الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ومهما كان انتِ مصر..


أصبح الواقع المصرى تتعامل به فئة كل هدفها ان تجعله لا يبشر بالخير ولا ينذر بالمطمئن ، ففى هذه المرحلة تتكاثر سحب الشر وتتجمع وتؤكد ان تحت الأكمة ما تحتها. نظرة على الاحداث الاخيرة التى شهدتها الساحة المصرية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة تجعلك تتأكد ان هناك خطة محكمة لتركيع مصر وتأجيج اوضاعها.
 
المسرحية الهزلية بدأت ببلياتشو مزجوج به وللاسف يمكننى القول ان من دفعه دفعا لهذا الدور هي جهات من داخل بلادنا ولهم اهداف كتلك التى يريدها ويعمل عليها اخرون كارهون لمصر رئيسا وحكومة وشعبا . فحديث هذا المارق ليس جزافيا ولم يكن يهذى به بل انه يتحدث بأرقام وعن شخصيات وايضا يعلم ما يخفى وخفى، والاهم من ذلك ان هؤلاء الاشخاص الذين اتخذوا من المارق اداة ووسيلة للتشفى ولتفريغ غيظهم من مواقف وتحركات ابعدتهم عن المشهد برمته هؤلاء الاشخاص كانوا على علم مسبق بطبيعة الرئيس عبد الفتاح السيسى الصلبة الصادقة التى سترد على اية ادعاءات مهما كلفها ذلك من قيل وقال.

وبالفعل جاء رد الرئيس بتلقائية وصدق واكد ماقاله هذا المارق فى جزئية واحدة وهى تشييد القصور والتى اثبت فيها انه يبنى مصر الجديدة التى تمثل المبانى الفخيمة جزءا لا يتجزأ من تشييدها وتكوينها ، وعلى الطرف الاخر كانت هناك الخريطة والخطة والفريق جاهزا لكى يزيد النار هشيما ويلقى ببغضائه وكراهيته فيها لتتأجج من وجهة نظره ويسعى ليحقق ما عجزت عنه خطط مسبقة من شق الصف المصرى ومحاولة الايقاع بين نسيج المصريين المسلم والمسيحى ، واصل المغرضون سعيهم البغيض ليستمع لهم قلة وتخرج الى الشوارع وهى تظن ان المصريين سينساقون وراءها ووراء أئمة الكفر ويعيدون اسوأ احداث شهدتها بلادنا ابان ما أطلق عليه ثورة الخامس والعشرين من يناير .

وجاءت الصدمة بأن ظلت هذه الفئة قلة ولم تتبعها الجموع كما توهموا ، ولنكن صادقين ونعترف بأن هناك من نزل الى ميدان التحرير وميدان الاربعين بالسويس وبالمحلة الكبرى ، لابد ان نعترف بذلك ولا ندفن رؤوسنا فى الرمال ونعلل ونقول فوتو شوب فيديوهات مركبة ، لا هذه الاقاويل يجب ان تمحى ونعترف بما قد كان . وفى هذا الصدد علينا ان نخزى من خيبتنا الاعلامية ومن هشاشة الاعلام لدينا فتعامل الاعلاميين بسياسة انتظار الامر وكيفية التعامل والمواجهة ، كارثة كبرى ، الاعلامى المتردد رجل فاشل ، صاحب القرار الحريص على منصبه اكثر من حرصه على بلاده ومصلحتها رجل يجب عزله فورا ، فقد تعلمنا فى مدرسة الاعلام على مدى سنين عمرنا ان الصورة لا تكذب وأن نقل الواقع افضل الف مرة من الحديث عنه ، وهذا ما افتقده الجهاز الاعلامى فى كل ازمة وأى ازمة ، وتجاهله للمواجهة ونقل الواقع مهما كان حجمه فتح الباب على مصراعيه للمشاهد والمستمع والمتلقى لأن يبحث عن قنوات اخرى يستقى منها معلوماته وهنا كانت الطامة الكبرى لان هذه القنوات والاذاعات والجرائد لاتحمل لبلادنا اى خير ولا تتمنى لنا طمأنينة ولا هدوء .

نعود ونجدد ونطالب باصلاح المنظومة الاعلامية واعطاء ماسبيرو حقه الوطنى فى الدفاع عن البلد بكل مافيها، ونقول ايضا لابد من اعادة منصب وزير الاعلام وخاصة فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر والمنطقة كلها فالواضح ان المخططات والاجندات المضادة لاستقرار الوطن تمضى قدما نحو اعداد الاسوأ لمصر ولجيشها العظيم ، لابد من اتخاذ خطوات واجراءات فور عودة الرئيس من الولايات المتحدة ، اجراءات يعيد بها سيادته شعبه الى بر الامان الوطنى ويؤكد من خلالها ان كل ما يقوم به لايهدف الا لمصلحة هذا الوطن وشعبه ، لابد ان يخاطب الرئيس وطنه بلغة العيش والمال فهذا الشعب لايرهقه التحمل بقدر ما يرهقه ان لايفهم المغزى والسبب وايضا شعب يتلهف للمحبة وهو لاينسى الجملة الفارقة التى اعلنها الجيش اثناء الفترة العصيبة التى عاشها خلال سنة حكم الاخوان عندما سمع المقولة الخالدة ( هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه).

المصريون فى هذه المرحلة يتلهفون لمن يحنو عليهم ، يتلهفون لمن يشرح لهم بالدليل ما الذى يجرى وما الذى يحدث ومن المستفيد ولماذا وكيف ومتى .. المصريون وانا منهم يعانون من الغلاء والفساد وتضارب المعلومات وعدم وجود مصدر ثقة يستقون منه معلوماتهم ، وايضا الرموز التى وضعت على منابر الاعلام والخطابة الدينية رموز غير مرغوب فيها وغير مصدقة بما تقوله ، كما انها رموز مرفهة تأكل جاتوه وتعيش فى كومبوندات وتذهب للتصييف ان لم يكن فى فيلل الساحل ففى الخارج حيث الرفاهية المطلقة .هذه المرحلة بحاجة الى وعى كامل فى التعامل وعدم تجاهل رأى المجموع الاعظم من المصريين الا وهم الشباب فهذا الجيل لديه اراء وقدرات ان تم استغلالها ستتغير مصر للافضل ، منظومة الفساد لابد من محاربتها بشدة وبكل قوة لانها تغلغلت وتوغلت ، المناصب الحساسة واماكن صناعة القرار لابد ان يعاد النظر فيها لانها مصدر الخطر ومكمنه ومدرأه ايضا . 

أكاد أجزم بأن الرئيس السيسى يواجه مرحلة ابشع من تلك التى اعقبت حكم الاخوان ولكنى على ثقة بمقدرته على احتوائها وتجنب اية تداعيات يخطط لها اهل الشر ومن على دينهم ودربهم يسيرون . قوة الرئيس تكمن فى ثقة شعبه ولكى تستمر هذه الثقة فالشعب فى انتظار من يحنو عليه ويشعر بمتاعبه وشظف العيش وما يكنه بداخله من آلام تفرض نفسها عليه عندما يشاهد مرتادى المهرجانات ومن على شاكلتهم ..سيدى الرئيس أعانك الله وألهم شعبك الفطنة والذكاء ورد كيد الكائدين فى نحورهم ولمصرنا الحب والسلام .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط