الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التفاصل الاجتماعي..


مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة من أسرع الوسائل للحصول على المعلومات والأخبار وتداولها بين الناس سواء كانت أخبارا صادقة أو غير ذلك، وقد ساعد وجود الهواتف الذكية في أيدي الأغلبية العظمى من الناس ووجود شبكات المحمول التي توفر باقات الإنترنت بفئاتها المختلفة وأسعارها المناسبة لكل الناس، كل ذلك أدى إلى انتشار ظاهرة دعوني أسميها (التوحد الإنساني)، نعم توحد كل إنسان مع نفسه ومع عالمه الافتراضي الذي صنعه بنفسه لنفسه، فقد قام بتكوين مجموعة متجانسة متوافقة مع أفكاره، تشاركه أراءه من الأصدقاء الوهميين، حيث إن المفهوم الحقيقي للصداقة أكبر بكثير من مجرد إعجاب أو تعليق أو حتى مشاركة منشور.

وإذا نظرنا إلى تطبيق (الفيس بوك) وهو الأكثر استخداما، سنجده تطبيقا فعالا إذا أُحسن استخدامه، فمن خلاله يمكن للفرد توسيع دائرة معارفه بل ويمكن أن يلتقي بأصدقائه الفعليين الذين ربما افتقدهم منذ سنوات كثيرة نظرا لمشاغل الحياة، فقد يجد أصدقاء الدراسة الذين لم يراهم منذ سنين طويلة، وهكذا يمكنه أن يعيد علاقات قديمة كان قد أسدل الستار عليها منذ سنوات، ولكن عودة هذه العلاقات تكون في الغالب عودة باهته زائفة، فكلا الطرفين لا يرغب في العودة الحقيقية، والدليل على ذلك أن الكثير منا إذا وجد أحد أصدقائه القدامى ربما لا يطلب رقم هاتفه، ولا يحرص على سماع صوته أو لقائه، ويكتفي بالتواصل معه عبر الفيس بوك فقط، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الصداقة التي كانت بينهما لم تكن صداقة حقيقية في الأصل.

ويُعد من أضرار مواقع التواصل الاجتماعي أنها سببا رئيسا في ضعف العلاقات الإنسانية وقلة التفاعل وجهًا لوجه ممّا يؤدي إلى الانعزال عن الواقع، ويؤدي أيضا إلى ضعف الشخصية وعدم امتلاك مهارات فن المحادثة، فربما يجيد أحدهم الحوار المكتوب ولا يجرأ على نطق نصف ما يشعر به عندما يلتقي بمن يحاوره وجها لوجه، مما يجعل مستخدمي الفيسبوك يفاجأون بأنهم غير قادرين على مواجهة المشكلات عند تعرضهم لها فعليا.

وعلى مستوى الأسرة الواحدة نجد أن الإنترنت سرق منا تواصلنا الاجتماعي الحقيقي، فقد صار الفرد يميل إلى العزلة، فلم تعد الأسرة تجتمع بالكامل في البيت، كل منا منعزل في زاوية، فالأبناء أصبحوا مدمنين للإنترنت متوحدين مع أنفسهم وهواتفهم فقط دون النظر حولهم، والكثير منهم يرفض الاجتماع مع الأسرة حتى وقت تناول الطعام، حيث إن تناول الغداء مثلا مع الأسرة قد يضيع بضع دقائق لن يطيقها الأبناء بدون متابعة الإنترنت، وحينما ينقطع الاتصال بالإنترنت لعطل ما في الشبكة تنتابهم حالة هستيرية،بل يهرعون إلى الشارع لمحاولة إلتقاط النت من أي مقهى أو مكان عام وكأنهم أصبحوا فعلا مدمنين.

للأسف يسهر الأبناء على الإنترنت حتى آذان الفجر ثم يفيقون عصرا للعودة إليه،للأسف ساهم الاستخدام الخاطئ للإنترنت في التفكك الأسري وإثارة المشاكل الزوجية وهدر الوقت، للأسف لم نستخدم الانترنت في مصر بطريقة صحيحة حتى الآن، للأسف نجحنا فقط في تحقيق التفاصل الاجتماعي،،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط