الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طالع النخل مهنة من التراث السيناوى قتلتها التكنولوجيا.. تراجع العائد المادى وزيادة مخاطرها أبرز أسباب تراجعها

طالع النخل مهنة من
طالع النخل مهنة من التراث السيناوى

طالع النخل مهنة قاربت على الانقراض لخطورتها خاصة في سيناء 
يعتمد عليها المزارعون في جنى المحصول ورعاية الأشجار 
الاستعانة بسلم هيدروليكي لتسلق أشجار النخيل 
المطلاع حزام أمان لطالع النخل حفاظا على حياته 

تحتل مصر مركزًا متقدمًا بين دول العالم المنتجة للتمور إذ تنتج قرابة مليون و330 ألف طن سنويا، ويستوعب فدان الأرض الصحراوية، زراعة نحو 150 نخلة، ومتوسط إنتاج النخلة الواحدة من البلح سنويًا يقدر في المتوسط بنحو 100 كيلوجرام، ومهنة طالع النخل عرفها المصريون منذ خمسة آلاف عام ، ويعتمد عليها المزارعين في جني المحصول ورعاية أشجار النخيل.

وقاربت المهنة على الانقراض خاصة في سيناء نظرا للاهمال الشديد الذي تعرض له النخيل الي جانب الاستعانة بسلم هيدروليكي لتسلق أشجار النخيل بالإضافة الي خطورة المهنة وقلة عائدها. 

وأكد سعيد زايد من هواة تسلق النخل، أن العملية ليست سهلة فهي تتطلب رجال لديهم خبرة في تسلق اشجار النخيل ، وكان يتناوب على تسلق النخلة الواحدة أكثر من جيل في العائلة لأن النخلة من الأشجار المعمرة التي يمتد عمرها لقرابة 150 عاما.

ويستغرق تقليم وتقطيع الجريد وسباطه البلح 50 دقيقة حسب مهارة الطالع وخبراته السابقة. وأحيانا يزيد ارتفاع النخلة على 25 مترا وتلك النوعية تتطلب طالع نخل محترفا واثقا بقدراته يتمتع بقلب حديدي لا يعرف الخوف، وأن غالبية من يعملون في تلك المهنة يتوارثونها جيلا بعد جيل ويحرصون على أن تظل أسرار النخلة بحوزتهم خصوصا وان طالع النخل كمهنة تدر عائدا جيدا فتسلق نخل واحدة يجني الطالع مقابلة من 50 جنيها حسب طبيعة النخلة وارتفاعها عن الأرض.

وكان الأطفال ينظرون لطالع النخل كما لو كان فارسا فيتحاكون عنه وعن قدراته ويقارنون بين المتسلقين أيهم أسرع وأكثر ثباتا وأحيانا يسعى بعض الأطفال والمراهقين إلى تقليد هؤلاء المتسلقين ويتبارون فيما بينهم على النخل القصير إلا أن الأمر أحيانا ينتهي بسقوط أحدهم. 

ويستخدم طالع النخل حبل مبطن بالقماش بعرض 10 سم يلف حول النخلة وجسم الإنسان من ناحية الوسط حتي يتمكن من تسلق النخلة، بينما ترتكز قدماه على الجذع خاصة في منطقة باطن القدم ويظل ينقل المطلاع كلما صعد خطوة لأعلى ، وكذلك عند الهبوطـ، ويعتبر المطلاع بمثابة حزام الأمان لطالع النخل ، وبدونه يتعذر عليه الصعود لاسيما إذا كانت النخلة عالية . 

كما يستخدم طالع النخلة اله حاده في تقطيع جريد النخل وسبطه البلح عند جني المحصول.

وقال علي البندي، طالع النخل من حي ابي صقل ان طالع النخل لابد أن يكون حافي القدمين كي يزداد التصاقا بالنخلة ويشعر بمكان وضع قدميه، ولا بد و أن يمتلك قلبا جريئا وقدرة على حسن التصرف فأحيانا ينقطع لمطلاع فجأة وهو في الأعلى، وأحيانا يجد في جريد النخل ثعبانا أو أفعى في انتظاره . 

وهذه المواقف تتطلب الثبات وعدم الخوف . ويحرص طالع النخلة على احفاظ علي منطقة القلب وهي منبت جريد النخل . كما يتشابه النخل مع الإنسان أيضا في الطباع والملامح فهناك النخلة الطيبة التي يسهل على الطالع تسلقها لوجود لحاء سميك وحنون حول جذعها ومظهرها مبهج ، وهناك أشجار يعاني الطالع عند تسلقها .

وأشار حسن سلامة باحث في التراث السيناوي إلى أن طالع النخل يردد أغاني شعبية كثيرة يحلو للصغار والكبار ترديدها في مواسم جني البلح وتقول إحداها «يطالع النخلة شمر جلاليبك لتشبك في فرع شوك على الأرض وتجيبك واللي بيجمع خير الشوك ما بيهمه مثبت الأقدام وبيده بيلمه».