الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى ميلاد البابا شنودة الثالث الـ96.. ولد يتيما ورضع من سيدات قرية سلام بأسيوط.. أحب إبداعات طه حسين وعباس العقاد بعد حصوله على الابتدائية.. ومن أشهر مقولاته أنا مواطن يخدم الله في الناس

صدى البلد

  • البابا تواضروس متحدثا عن البابا شنودة: صار هرما في الزمان وفي التاريخ بما فعله وصنعه
  • ولد البابا شنوده الثالث باسم "نظير جيد" بقرية سلام بمحافظة أسيوط في 3 أغسطس 1923
  • إعلان نظير جيد راهبا باسم أنطونيوس السرياني في يوم السبت 18 يوليو 1954
  • رحيل البابا شنوده الثالث عن عالمنا في 17 مارس 2012 عن عمر ناهز 89 عاما

في قرية سلام البعيدة بمحافظة أسيوط، وبينما حر أغسطس يسكن المنازل الضيقة كان ميلاد الطفل نظير جيد روفائيل في الثالث من أغسطس 1923، والذى صار مع مرور الأيام قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ال117 ، وهو الذى قال عن نفسه "أنا مواطن يخدم الله في الناس"، وهو الذى كان يصلى في الكنيسة للوطن ويتطلع إلى السماء من أجل الأرض كلها".

اليوم تحل الذكرى ال96 لميلاد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، البطريرك الذى لا يغيب أبدا عن ذاكرة الوطن بفضل مواقفه النبيلة على مدى الأيام التى جلس فيها على الكرسي المرقسي، واستحق أن يطلق عليه "البابا الأمين" على الوطن والكنيسة والناس.

وهو الذى قال قداسة البابا تواضروس الثاني عنه، إن التاريخ والبابا شنوده الثالث مترادفان، فالأول قدم الثانى والثانى صنع الأول، فعلى مدى نصف قرن وما يزيد خدم قداسة البابا شنودة أسقفا وبطريركا وفي كافة الميادين الوطنية والكنسية والثقافية المتعددة، لقد صار "هرما في الزمان وفي التاريخ بما فعله وصنعه، وصار رمزا مصريا أصيلا ويفتخر به الوطن عبر تاريخه العظيم، كان في قلبه كل الوطن وكل المصريين ولذلك أحبه الجميع كبارا وصغارا دون النظر إلى الدين.

ويقول البطريرك الراحل البابا شنودة في أحد اللقاءات عندما تحدث عن طفولته، "نظرا لأن والدتى انتقلت بعد ولادتى مباشرة، فأنا لم آخذ لبنا من والدتي ، ولكننى أخذت من لبن أمهات القرية، وكانت كل واحدة منهن تقول للثانية:"الواد اليتيم ده ما خدش لبن من أمه"، لذا رضعت من أمهات كثيرات، وأنا مديون لكل هؤلاء الأمهات أننى مازلت موجودا حتى الآن".

ويذكر البابا شنوده عن نفسه أنه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية كان يقرأ الكثير من الكتب وكل ما يقع تحت يديه حرص أن يطلع عليه باهتمام وشغف، وفي هذه السن الصغير قرأ كتاب طه حسين "قادة الفكر" وقصة سارة لعباس محمود العقاد، كما قرأ أيضا لشارلوك هولمز إلى جانب الاطلاع على العديد من الكتب في مجال علم الاجتماع والطب ، وكانت القراءة هى الوسيلة الوحيدة التى انشغل بها حيث لم يكن لديه رفقاء يلعب معهم، وكانت مرحلة هامة في حياته من ناحية القراءة والنشاط العقلي.

توجه الشاب نظير جيد إلى الدير وتم إعلانه راهبًا باسم أنطونيوس السرياني في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.

وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا، وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس في عام 1959، ورُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية في 30 سبتمبر 1962.

وعندما رحل البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ 116، عن عالمنا في 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد ثم جاء حفل تتويج البابا "شنودة" للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة.

وأولى البابا شنوده اهتماما خاصا لخدمة البسطاء والفقراء، وكان يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية، حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر، وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت، وفي عهده تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج مصر.

وفي يوم السبت 17 مارس 2012، أعلن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفاة البابا شنوده الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر ناهز 89 عامًا.

واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث أوصى بأن يكون جثمانه هناك وفقا لوصيته وهو موجود هناك إلى الآن في مزار تم إعداده لذلك، ويضم العديد من مقتنيات الراحل قداسة البابا شنودة الثالث.