الفيلم وانزعجوا من حماس الشباب على السوشيال ميديا حول الفيلم.

المقال بالطبع لم يكتف بذلك بل انتقد السينما المصرية وبأنها مثلا "لا" تنتقد الاوضاع الإجتماعية والاقتصادية! الحالية وكأنه يقول "اشمعنا"! وتطرق كاتب المقال كذلك للمستوى الفني لأفلام مخرجه شريف عرفة وأعماله الشهيرة مثل الإرهاب والكباب وطيور الظلام وحليم. 

ويذكر المقال ان الفيلم "يتحدى" تعريف "حرب يونيه 1967" بأنها هزيمة ووفقًا للرواية التي حاول المخرج وكاتب السيناريو شريف عرفة تطويرها، كانت الهزيمة المصرية "فشلًا مؤسسيًا" فقط ، ولكنها لم تكن فشلًا للجيش أو الشعب، بالطبع ذلك أغضبهم كثيرا وخاصة في تذكير الفيلم للمصريين بأن إسرائيل هي العدو الحقيقي ودولة متوحشة ولذلك يتسائلون عن توقيت إنتاج الفيلم ومحتواه لماذا الآن ؟!

الفيلم بالطبع رسائله الوطنية والقومية واضحة وصريحة ومباشرة ولذلك كان تلقي المشاهد المصري والعربي لأحداث الفيلم إيجابيا وكبيرا وانا لمست ذلك بشكل شخصي حيث شاهدته أكثر من مرة مع أصدقاء مصريين وعرب وكان التفاعل المعنوي كبيرا ومؤثرا.
منذ الماضي لم يتغير موقف "المثقفين" المصريين من "التطبيع" مع إسرائيل رفضهم كان صريحا وواضحا سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسات والإتحادات والنقابات الفنية "لا للتطبيع" وامتد ذلك للمهرجانات الدولية وأبرزها "القاهرة السينمائي" حتى بعد وفاة أحد رؤساءه مؤخرا الفنان عزت ابوعوف لم ينسى متحدث جيش الدفاع الإسرائيلي موقفه من التطبيع وقال عقب وفاته في تغريدة له "‏رغم انه رفض عرض أفلام اسرائيلية كمدير لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي لكن نكن له الحب و الاحترام ".

بالطبع حاولت دولة الاحتلال الإسرائيلي طوال السنوات الماضية مغازلة المثقفين والفنانين وتوجيه الدعوات لهم ولكن الرفض كان موقفا واضحا لا يقبل القسمة على إثنين.

لذلك تبقى مواقف المثقفين والفنانين المصريين صداع لدى الإسرائيليين في الماضي والحاضر! ويشغل بالهم كثيرا أغنية أو فيلم أو مسلسل أو رواية تنتقد الاحتلال الإسرائيلي او عدوانهم على الفلسطينيين، وكثيرا ما أزعجهم مشهد حرق العلم الإسرائيلي أكثر من مرة في أعمال فنية تصور مظاهرات الطلاب في الجامعات مثل مشهد محمد هنيدي في فيلمه الشهير "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، وتكرر المشهد في أكثر من فيلم بعدها خلال تلك الفترة وظهرت أعمالا تنتقد السياسة الأمريكية والإسرائيلية معا ولكن تدخلت السياسة والرقابة وقتها لتخفيف موجة النقد وكان أبرزها ملاحظاتها على فيلم "السفارة في العمارة" ولولا وجود أسم عادل امام على سيناريو الفيلم كان تعثر.
لذلك نقول الثقافة والفن تأثيرهما كبير لمن يفهمون او كما يقول كاتب المقال "خط الدفاع الذي حدده المثقفون والفنانين والصحفيين لا يعترف بالتغييرات السياسية".

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط