الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ونسينا عبد الودود


فى رحلتى الى سيناء الحبيبة كنت اشاهدهم وهم يؤدون واجبهم الوطنى ، مختلف الاعمار التقيتها ، اسود مرابطة على كافة المنافذ المؤدية من والى الارض المباركة ، لفت انتباهى نظرة التحدى فى اعينهم والعزيمة والجلد فيهم ، وايضا تجسد فى طريقة تعاملهم انهم خير اجناد الارض كما وصفهم رسول الانسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

يعيشون فى صحراء شاسعة وجو متقلب وسبل معيشة من المؤكد انها تختلف كثيرا عن حياتهم التى كانوا يعيشونها قبل انتقالهم الى هذه الاماكن النائية فى المكان القريبة من القلب . كل تركيزى عند توقف السيارة عند اى نقطة يتمركز فيها رجالنا البواسل كانت مقارنة حياتهم بما نعيشه فى شقق مكيفة ووسائل انتقال مرفهة ومأكولات ساخنة متنوعة ، واجهزة للتسلية واخرى للاحساس بمنتهى الرفاهية بينما هم يلتحفون الرمال ويأكلون ماتيسر وان كان جيدا الا انه ليس كالذى ينعم به القاهريون بمختلف اماكن معيشتهم .

كنت انظر الى هؤلاء الشباب وعلى لسانى سؤال كيف تتحملون شظف العيش هكذا ؟ وكيف تقضون ليالى الصيف الشديدة القيظ ؟ والشتاء ببرودته وامطاره ورياحه ؟ كيف تتحملون البعد عن امهاتكم واباءكم وزوجاتكم وابناءكم ؟ من اين جاءت لكم هذه القوة التى جعلتكم صابرون مرابطون لاتهابون شىء سوى الله ؟ واسأل نفسى ايضا وانا انظر اليهم .. اى روح هذه التى تتحمل بصلد وايمان عتمة الليالى الطويلة وشمس النهار الحارقة ؟ اقترب منهم اكثر واستشعر عزيمتهم وهم يواجهون اعداء الحياة ، كارهى الوطن ، الخونة ، المارقين .
تتابع عينى ويبارك قلبى هؤلاء الفصيل المميز من المحروسة فهم لايهابون الموت ويعيشون من اجل الوطن ومن اجل رفعته والحفاظ على امنه وامانه ، هم يتحملون كل شىء من اجلنا ، من اجل ان ننام ملىء العيون هم يظلون مستيقظين ، من اجل راحتنا هم يتعبون ، من اجل ان نعيش منعمون بكل وسائل الراحة والسعادة هم يهبون انفسهم فداء للوطن وحماية للمواطنين . كتائب منتشرة فى كل بقعة من بقاع الوطن الغالى عقيدتهم احدى الحسنيين وهدفهم الحفاظ على الوطن وغايتهم ان نعيش فى امن وامان وان تكون مصر الكل فى الكل، كما قال احد المجندين وهو شامخ الرأس .. مصر غالية علينا اوى يامدام ، احنا بنحبها اوى والله ومنتحملش عليها الهوى ، اخويا استشهد فى العريش من سنه وانا مخفتش من الموت وبقضى جيشى وابويا وامى قالولى كلمة حكمة، العمر بايد ربنا وعشان بلدك تفضل مرفوعة الراس لازم ولادها يحموها ويقطعوا ايد اى حد عاوز يحول نهارها ليل ..
شاب تجاوز العشرين يتحدث بهذه الروح اذن فنحن كمصريين فى امان وامن لان من يحمل هذه الروح وبداخله تلك العزيمة والعقيدة لن يهاب اى شىء سوى ان تظل بلاده الى ابد الابدين امنة حصينة .. عدت من رحلتى وانا مشحونة بكل معانى النصر التى اضافت الى شخصى العاشق لتراب بلده روحا مماثلة مليئة بالاعتزاز بالوطن وبابناءه الصامدين .
صور الابطال وملامحهم القوية علقت فى مخيلتى لتجعلنى على قناعة بأن مصرنا ستظل دوما بلد الأمن والاكثر استقرارا ورفاهية ، وان كل دعاوى البغضاء والوقيعة والكراهية ستتوارى وستطوى وسيصبح مكانها مزبلة التاريخ .

 وعجبت كل العجب من البعض الذى لايقدر حجم معاناة جنودنا ويتطاول عليهم لاقول له ولمن على شاكلته قُطع لسانك ، وامعن فى الرد واقول :تعالى اقضى يوما واحدا وانظر بعين رأسك وشاهده وهو يتحمل كل شىء واى شىء من اجل وطن وشعب ، لكل اعداء الوطن نقول مادام معنا عبد الودود المرابط على الحدود فكل افعالكم وكلماتكم زبد وسيذهب جفاء ، واقول لابناء الوطن واحبابه عبد الودود لايريد منكم سوى ان تحبوا مصر كما يحبها هو والا تنسوه وهو يحميكم ويضع روحه فداء لمصرنا الحبيبة ، لاتنسوا عبد الودود ودوما ادعوا له بالنصر وبأن تحيا مصر ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط