الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حمو بيكا بياكل عيش


لن أتحدث اليوم عن ظاهرة أغاني المهرجانات، فقد تحدثت عنها سابقا وعن أثارها السلبية في المجتمع، ولن أتحدث عن الفيديو اللايف الذي نشره حمو بيكا منذ أربعة أيام على صفحته الشخصية من أمام سلم نقابة المهن الموسيقية بعدما رفضت النقابة إعطاءه تصريحا لإقامة حفل والغناء به في إحدى المحافظات، وعقب رفض النقابة التصريح له بالغناء خرج من النقابة وسجل فيديو تضمن إساءة للنقيب العام الفنان الأصيل هاني شاكر الذي لا يختلف على حبه واحترامه إثنين في الوطن العربي أجمع، كما أساء لكيان النقابة بالكامل، كل ذلك لن أتوقف عنده، حيث أن حمو بيكا أجرى مداخلة هاتفية مع الإعلامي تامر أمين في برنامج (آخر النهار) قدم فيها اعتذارا واضحا وصريحا للفنان الكبير أمير الغناء العربي هاني شاكر نقيبنا المحترم، وكذلك قدم اعتذارا لكيان النقابة ككل ولكل الموسيقيين المصريين، بل واعتذر عن كل كلمة قالها في هذا الفيديو مبررا أنها كانت (ساعة غضب) وأنه لم يكن يدري ماذا يقول.
دعونا نترفع عن كل ما سبق ونتناقش سويا في هذا الموضوعمن خلال طرح سؤالين، الأول: كيف حقق حمو بيكا قاعدة جماهيرية كبيرة _إلى حد ما_ تتابعه وتحرص على حضور حفلاته وتعطيه هذه القوة لاستكمال ما يقدمه من سخف غنائي؟ الثاني: لو كنت أنت عزيزي القارئ في نفس موقف حمو بيكا فهل ستتوقف عن الغناء وتتخلى عن (أكل عيشك) لأن النقابة أصدرت قرارا بأن (صوتك وحش)؟
الإجابة عن السؤال الأول تتلخص في هبوط الذوق الفني عند متابعي حمو بيكا وأقرانه، والسبب في ذلك يرجع بداية لغياب حصة (التريبة الموسيقية)في مدارسنا بجميع مراحلها، فهي قليلة جدا في المرحلة الابتدائية ومهمشة في المرحلة الإعدادية ومعدومة في المرحلة الثانوية وهي الأهم والأخطر، ومن خلال هذا المقال أتقدم بنداء واستغاثة لوزير التربية والتعليم، أناشده بعودة حصة التربية الموسيقية إلى الجدول المدرسي عودة فعلية واعتبارها من المواد الأساسية، ولا أقصد بذلك أن تضاف إلى المجموع الكلي للطالب، ولكن فقط أطالب بتدريس المناهج الموسيقية الموضوعة من قبل توجيه التربية الموسيقية ومتابعة مدرسي الموسيقى، وعدم استبدال حصصهم بمواد دراسية أخرى بحجة أنها أهم من الموسيقى، يجب أن تحرص المدرسة على نشر الوعي الثقافي، وتقديم تراثنا الموسيقي الغني لأبناءنا وتحليله وإظهار مواطن الجمال فيه من خلال حصص التذوق الموسيقي، وتعريف الجيل الجديد بأنماط الموسيقى العالمية الراقية أيضا بطريقة مشوقة تجذبهم لكل ما هو جيد وثمين، حينئذ سينفرون من سماع تلك المهاترات الموسيقية المنتشرة بل سيحتقرونها بعدما يتعرفون على مواطن الجمال في كل عمل موسيقي جاد، لأنهم سيجدون هذه الأعمال الرديئة خالية من أي موطن جمال على الإطلاق.
الإجابة عن السؤال الثاني: لن يتوقف حمو بيكا عن الغناء طالما يجد من يسمعه خاصة وأن الغناء بالنسبة له (أكل عيش)، وهنا أرجو من نقابة المهن الموسيقية ومجلسها المحترم تقنين وضع حمو بيكا وأقرانه، ووضعهم تحت مظلة ورقابة النقابة، وهذا الموضوع موضوع شائك جدا لا أستطيع حسمه في مجرد مقال، ولكن أهيب بالمجلس الموقر سرعة الانعقاد والتعامل مع هذا الموقف بموضوعية، ولا أعني بذلك إعطاءهم العضوية المنتسبة مثلا، فهذا أمر مرفوض كليا حيث أنهم ليسوا موسيقيين بالفعل حتى يحمل أحدهم كارنيه نقابة المهن الموسيقية والذي أشرف أنا بحمله، ولكن من الممكنالتصريح لهم فقط بإقامة بعض الحفلات بعد أن يقوموا بالتوقيع على إقرارات عن سلامة المحتوى الذي سيقدم في هذه الحفلات، وتعهد بعدم اشتمال هذا المحتوى على أي ألفاظ تخدش الحياء العام، على أن تقوم المصنفات الفنية بالإشراف والمتابعة لهذه الحفلات ومحاسبة من يخالف باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ويمكن للنقابة المحترمة أن تجد حلولا أخرى أفضل من ذلك، ولن يحدث هذا إلا إذا اعترفنا جميعنا نقابة وشعبا أننا نواجه مشكلة حقيقية، ولنتذكر جميعا أن حمو بيكا وأقرانه لا يغنون أصلا فهم فقط (بياكلوا عيش) ،،،، دُمتم بحب وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط