الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: هدوء النفس يجلب الرزق

صدى البلد

إن ما اعاصره واتلمسه في واقع بعض البشر من حالة الهياج النفسي المؤكد حدوثه وظهوره في أغلب مواقف بعض الناس في حياتنا اليومية - بسبب ودافع من الطمع والجشع- هو ما دفعني كي أكتب ما تقرؤه الآن ..

حتما -ولا بأس- أن يحتفظ كل منا في نفسه وعقله بشيء من الطموح - قل أو كثر - لكن عندما يكون هذا الطموح مصحوبا بكثير من جموح في العقل والقلب، فقد يؤدي بصاحبه إلى نتائج مخيبة لكل طموح وربما يتبخر الهدف وتتفرق بصاحبها الطرق ، بالضبط ومثلما يتمادى الفرد في أحلامه ثم يقترن حلمه ببعضٍ من حقد وحسد لنعمة الله على الآخرين، فلابد أن يفشل هذا الحلم ويفشل صاحبه، ويتحول الحلم إلى أضغاث ونقمة على صاحبه.

ما أقصده وأنشده -في نفسي وفي نفوس الآخرين - من هذا المقال الحث على أن يخلق الفرد في نفسه الطمأنينة وسلامة النفس والرضا والتعقل، فكلها تشكل القاعدة الأساس والأركان المتينة لمركبة رائعة، مركبة مليئة بالوقود المناسب والصحي كي تحمل الفرد وبالتالي المجتمع للوصول إلى هدف نبيل وشاطئ أمان وتحقق الطلب والمراد في حياة كريمة، فالرزق يا سادة لا يأتي إلا عبر هذه المقومات وهذه الأجواء المحاطة بالاستعانة بالله والتمسك بخيوط متعلقة بالسماء لتهبك مفاتيح الرزق واسبابه وأدواته الصالحة والفعالة.

لدينا في واقعنا المعاصر وعبر التاريخ البشري الكثير من تجارب بشر - هم من جنسنا وطبيعتنا- لكن للأسف كانت أطماعهم "التي أنستهم أشياء مهمة في محيط علاقاتهم البشرية والإنسانية، أشياء كان يجب وضعها في الاعتبار" لأنها كانت سببا خفيا في فقدان ما كانت تملكه ايدي البعض، وربما كانت هناك أسباب أخرى لا يعلمها إلا الله .. 

وعلى الجانب الآخر نجد قاعدة مهمة لابد للإشارة إليها وهي "ولئن شكرتم لازيدنكم " قاعدة ضرورية لإحلال البركة في الرزق واستمراره، فعندما تحل البركة ترى اثارها في الجسد وصحته والنفس وهدوئها والطمأنينة والاعتدال أمام تداعيات الحياة ومتغيراتها مع التوازن والثبات في كل الانفعالات حتى الوصول إلى السلام الداخلي والخارجي ، ستجد البركة أيضا في العقل والتفكير السليم وفي الروح بما تحمله من تسامح وتراحم ورأفة ولين ورفق وجمال ينبعث من داخل الروح .. 

الشاهد هو أن الرضا هو رمانة ميزان وتوازن النفس والروح من جهة وانسجامهما مع الواقع والحياة من جهة أخرى، مع التقرب إلى رب العالمين وذكره وتذكره دائما ، فعندما يخبرنا ربنا في كتابه العزيز عن بشر نسوا ذكر ربهم واتبعوا هواهم فكانت أمورهم فُرطا أي مشتتة وحياتهم كلها قلق وتوتر وعشوائية وسلبية، هذا ما جاء في قوله تعالى : ( وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتبع هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف ٢٨ ..
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)

عندما تتقي الله في نفسك، وفي اولادك، وفي أهل بيتك، وفي الأرحام وفي الجيران وفي قولك وعملك، في مطعمك ومشربك، في حياتك كلها، فسوف يأتيك رزقك مهرولا.

هذا ما جاء في القرآن وهو قول رب العباد الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وما بعد قوله قول. 

وللحديث بقية..  دمتم سالمين.