الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.مجدى بدران يكتب: الإنفلونزا والربو الشعبى والبدانة

صدى البلد

كل عام تخدعنا و تتسلل إلى البشر و تنجح فى الهروب من أجهزة المناعة غالبا التى لا تكتشف وجودها إلا بعد أن تكون قد أعلنت عن وجودها داخل الخلايا التنفسية،إنها الإنفلونزا . بينما تنتشر الإنفلونزا كل عام ، يختلف توقيت وشدة وطول موسمها من موسم لآخر. عالميا ، تتسبب الإنفلونزا سنويًّا في حوالي ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين حالة من المرض الشديد و291 ألفًا إلى 646 ألف حالة وفاة، وفق منظمة الصحة العالمية. أصاب وباء الإنفلونزا الإسبانية في 1917-1918 ثلث سكان العالم، وقتل 50 مليون شخص.

بات سيناريو التعامل مع الإنفلونزا مكشوفا ، تحفظه فيروسات الإنفلونزا الذكية جيلا بعد جيل ، و تعي تفاصيله تماما.فيروسات الإنفلونزا تعرف أنها سوف تنتقل حتما من المصاب لأسرته وأصدقائه و من يلتقى به فى الطرقات ، الجديد هو أن نعزز اكتساب مهارة إجهاض هذا السيناريو العتيق ، و محاصرة السلالات الجديدة أولا بأول. وينبغى أن يتجدد سلوك الإنسان هو الآخر سنويا ، ليتفوق على هذه الفيروسات الضئيلة المكيرة التى لاترى بالعين المجردة . نستطيع أن نتحكم فى إيقاف تقدم الإنفلونزا فى مجتمعاتنا بأقل تدابير وتكاليف .

تشمل طرق العدوى بفيروسات الإنفلونزا الاتصال أو التلامس اليدوى من الشخص المصاب إلى الشخص السليم،أو السعال ، أو العطس ، أوهواء الزفير، أو المخاط خاصةً مع الازدحام وسوء التهويه والتيارات البارده. تستطيع فيروسات الإنفلونزا أن تعلق نفسها فى الهواء لفترات طويلة مما يجعلها قادرة على العدوى خلال الاستنشاق مع الهواء. تكثر فيروسات الإنفلونزا فى فصل الشتاء ، و قمة العدوى تكون فى شهر يناير و فبراير. تعيش فيروسات الإنفلونزا فترات أطول فى المنازل فى فصل الشتاء بسبب الرطوبة النسبية الأقل. فى الشتاء ومع زيادة البرد يقل خروج الناس للشوارع ، و يتواجدون أكثر فى الأماكن المغلقة خاصة المنازل، و يزداد اقتراب البشر من بعضهم البعض ، مما يعنى فرصا أكثر للعدوى.

البدانة ، من عوامل الخطورة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا ، و علاج الإنفلونزا المبكر فى ذوى البدانة يقلل من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوى . البدانة تزيد من ارتجاع الحمض المعدى ،و هذا يسبب إعادة برمجة خلايا الجهاز المناعى نحو الحساسية الصدرية، و من ثم زيادة خلايا الحساسية ، مما يسبب ضيق الشعب الهوائية، وبالتالى الربو و الكحة المزمنة. البدانة تزيد أيضا من انقطاع النفس أثناء النوم ، وهذا يزيد من ضيق النفس و صعوبة التنفس و قلة الأكسجين .

تستطيع فيروسات الإنفلونزا أن تبقى حية على الأسطح لعدة ساعات كالمناضد ، وأدوات المائدة ، و مقابض الأبواب ،والحنفيات ،و التليفونات. مرضى حساسية الصدر أكثر فئة من ذوى الأمراض المزمنة معاناة مع الإنفلونزا ، و عدوى الإنفلونزا أكثر خطورة للمصابين بالربو. البالغون والأطفال الذين يعانون من الربو هم الأكثر عرضة لتطوير الالتهاب الرئوي بعد الإصابة بعدوى الإنفلونزا ، كما أن الربو أكثر شيوعا بين الأطفال الذين يحتجزون فى المستشفيات بسبب الإنفلونزا .

من الأهمية البدء فى علاج الإنفلونزا مبكرا ، فالعلاج أول 48 ساعة من بداية الأعراض خاصة فى الأطفال يحد من انتشار الإنفلونزا و المضاعفات ومعدلات الوفيات . الإنفلونزا تضر مرضى القلب والدورة الدموية ، و عليهم معرفة طرق الوقاية ومزايا غسل الأيدى و التطعيم مبكرا ضد الإنفلونزا فى شهر سبتمبر من كل عام . التطعيم السنوى يزيد من نسب الاستجابة المناعية للتطعيم الجديد ضد الإنفلونزا ، و تطعيم الفئات المستهدفة بالإنفلونزا يقلل من جسامة أى وباء قادم .

من الأهمية تطعيم الحوامل ضد الإنفلونزا ، فالتغيرات الفسيولوجية خلال فترة الحمل يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات من الإنفلونزا . بينما تنشط الأجسام المضادة المناعية فى الأم الحامل ، تقل المناعة الخلوية فى الحوامل مؤقتا للترحيب بالجنين وعدم مهاجمته واعتباره جسم غريب ، وهذا يمنع الاستجابات المناعية الضارة الموجهة للجنين ، وهذا يعنى أن النساء الحوامل أكثر عرضة للعدوى خلال الحمل ببعض الميكروبات بما في ذلك الالتهابات الفيروسية ومنها فيروسات الإنفلونزا ، كما تحدث خلال الحمل تغيرات في منطقة الحوض، و تجاويف البطن و الصدر تضغط على الأعضاء المحيطة، وتنخفض قدرة الرئة على التمدد ويزداد استهلاك الأكسجين ، مع زيادة حجم الدم و معدل ضربات القلب .

تناول الثوم والبصل ، و البصل الأخضر يرفع المناعة ضد فيروسات الإنفلونزا . تفيد الأعشاب الطبيعية مرضى الإنفلونزا ، و أفضلها الزعتر والزنجبيل و الكركم و ورق الجوافة. الكركمين مادة تستخلص من الكركم ، وهو يرفع المناعة ، و مضاد للأكسدة ، و مضاد قوي ضد الالتهابات ، والجديد هو أن الكركمين يقلل من حدة الإنفلونزا ،و التفسير أنه يقلل من الإجهاد التأكسدى و مضاعفات الإنفلونزا ، و يزيد بشكل واضح من التعافى من الإنفلونزا ، و يقلل من التصاق الفيروسات مع الخلايا التنفسية ، و يمنع تكاثر فيروسات الإنفلونزا ، و يقلل من آثار الإنفلونزا المدمرة على خلايا الرئة ، و يقلل من كيمياء الالتهابات فى الرئة المصابة بالإنفلونزا .

يقى غسل الأيدى من عدوى الإنفلونزا ، و يفيد تعقيم الأسطح بأى مطهر طبى فى الحد من إنتشار الإنفلونزا . تشير الدراسات الحديثة إلى أن التطعيم ضد الإنفلونزا عادة ما يقلل من خطر الإصابة بنسبة 40 ٪ إلى 60 ٪ عندما تكون فيروسات التطعيم مثل تلك التي تنتشر في المجتمع. المزاج المعتدل يرفع المناعة عموما،و لكن الجديد أنه يقترن بارتفاع نسب الاستجابة المناعية لتطعيمات الإنفلونزا خاصة فى كبار السن .يراعى عزل المرضى لمدة أسبوع من بداية العدوى،وليوم بعد اختفاء الأعراض فى البيوت، أو الحجز بالمستشفيات عند حدوث مضاعفات.