الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إمام الحرم يروي قصة نشيد الجاهلية نحن غرابا عك

قصة نشيد نحن غرابا
قصة نشيد نحن غرابا عك

قال الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه كانت توجد تلبيات للحج في الجاهلية، وكان لكل قبيلة تلبية تخصها، فكان للعزى تلبية، وللات تلبية، ولإساف تلبية، ولمناة تلبية.

وأضاف «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام، أنه كان لقبيلة عك اليمنية تلبية مشهورة، حيث كانوا يحجون كل عام فيرسلون عبدين أسودين يطوفان وينشدان «نحن غرابا عك»، فيردد الناس من ورائهما «عك إليك عانية رجالها اليمانية كيما تحج الثانية».

وأكد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبطل كل تلبيات الجاهلية لتبقى تلبية التوحيد مدوية على مر عصور الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي «صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ» (سورة البقرة: 138).

وتابع: ومن باب تأكيد النبي -صلى الله عليه وسلم- على شعيرة التوحيد هذه سن رفعِ الأصواتِ بها، لتطمس تلبية التوحيد تلبية المشركين، كما جاء عند مسلم في صحيحه أن المشركين كانوا يلبون ويقولون في تلبيتهم «لبَّيكَ لا شريكَ لك إلا شَريكًا هو لك، تملِكُه وما مَلَك» تعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا،إ نها تلبية مليئة بالضلال والشرك، ومدعاة للاستخفاف بعقول مردديها مع أنهم ذوو دهاء وعقول راجحة.

وواصل: أنه في التلبية تجريد التوحيد لله وقصر شواغل القلب على النسك وتوابعه دون مزاحمته بما ليس منه من شعارات جاهلية أو عصبية أو سياسية تخرج بالنسك عن مساره وتقتل روحانيته، مضيفًا أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- حينما حج حجة الوداع أراد أن يرسخ في أذهان أمته صيغة التلبية وما تحمله من معاني الإخبات وتحقيق العبودية لخالقهم، وليقضي بذلك على موروثات الجاهلية الأولى بما تحمله من صور التذلل لغير الله فاستبدل التلبية الشرعية بتلبية الجاهلية بمختلف صيغها وأشكاله.