الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإسكندرية.. كوزموبوليتانيا الشرق الأوسط




يذكّر عادة اسم الإسكندرية خارج الشرق الأوسط بصور منارة المدينة، التي هي إحدى عجائب العالم القديم السبع، أو بمكتبة الإسكندرية القديمة. وترمز كلٌّ من المنارة والمكتبة إلى عصر ذهبيٍّ للثقافة والمعرفة. وإذا ما وضعنا الصرحين التاريخيين جانبًا، نرى أن الغرب نظر إلى هذه المدينة الساحلية كواحة للتسامح الديني والثقافي والسياسي، وكملاذ كوزموبوليتاني (عالمي) حقيقي، لكنه يختفي. وتستعيد وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنكليزية اليوم، وعلى نحو متكرر، صورًا مشابهة غامضة عن ماضي الإسكندرية. فالأحاديث عن المدينة تبدأ بوصف كوزموبوليتانية “سابقة” أو “كوزموبوليتانية كانت موجودة مرة”. أما النبرة فهي نوستالجيا “نبرة حنين” بشكل متواصل إلى هذه الكوزموبوليتانية المتلاشية، وهو حنين تتم مقارنته مع “صعود السلفية” في الإسكندرية، الهوية الدينية التي أصبحت لصيقة بالمدينة وظهرت بشكل واضح جدا 2011 وما بعدها وطبعا السبب معروف جدا للجميع وهو المد الوهابي الذي اصاب مصر كلها وغير ملامحها وريف مدن وحضر مصر ومازالت اثاره واضحة في الإسكندرية وباقي مدن مصر المحروسة حتى بعد ان تخلت السعودية عن عباءة الوهابية والتي ظلت ترتديها لعدة عقود.. الا ان الوهابية وأخواتها لازالت تعشش في أحياء الإسكندرية التي كانت رمز الكوزموبوليتانية في الشرق الأوسط بل في شرق المتوسط .. صاحبة الماضي الكوزموموبوليتاني العريق وطابع ثقافي تعددي وتسامح وشعور مشترك بالانتماء هو ما أدى في الغالب الي ازدهار الحياة الفكرية والفنية ظهرت بوضوح في كتابات العديد من المثقفين والادباء الذين عاشوا في الإسكندرية وقت عزها ومجدها الكوزموموبوليتاني .. قبل أن تعرف. الغزو الوهابي واصحاب الفكر البقري.. والله المستعان


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط