الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرار مفاجئ من أمريكا بإخلاء قواتها من مواقع شمال سوريا.. قسد: واشنطن طعنتنا في الظهر.. ترامب: الأكراد قاتلوا معنا و قبضوا الثمن.. وأردوغان: يمكننا شن هجوم في أي وقت

قرار مفاجئ من الولايات
قرار مفاجئ من الولايات المتحدة بإخلاء قواتها من مواقع شمال س

-أمريكا تتخلى عن حلفائها علنا: 
لن ندافع عن الأكراد أمام تركيا
-قوات سوريا الديمقراطية: 
أردوغان يهدف إلى تشريد سكان شمالي سوريا
-تركيا: 
ننتظر رحيل القوات الأمريكية لنبدأ الهجوم
-أردوغان: 
يمكننا دخول سوريا وشن هجوم في أي وقت دون سابق إنذار
-ردود أفعال مناهضة تطالب بوحدة الأراضي السورية


بعد تصاعد التوترات بين أنقرة وواشنطن بشأن المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا وتهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ عملية عسكرية تركية في سوريا؛ فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية الجميع وخاصة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي كانت حليفتها منذ 5 سنوات، بإخلاء مواقع في شمال شرق سوريا؛ مؤكدة أنها لن تشارك أو تدعم العملية التى تعتزم تركيا القيام بها في شمال سوريا.

وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان أن القوات الأمريكية "بعد هزيمة ’خلافة’ تنظيم داعش لن تكون موجودة بعد الآن في المنطقة المجاورة".

وقال البيان إن تركيا ستكون الآن مسؤولة عن كل مقاتلي تنظيم داعش في المنطقة والذين اعتقلوا على مدى العامين الماضيين.

وقال المسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة أبلغت قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، صباح يوم الاثنين، إن القوات الأمريكية لن تدافع عنها في مواجهة الهجمات التركية في أي مكان.

وأضاف المسؤول أن القوات الأمريكية أخلت موقعين للمراقبة في تل أبيض ورأس العين في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا، مضيفا أن باقي القوات الأمريكية في المنطقة لا تزال في مواقعها.

ويعتبر قرار أمريكا بإخلاء قواتها من المواقع بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ العملية التركية في خيانة واضحة للأكراد.

وردا على ذلك، قالت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إن التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الاثنين، بعدم تدخل القوات الأمريكية في عملية تركية بشمال سوريا كانت "طعنا بالظهر" للقوات التي يقودها الأكراد.

وقال كينو جبريل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في مقابلة مع تلفزيون الحدث "كانت هناك تطمينات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعدم السماح بالقيام بأي عمليات عسكرية تركية ضد المنطقة".

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية التزمت التزاما "كاملا" باتفاق على "آلية أمنية" للمنطقة الحدودية كانت الولايات المتحدة ضامنة له.

وتابع "لكن التصريح الأمريكي الذي صدر اليوم كان مفاجئا ويمكننا القول إنه طعنا بالظهر لقوات سوريا الديمقراطية".

وأشارت "قسد" إلى أن أردوغان يهدف إلى تشريد سكان الشمال السوري وتغيير المنطقة المستقرة إلى منطقة نزاع وحرب دائمة.

وأضافت أن أي هجوم تركي سيؤدي إلى تراجع الجهود الدولية لمحاربة داعش، لافتة إلى أنها قدمت تضحيات تمثلت بـ 11 ألف قتيل من قواتها على مدار الأعوام الخمس الماضية.

وبدوره، حاول الرئيس الامريكي أن يبرر التخلي المفاجئ عن حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد في سوريا، بعد قرار رحيل القوات الأمريكية من الحدود مع تركيا.

وقال ترامب إن الأكراد قاتلوا مع الولايات المتحدة، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل مقابل ذلك، وأنهم يقاتلون تركيا منذ عقود مضت، مؤكدا أنه ينبغي على الأتراك والأكراد أن يحلوا الوضع بعد الانسحاب الأمريكي من الحدود السورية.

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع، لأنه حان الوقت للولايات المتحدة للخروج من هذه الحرب التي لا نهاية لها.

وعلى الجانب الأخر، علق الرئيس التركي على انسحاب الولايات المتحدة من شمال سوريا، مؤكدا أن هذا القرار جاء في أعقاب اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي.

وقال أردوغان إن الهجوم الذي تخطط له أنقرة في شمال سوريا ضد الأكراد قد ينطلق في أي وقت.

وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي: "هناك عبارة نكررها دائما: يمكننا الدخول (إلى سوريا) في أي ليلة دون سابق إنذار. من غير الوارد على الإطلاق بالنسبة لنا التغاضي لفترة أطول عن التهديدات الصادرة عن هذه المجموعات الإرهابية".

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز اليوم الاثنين إن بلاده ستنتظر على الأرجح انسحاب القوات الأمريكية من منطقة في شمال سوريا تخطط تركيا للقيام بعملية عسكرية فيها قبل أن تبدأ الهجوم.

وأضاف أن الانسحاب الأمريكي من منطقة العمليات المزمعة قد يستغرق أسبوعا وأن أنقرة ستنتظر ذلك على الأرجح لتجنب "أي حوادث".

وقد أثار تهديد أردوغان بتنفيذ العملية العسكرية في سوريا، إضافة إلى قرار واشنطن إخلاء قواتها من مواقع من شمال سوريا، الكثير من ردود الأفعال الغاضبة.

وفي أول رد فعل من الأمم المتحدة، دعا مسؤول كبير بالمنظمة الدولية جميع الأطراف إلى منع نزوح كبير للمدنيين بشمال شرق سوريا إذا شنت تركيا هجومًا على الشمال السوري ضد الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها تركيا أردوغان جماعات إرهابية.

وقالت الأمم المتحدة، إنه تم إعداد خطة طارئة تحسبا للنزوح من شمال شرق سوريا، حيث إنه إذا حدث التصعيد، فيتوقع حدوث موجة نزوح كبيرة، ودمار جديد على السوريين بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبدوره، وجه الاتحاد الأوروبي تحذيرا شديدا لتركيا إذا نفذ أردوغان تهديده بشن عملية عسكرية في سوريا

وعلقت المفوضية الأوروبية على الخطط الأمريكية التركية بشأن سوريا قائلة إنه لا يمكن الوصول إلى حل للأزمة بالطرق العسكرية.

كما كشرت روسيا، أيضا عن أنيابها بشأن الأوضاع في سوريا عقب إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من الحدود التركية والتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وقال الكرملين ردا على ذلك إن موسكو متمسكة بضرورة انسحاب كل القوى الأجنبية غير القانونية من سوريا.

كما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يبحث مع أردوغان خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية في شمالي سوريا.

وأعرب بيسكوف عن أمل الكرملين في أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضي السورية.

ويشير قرار الولايات المتحدة بالتخلي عن حلفائها الأكراد في سوريا إلى أنها قد ضاقت ذرعا بالملف السوري، والذي سبق وأن تركته لروسيا، ولم تفعل شيئًا سوى دعم قوات الأكراد المعروفة باسم قسد (قوات سوريا الديمقراطية) والتي تحارب جماعة داعش الإرهابية.

ويظهر من الانسحاب الأمريكي خذلانًا للأكراد، وفتحا للساحة أمام قوات أردوغان لتفعل ما تريد.