الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في العجلة السلامة.. أحيانا


يوم الأحد القادم 11/8/2019 يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الإنسانية جمعاء بالخير واليمن والبركات، وكلما أتى العيد تقفز إلى مقدمة أفكارنا رائعة أم كلثوم"يا ليلة العيد أنستينا" التي كتب كلماتها أحمد رامي ولحنها رياض السنباطي، والتي تبدأ جميع القنوات الأرضية والفضائية والإذاعة أيضا بعرضها في الليلة التي تسبق أول أيام العيد، وفي صباح أول أيام العيد يأتي الصباح ومعه صوت صفاء أبو السعود بأغنية "أهلا بالعيد"، كلمات عبد الوهاب محمد ولحن جمال سلامة، والتي تحمل مفردات تناسب الصغار ويحبها الكبار، هكذا كنا نستمتع بأغنية مسائية نستمع إليها مع الأهل وتبثها الشاشات والإذاعات "يا ليلة العيد"، وأخرى ترافق صباح العيد وتلازمنا في نزهات الشارع وسباقات الدراجات العفوية "أهلا بالعيد"، دعوني أذكركم ببعض كلماتها:

أهلا أهلا بالعيد.. مرحب مرحب بالعيد 
العيد فرحة.. وأجمل فرحة 
تجمع شمل قريب وبعيد 
سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد 
غنوا معايا غنوا .. قولوا ورايا قولوا 
كتر يارب في أفراحنا .. واطرح فيها البركة وزيد 
جانا العيد اهو جانا العيد 
باركوا وهنوا.. سوا واتمنوا 
كل العالم يبقى سعيد 
كله أخوه .. بره وجوه 
كله فرح وهنا وزغاريد 
غنوا معايا غنوا .. قولوا ورايا قولوا 
كتر يارب فى أعيادنا .. واطرح فيها البركة وزيد 
جانا العيد اهو جانا العيد 

وقد تم إنتاج أغنية (أهلا بالعيد) في أوائل الثمانينات، واستغرق تأليفها وتلحينها وتسجيلها صوت وصورة خمسة عشر يوما فقط، وهكذا نرى أنها تمت في استعجال ولكن دون إخلال، ويرجع ذلك لأن العناصر الثلاثة المكونة للأغنية (الكلمة واللحن والصوت) خرجت من فنانين حقيقيين صادقين في مشاعرهم، فاستطاعوا أن ينقلوا لنا فرحة العيد من خلال إخلاصهم في أداء العمل، الذي ربما تقاضوا عنه جميعا أجورا زهيدة، فهم لم يبحثوا عن المكاسب المادية قدرما سعوا لتحقيق السعادة للأطفال من خلال التعبير بصدق عن فرحة العيد.

ثم يأتي المخرج شكري أبو عميرة، عضو الهيئة الوطنية للإعلام والرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، ليكمل الثالوث السابق كمخرج لهذا العمل، ويشكل هذا الرباعي الفذ فريق عمل قوي يفكر بالفعل في تقديم عمل ممتع وبسيط للأطفال،وحصلت الأغنية على أكثر من جائزة عالمية، وتم تكريم شكري أبو عميرة كأفضل مخرج عنها أيضا، وأصبحت أغنية الأطفال الرسمية في العيد في مصر وباقي الدول العربية بعدما حققت نجاحا مدويا في وقت قياسي.

وجدير بالذكر أن أغاني النصر الخاصة بانتصارات أكتوبر 1973، كانت تُكتب وتُلحن وتُغنى ويتم تسجيلها وبثها خلال أربعة وعشرين ساعة، حيث كان الفنانون المخلصون أمثال الشعراء محمد حمزة وصلاح جاهين والملحنون أمثال بليغ حمدي وكمال الطويل والمطربون أمثال عبد الحليم حافظ ووردة وشادية، يقيمون في مبنى الإذاعة والتليفزيون، ليقدموا لنا أروع الأغاني الخالدة والتي يتم إنتاجها كاملة خلال أيام قليلة، وذلك يعني شيئا واحدا أن الإحساس الصادق لا يحتاج إلى وقت كبير ليُخرج لنا أعمالا خالدة، وأن في العجلة السلامة أحيانا،،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط