الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

65 عاما من العلاقات المصرية الجزائرية.. بدأت بانطلاق ثورة الجزائر من القاهرة.. الرئيس الجزائري يقدم شيكا على بياض للاتحاد السوفيتي لتزويد مصر بالسلاح خلال حرب 73.. وتقارب قوي لحل النزاعات في المنطقة

الرئيس السيسي ورئيس
الرئيس السيسي ورئيس الجزائر

العلاقات المصرية الجزائرية
مصر تستضيف نهائي كأس إفريقيا بين الجزائر والسنغال
علاقات تاريخية عمرها 65 عاما
بدأت بانطلاق الثورة الجزائرية من القاهرة
الجزائر تدعم مصر في حرب أكتوبر بـ شيك على بياض

وقف المصريون اليوم صفا واحدا خلف المنتخبين الجزائري والسنغالي في نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 التي أقيمت على أرض مصر؛ حيث التقى المنتخب الجزائري والمنتخب السنغالي مساء اليوم على استاد القاهرة الدولي، بحضور الرئيس الجزائري عبدالقادر بن صالح في المباراة التي انتهت بتتويج الجزائر بالبطولة الأفريقية للمرة الثانية في تاريخ المنتخب بالفوز على السنغال بهدف للا شيء.

دعم مصر للجزائر متواصل في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، بدأ منذ 65 عاما، عندما استضافت القاهرة الاجتماع التحضيري لثورة التحرير الجزائرية في أكتوبر عام 1954، بمشاركة لجنة الستة الجزائرية ومجلس قيادة الثورة المصري؛ حيث اتفق المجتمعون على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني.

وكانت المساندة المصرية للثورة الجزائرية ضمن أسباب العدوان الثلاثي على مصر.

وبالأمس استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس عبد القادر بن صالح رئيس جمهورية الجزائر في القصر الرئاسي، فقد رحب الرئيس بأخيه الرئيس الجزائري ضيفا كريما على مصر، وذلك في أول زيارة له إلى الخارج، مثمنًا المستويات المتميزة التي وصلت إليها العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين.

وخلال اللقاء، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على حرص مصر على الدفع قدما بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل الفعال بين الجانبين على المستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية، بحسب السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

بدوره توجه الرئيس الجزائري بالتهنئة لمصر قيادةً وشعبًا على النجاح المبهر في استضافة وتنظيم بطولة الأمم الإفريقية على كافة المستويات، معربا عن شكره وامتنانه لروح الأخوة الطيبة وكرم الضيافة والترحاب الذي حظي به المشجعون الجزائريون منذ وصولهم إلى مصر لمؤازرة منتخبهم الوطني، فضلا عن التسهيلات المقدمة من قبل السلطات المصرية لتيسير كافة الإجراءات اللازمة لدخول المشجعين الجزائريين إلى مصر لحضور مباريات البطولة، خاصةً المباراة النهائية.

المتتبع للعلاقات المصرية الجزائرية سيجد صفحات مضائه بنور الود وعلاقات التواصل الدائم والدعم منقطع النظر من كل دولة للأخرى، فقد تبنت مصر خلال الخمسينيات والستينيات قضية الجزائر وتدعيمها.

الدور نفسه قامت به الجزائر مع مصر في أكتوبر 1973، فقد لعبت دورا أساسيا في حسم الحرب لصالح مصر، حيث طلب لرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.

وقد أمدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.

وعقب انتصار مصر في حرب أكتوبر، تشكلت صفحة جديدة من تاريخ التعاون بين الدولتين، فشكلت مصر والجزائر أساسًا صلبًا اعتمدت عليه جامعة الدول العربية في بناء علاقة استراتيجية بين العرب والأفارقة لما شكلته العلاقات الثنائية المتينة بين الدولتين.

كما توطدت العلاقات الثنائية بين الدولتين أكثر بوصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر، حيث توحدت رؤى الدولتين تجاه عدد من القضايا، إذ أعطت الدولتان أهمية بالغة لمواجهة الجماعات الإرهابية فى تلك المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة علاوة على التنسيق المشترك فيما يتعلق بالتحرك سواء على المستوى العربي أو الإفريقي.

وتتفق وجهات نظر الدولتان تجاه القضايا الحاسمة خاصة في قضية إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن، كما تتفق على القرار الصادر عن قمة هراري عام 1997 والخاص بتمثيل القارة الأفريقية بعضوية مجلس الأمن مع ضمان مشاركة كافة الثقافات والحضارات.. على المستوى الدولي.

كما للدولتين أدوار فاعلة تجاه العديد من الأزمات المشتعلة في المنطقة، خصوصا تجاه الأزمة الليبية، إذ تطابقت وجهات نظر الدولتين والتي تؤكد ضرورة حلحلة الأزمة الليبية عبر تنفيذ الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بالمغرب أغسطس 2015.

وعلى المستوى الاقتصادي، ففي ديسمبر الماضي، شهدت القاهرة زيارة هامة وزير التجارة الجزائري سعيد جلاب، أنعشت التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والجزائر، من خلال عدد من الاتفاقيات والتوصيات لمضاعفة التجارة والاستثمار بين البلدين.

وخلال الزيارة تم التوقيع على اتفاقية تفعيل جلس الأعمال المصري – الجزائري، حيث التجارة والصناعة في الجزائر والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية على مذكرة تفاهم لهذا الغرض، وهو ما سيؤدي إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والتبادل المعلوماتي حول فرص الاستثمار ودراسات السوق في مختلف الفعاليات الاقتصادية والتجارية التي تقام في البلدين.

كما سمحت زيارة وفد رجال الأعمال الجزائريين إلى مصر لمناقشة فرص الاستثمار الواعدة في البلدين، خاصة في مجالات صناعة التجميع وتوطين الصناعة، والمنتجات الإلكترونية والبتروكيماويات والصناعات الهندسية والنسيجية والخشبية والزراعة ومعداتها.

ووفق إحصاءات عام 2018 فإن التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز 470 مليون دولار سنويًا، من بينها 455 مليون دولار صادرات مصرية إلى الجزائر، و25 مليون دولار صادرات جزائرية نحو مصر؛ حيث تسعى الدولتان إلى مضاعفة هذه الأرقام.

كما تعد مصر من بين أهم المستثمرين العرب في الجزائر، إذ تقدر بنحو 3.6 مليار دولار، في حين لا يتعدى حجم الاستثمارات الجزائرية في مصر 90 مليون دولار.