الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تعرف أنك مصاب بالعين.. وما جزاء العائن

كيف تعرف أنك مصاب
كيف تعرف أنك مصاب بالعين

الإصابة بالعين أو الحسد لا يُمكن أن تقع إلا بقضاء الله -تعالى- وقدره، ونرى كثيرًا من الناس من يتوهّم دائمًا عند كل عارضٍ أو ضيق ينزل به بأنه من العين والحسد، فيخلطون بين ذلك وبين ما يصيبهم من الأمراض أو الاكتئاب أو غير ذلك، لذا ينبغي على المؤمن أن يحسن ظنّه بالله سبحانه، ويتوكّل عليه حق التوكّل، وأن يعلم أن كل ما يصيبه هو بقدر الله -تعالى- وقضائه.

ويستعرض لكم «صدى البلد» أعراض العين والحسد وجزاء العائن.

أعراض العين والحسد

إذا وقع الحسد على الإنسان حقًا، فقد تكون هناك أعراض كالضيق، والفتور في الطاعة، والقلق وغيرها، لكن قد يكون في الإنسان مرض فعلًا، فينبغي عليه مراجعة الأطبّاء والأخذ بالأسباب والعلاج، ولا يُوسوس نفسه دائمًا بأن كل ما يصيبه هو من الحسد والعين، ويحرص على دعاء الله تعالى ويحافظ على أذكاره ويتوكّل على الله حق التوكل.

وأصل العين هو: إعجاب الشخص العائن بالشيء، ثمّ تأتي بعد ذلك النفس الخبيثة وتستعين على ذلك بالنظر إلى الشخص المعين.

علاج الإصابة بالعين

في حال أُصيب الإنسان بالعين يرقى بالقرآن وبالأدعية الثابتة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ويجب أن يكون على يقينٍ بأنّ الشافي هو الله -عزّ وجلّ- وحده، ويُحسن الظن بربه، وأنّ القرآن هو شفاءٌ لكلّ مرضٍ.

جزاء العائن

ذهبت جماعةٌ من العلماء إلى القول بأنّ العائن إذا أصاب شيئًا ما بعينه، وأدّى ذلك إلى تلف الشيء فعليه ضمانه، وأضافت إلى ذلك جماعةٌ من المالكية إنّ العائن إذا قتل بعينه يتوجّب عليه القصاص أو الدية، أمّا الشافعية فذهبوا إلى منع ذلك، فليس على العائن ديةٌ أو قصاصٌ أو كفارةٌ؛ وذلك لأنّ القتل بالعين هو أمرٌ غير منضبطٍ، وليس من الشخص الذي أصاب بالعين الضمان إذ هذا الأمر من الحسد، وما ذهب إليه الشافعية أقرب وأصح خاصةً فيما يتعلّق بالقصاص.

طرق الوقاية من العين

تكون الوقاية من العين بالتحصّن بالأذكار الشرعية، والمعوذتين، وأذكار الصباح والمساء، وآية الكرسي، والأذكار بعد الصلوات المفروضة، فتلك لها تأثير عظيم في رد العين والوقاية منها، مع الحرص على ترك الزينة الزائدة، سواءً كانت في النفس أو السيارة والبيت فإنّها قد تتسبّب بالإصابة بالعين، مع المداومة والإكثار من ذكر الله -عزّ وجلّ-، والتوكّل عليه.

كما نبّه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) إلى الاستعاذة من الحاسد، حيث تخرج من نفس الحاسد سهامٌ نحو المعين قد تصيبه وقد لا تصيبه، وتؤثّر عليه في حال عدم وجود وقايةٍ، وإن كان حذرًا تام السلام فلا أثر لهذه السهام عليه وقد ترجع على صاحبها، وقال جمهور أهل العلم بثبوت الإصابة بالعين.

الرقية الشرعية من العين

تكون الرقية الشرعية بقراءة الفاتحة سبع مراتٍ على الجسد كلّه أو على مكان الألم، ومن ثمّ قراءة آية الكرسي سبع مراتٍ، وقراءة المعوذتين وسورة الإخلاص سبع مراتٍ، كما أن هناك العديد من الأدعية الواردة عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم-، منها:
-«باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ».
-«أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ».
-« بسمِ اللهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ».
-«أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا».
-«أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ».
-«أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفيَكَ».

الفرق بين العين والحسد

للعين والحسد فروقٌ عدةٌ، منها:
- يعدّ العائن حاسدٌ خاصٌ، والحاسد أعم من العائن، فليس كلّ حاسدٍ عائنٌ لكن كلّ عائنٍ حاسدٌ.
- العين سببها الاستحسان والإعجاب والاستعظام، أمّا الحسد فيحصل بسبب الكره والحقد وتمنّي زوال النعمة عن صاحبها.
- الإنسان لا يحسد نفسه أو ماله؛ لكنّه قد يصيبهم بالعين.
- الحسد يقع من شخصٍ حاقدٍ خبيثٍ، أمّا العين فقد تحصل من شخصٍ صالحٍ بسبب إعجابه بشيءٍ ما، دون أن يكون مراده زوال هذه النعمة.
- العائن يصيب الشيء الموجود فعلًا، أمّا الحاسد قد يحسد أمرًا متوقعًا قبل حصوله.
- مصدر الحسد استكثار النعمة على الشخص المحسود وتحرك القلب، أمّا مصدر العين فهو انقداح نظرة العين.

حكم العين والحسد

الحسد والعين من الأمور المحرّمة؛ إذ نهى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عن التحاسد بين الناس، والحسد في جميع الأمور، وتحريم العين من باب الضرر المترتب عليه، وقد نهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك من أن يؤذي الشخص نفسه أو يقوم بإيذاء غيره، ومن تعمّد أن يصيب الناس بعينه فهو آثمٌ، وعليه أن يتوب توبةً صادقةً، وهناك من لا يتعمّد أن يصيب الآخرين بالعين، وتقع منه دون أن يقصد الضرر بغيره.