الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فين المعلقة ؟


النهارده مفيش مقال، النهارده هحكيلكم حكاية حصلت معايا فعلا، واسمحولي أكتب بالعامية لملائمتها لظروف الحكاية.

الساعة 9 الصبح من حوالي خمس أيام ذهبت لإحدى المصالح الحكومية عشان أستخرج شهادة، عادي جدا، ودخلت أحد الغرف في الدور الأول في الإدارة المعنية (بدون ذكر أسماء)، اسمحولي أوصف لكم الغرفة مبدئيا، 5 مكاتب متلاصقة ومتهالكة وخلف كل مكتب كرسي مختلف في الشكل والنوع والعمر عن الآخر، كرسي حديد بجلدة مقطوعة وآخر خشب منزوع الدهان، والثالث خرزان زي بتوع القهوة والنجار عامل له دُعامة خشب عشان ميقعش، والرابع بلاستيك الشريف واسع وكبير وعلية شلتة زيتي مقطوعة من الجنب، والخامس لم أحدد نوعه لأن الموظف كان قاعد عليه، المهم إن الموظف ده قالي إتفضل أقعد انتظر أستاذه "زينب" زمانها جاية، وفعلا شكرته ودخلت الغرفة وسعدت كثيرا لأن الرجيم اللي أنا بدأته من شهرين ظهرت نتيجتة واضحة لأني قدرت أفوت بين المكاتب الخمسة المتلاصقة بمهارة تفوق لاعبي الكاوتشوك في السيرك، جلست خلف أحد المكاتب على الكرسي البلاستيك أبو شلته زيتي في انتظار أستاذه زينب.

لن أحدثكم عن شكل الغرفة ودهانها الباهت والمروحة أم ثلاث ريش التي يعلو صوتها فوق صوت الحق، وياريتها بتطلع هوا، أنا حاسس إنها شفاط مش مروحة، وكم الملفات الورقية المرصوصة على أرفف مثبتة في الجدران الأربعة للغرفة فوق رؤوس الموظفين، حتى يشعر الموظفون جميعا أنهم فعلا يحملون مشاكل المواطنين فوق رؤوسهم.

المهم حضر الموظفون جميعا في خلال ربع ساعة وبالتالي اضطررت لترك الكرسي البلاستيك لصاحبته وطلعت هي الأستاذه زينب.

طلبت من الأستاذه زينب الشهادة التي جئت من أجلها، وبالفعل قالت لي (تحت أمر حضرتك، اصبر بس شوية نفطر واعملها لك)، شكرتها وخرجت من الغرفة أراقب المنظر من بعيد.

كل واحد من الموظفين الخمسة وهم ثلاث سيدات ورجلين بدأوا في تناول فطورهم المتنوع، فهذا يفطر سندوتشات فول وطعمية وهذه أحضرت معها من البيت علبة بتنجان ورغيفين، و الثالث أخرج علبة الجبنة البيضا من درج المكتب وكان قد أحضر معه عدد 2 سميطة سخنة من الفرن، وهكذا.

قامت الأستاذه زينب عشان تعمل الشاي للجميع، ووضعت المياه في الغلاية وأحضرت صينية بلاستيك مشروخة بها خمس كوبايات مختلفة الأشكال، طبعا عشان كل واحد منهم يعرف كوبايته، وكمان جابت 2 برطمان مربى فيتراك واحد فيه شاي ناشف والثاني فيه سكر تموين، وبعد لحظات بدأت المشكلة !!

أستاذه زينب تصرخ بصوت عال فين المعلقة.. فين المعلقة ياجماعة ؟، هو أنا كل يوم أقعد أدور عليها! حاجة غريبة والله، ما قولنا ميت مرة اللي يستعملها يرجعها تاني في الصنية.

أحد الموظفين يرد بصوت مرتجف ويقول أنا آخر واحد استعملتها امبارح وحطيتها تاني في الصينية والله، فيقول زميله على فكره أستاذ "حسين" نزل إمبارح من الدور الثاني وخدها وقال هيرجعها، ردت أستاذه زينب (أن قولت المعلقة دي متطلعش بره المكتب، معندناش غيرها، مفيش فايدة فيكو أبدا، إطلع يا "أستاذ إبراهيم" هات المعلقة منه)، حاضر يا أستاذه زينب.

طلع أستاذ إبراهيم للدور الثاني عشان يجيب المعلقة من أستاذ "حسين"، ونزل بعد 10 دقائق، تقريبا أستاذ حسين كان بيدور على المعلقة في المكاتب اللي في الدور كله.

الحمد لله لقينا المعلقة، ومعرفش ليه أنا أصريت أشوفها، وفوجئت أنها معلقة "ألمونيا" من عصر ما قبل الاستانلس بكتير، ودراعها معوج ومطبقة من تحت وحالتها حالة.

السؤال هنا، ليه دايما بنحاول نكبر المشكلة، مع إن مفيش مشكلة أصلا، وليه معندناش حلول سريعة، وليه كل موظف معندوش معلقة ؟ ،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط