الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يتحول الإنسان إلى كائن آخر ؟!!


لدى اهتمام شديد منذ فترة يتعلق بدراسة الإنسان وسيكولوجيته المرتبطة بالزمن الراهن ، وهل تختلف طبائع الإنسان بتغير الزمن ، بل الأكثر من هذا أن هناك سؤال يٌلح على رأسى بشدة ، وهو , هل يتحول الإنسان الى كائن آخر ؟!! ، .. ولا أقصد بالطبع تحوله الفسيولوجى بقدر تغير طبائعه التى تقترب من طبائع كائنات أخرى وقد يتحول الى أن يصبح جزء من تصنيفاتها ، لما تركه من آدميته وإنسانيته وبرائته ورحمته بمن حوله.

ولا شك أن هناك إهتمام مسبوق على كل المستويات من مؤرخين وعلماء ومؤلفين بما يدور فى رأسى ويلح على عقلى ، ويراودنى أن أقترب منه إقتراب يثير الذعر اللا محدود ويثير , تساؤلات وإجابات يشوبها جزء من المنطقية , ويشوبها فى الأغلب اللا معقول واللا منطقى واللا محدود واللا مسئول ، فدراسة الإنسان تحتاج الى بشر أصحاب أيديولوجيات لا محدودة , ومعرفة ممدودة وقواعد مضبوطة وحكايات مفندة ترتبط بالواقع الحقيقى وبعيدا عن الخيال المؤلف ، وتحتاج الى دقة فى التعبير ، وتنقيب فى التاريخ القديم ، وإضافة ما هو موجود فى الحاضر والتنبؤ بالمستقبل المرتبط بكل المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للوصول الى القواعد الضائعة لبنيان الإنسان الحقيقى ، الذى إنفصل إنفصالا كاملا وأهمل الواقع بعيدا عن التحديث بما أصابه من نقصان إما متعمد وإما أصابه النقصان عن جهل وقلة خبرة وعدم إدراك , وضئالة الثقافة المرتبطة بالمجتمع الذى يعيش فيه .

إن بناء الإنسان وطبائعه لا تحتاج الى دراسة الجوانب الإجتماعية فقط بالإنتماء للعائلات والطلاق والزواج والغنى والفقر والعلاقات الإجتماعية الممتدة والمتشعبة والعلاقات الضائعة فى جوانب لا حصر لها ، كما أن بناء الإنسان لا ينحصر فى آليات إنتمائه للمكان فالحارات والعشوائيات والأسواق لا تزيد الإنسان من دوافعه ولا تعطى لحياته أهميه , وأيضا لا تنقص من كينونته شيئا يذكر ، فالإنسان ملتزم مع كل جوانب حياته بالخلق والطبائع الطيبة الحسنة التى تزيد من بهائه وإدراكه وتعطى لحياته معنى ، فبعض البشر لهم حياة ولكن حياتهم ليست لها فائدة وليست لها معنى ، وآخرين يمتلكون مهارات الحياة لدرجة أن شخص واحد قد يغنى عن مجموعة , أو بالأدق يعطى ما لا يعطيه البقية فى المجموعات التى تريد الحياة من أجل نفسها فقط .
وما زلت أدعى أن الحياة دون البشر ودون التأثير فيهم بالإيجابية ، ليست حياة من الأساس ولكنها أيام متشابهات فى موضوعاتها وسجلاتها وبداياتها ونهاياتها ، ذلك لا يعنى أن البشر صنف واحد ولكن كل أصناف البشر لها هدف واحد ، وهو إعمار الأرض ونشر الحب وإدراك السلام ، وزرع بذور المحبة المخلصة المبنية على الضمير الإنسانى قبل الإتيكيت الإجتماعى ، ومحاربة الفساد والتعصب والكراهية ، ونزع النقاط السوداء من القلوب لتنقى من الكراهية التى أمتدت وإنتشرت وسادت فى الأونة الأخيرة بداع ومن غير داع ، ليسود السلام وإعمار الأرض دون النزاعات الهمجية القبلية والدولية .

إن دراسة الإنسان وإدراك تحوله لا يحتاج الى كتابة مقال ولكن يحتاج الى كتابة مئات المجلدات الضخمة التى تتطرق لكتابة كل ما يخص الإنسان وتحوله منذ أن نشأ الله الأرض ومن عليها ، بل منذ خلق الله الإنسان نفسه وقبل أن ينزل الى الأرض ، وإخضاع كل الدراسات الجديدة لدراسات مستمرة لإخراج ما يسمى بمنطق الإنسان الحقيقى بعيدا عن العشوائية ، ولهذا فأدعوا الجميع للرجوع الى الضمير الإنسانى والتحكم فى الذات وتحمل المسئولية فى إعمار الأرض من خلال الحفاظ على ما يسمى بسلاله الإنسانية قبل أن يتحول الإنسان الى كائن اخر لا يمت للبشر إلا شكلا فقط .





المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط