لوبيز واللوبيا ومشايخ تحت الشماسي

كلما ظهرت مؤشرات ايجابية بعودة النشاط السياحي إلى مصر وتخطي حالة الركود التي عانى منها هذا القطاع الاقتصادي الحيوي جدا لمصر وبعد أن حدثت انفراجة كبيرة في هذا القطاع الذي لم يلتقط أنفاسه لعدة سنوات .. وبدأت الشركات الأوروبية تعود إلى السوق المصري وخفت حدة التحذيرات الغير مٌبررة وغير مفهومة خاصة من بعض الدول الأوروبية وطبعا ذلك لصالح السوق التركي وصالح أردوغان وأعوانه .. ومؤخرا تابعنا النجاح الكبير الذي حققه حفل النجمة العالمية ذات الخمسين ربيعا "جنيفر لوبير" والذي أقيم في مدينة العلمية الجديدة برعاية إحدى شركات الاستثمار العقاري الكبيرة في مصر بعيدا بمعنى أن الحفل لا دخل للحكومة فيه ولا لوزارة السياحة أي دخل من قريب أو بعيد ونجح الحفل ولاقى إقبالا كبيرا رغم ارتفاع أسعار التذاكر والتي يٌقال ان بعضها كانت بالتقسيط المٌريح .. وتفاعلت النجمة جنيفر لوبيز مع الجمهور المصري ورقصت بالعصا وردت على لافتات محبيها وغنى لها الجمهور أغنية عيد الميلاد احتفالا بعيد ميلادها الخمسين .. وجاءت أولى حفلات لوبيز في مصر ضمن جولتها العالمية وبالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها الـ 50 .. وكانت حفلتها من أقوى حفلات الساحل الشمالي وسط حضور جماهير كبير ضم عدد كبير من نجوم الفن والمجتمع .. وفي نهاية الحفل وعدت لوبيز جمهورها بالعودة مرة أخرى الى مصر (وهنا مربط الفرس) فنجاح مثل هذا الحفل وانتشار إخباره عبر العالم بواسطة المحطات العالمية التي جاءت لتغطيته هو في رأي المتواضع أكبر دعاية لمصر والسياحة في مصر وأيضا الاستثمار في مصر وخاصة في مدينة العلمين الجديدة الواعدة بكل المقاييس .. ولكن الحلو ما يكملش في مصر بالبلدي كده .. خرج علينا أحد المحامين طالبي الشهرة وتفتق ذهنه مستخدما طريقة وشُغل لوبيا يا فجل لوبيا وراح راذعنا تصريحات صحفية بأنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد مسئولي تنظيم حفل الفنانة العالمية جنيفر لوبيز لأنها ظهرت بملابس شفافة وعارية .. بالذمة ده كلام .. المشكلة بقى أنه حتى لو لم يتقدم فعلا بالبلاغ الى النائب العام .. ان وسائل الإعلام المٌتربصة بمصر طوال الوقت ستنقل تلك التصريحات وتنتشر في العالم وهو ماسينعكس سلبا على الصورة الذهنية عن مصر في العالم رغم ان جنيفر لوبيز نفسها قد أقيم لها حفل في المملكة العربية السعودية والتي هي ليست في حاجة الى التدفقات السياحية اليها فلديها مايكفي ويزيد وربنا يبارك ويزيد .. وأزيدكم من الشعر بيت وعقب هذا الحفل الناجح جدا .. فقد تفتق ذهن جهابذة وزارة الأوقاف في مصر المحروسة وقرروا مايلي : تسيير قافلة دعوية أسبوعية من شباب الأئمة المتميزين الى مدينة العلمين ومنطقة الساحل الشمالي طوال فترة الصيف مع تكثيف الدعوة بالمنطقة على مدار العام وذلك حتى يلتقي علماء القافلة مع المواطنين للرد على إستفساراتهم الدينية .. انتهى الخبر ولا تعليق لدي سوى تعقيب بسيط .. ألم يكن من الأولى توجيه هذه القوافل الدعوية والدينية الى المناطق النائية والقرى والنجوع في الصعيد مثلا للحث على التسامح والتعايش .. والله المستعان