أقيم حفل تنصيب إمبراطور اليابان ناروهيتو، اليوم الثلاثاء، ورغم حضور 2000 شخص لهذا الحفل من أكثر من 180 دولة إلا أن بعض طقوس تنصيبه تمت في سرية تامة، ومنها الكنوز الإمبراطورية الثلاثة التي ظهرت بجوار الإمبراطور الياباني في صندوقين مغلقين ويعتقد أنها كنوز مقلدة.
في الأول من مايو الماضي اعتلى ولي العهد ناروهيتو عرش الأقحوان بعد أن تنازل والده عن العرش، وتم تنصيبه اليوم في هذا الحفل بشكل رسمي، وكل من التنازل والتنصيب يشمل مراسم سرية للغاية يتبعها الإمبراطور الجديد.
الكنوز الإمبراطورية أو ما تعرف باسم «ريجاليا» تعد واحدة من هذه المراسم السرية للتنازل والتنصيب، وهي عبارة عن ثلاثة أشياء مقدسة، مرآة، وسيف، وجوهرة، هذه الأشياء الثلاثة تاريخية ولها اصول غامضة، ويتم الاحتفاظ بها في مكان سري ولا تخرج إلا للإمبراطور الجديد مرة في التنصيب وأخرى عند التنازل فقط.
وترتبط الكنوز الإمبراطورية المرآة، والسيف، والجوهرة بأساطير متعلقة التاريخ الياباني والثقافة الشعبية كأسطورة أماتيراسو إله الشمس، وتتعلق أيضا بالديانة الوطنية غير الرسمية لليابان «شينتو»، حيث لها أهمية كبيرة في إتمام الطقوس للحفاظ على اتصال مع الأباطرة السابقين.
لم يتم رؤية أو تصوير الكنوز الإمبراطورية أبدا، ويقال إن الادوات الثلاثة كانت ملك للآلهة وانتقلت عبر أجيال من الأباطرة فوفقا لديانة شنتو الاباطرة هم أحفادهم، وومن ضمن الكنز أيضا التاج الإمبراطوري وهو رمز للقوة الإمبريالية وهو الوحيد المسموح بظهوره للعامة فقط.
الكنوز المقدسة مخفية عن أعين الجميع، حتى أنها لم تظهر للحضور اليوم خلال حفل التنصيب، وتم استخدام أدوات مشابهة مقلدة خلال الحفل، وستظل النسخ الأصلية في الأضرحة حيث يذهب الإمبراطور لإجراء الطقوس اللازمة بجوارها فقط.
- المرآة المقدسة
ووفقا لسجل الاساطير اليابانية فإن المرآة المقدسة قد صنعها الإله إيشيكوريدوم بعد أن حارب آلهة الشمس أماتيراسو مع شقيقها سوزانو، إله البحر والعواصف، وتراجعت إلى كهف يأخذ ضوء العالم معها.
رتب سوزانو حفلة للصلح معها وأنهوا الخلاف وأعادوا الضوء إلى الكون، وعادت المرآة والكنوز الأخرى إلى حفيد أماتيراسو ويدعى نينجي، ويُعتقد أن نينجي هو جد جيمو الذي تقول عنه الأساطير إنه أصبح أول إمبراطور لليابان في عام 660 قبل الميلاد.
- السيف المقدس
وعثر سوسانو على الثعبان وعند قطع ذيله عثر فيه على السيف السحري، ويمثل السيف شجاعة الإمبراطور، وأبقى الكهنة مكانه سرا، ولكن تم مشاهدة احد الكهنة في الفترة بين القرن السابع عشر والتاسع عشر وهو في ضريح أنسوتا، وهناك شائعات عن احتمال ضياعه في البحر خلال معركة القرن الثاني عشر ، لكن أحد الخبراء أكد انه ما زال موجودا ويتم استخدامه في حفلات التتويج.
- الجوهرة المقدسة
ووفقا للأسطورة فإن آمي نو عزومي إلهة المرح كانت ترتدي عقدا به هذه الجوهرة، ويظن أن لهذه الجوهرة قدرة سحرية على الإقناع حيث استخدمتها إلهة المرح في خروج أماتيراسو من الكهف بعدما احتجز ضوء الكون في المرآة، والجورة المقدسة موجودة بالقصر الإمبراطوري في طوكيو.
ما زال يتبع أباطرة اليابان هذه الطقوس ويفتخرون بنسبتهم إلى أماتيراسو، ولكنهم لم يعودوا يدعون أنهم آلهة، والذي بدأها الإمبراطور هيروهيتو والذي تخلى عن وضعه الإلهي بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
يقال إن الكنوز الثلاثة هي رمز هام للعدل حيث يتوجب على الإمبراطور أن يوحد بين الجميع دون تمييز، ولكن القيمة التاريخية للكنوز الثلاثة المقدسة تقل بمرور الوقت فقد وصفها الإمبراطور تايشو في عام 1912 بأنها حلي، وقال إن الكثيرين في اليابان ما زالوا يفكرون في الأشياء على أنها مشبعة بالقوة الإلهية، لكنها ليست إلا حلي.