الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غني يا سمسمية


قال عنها الرئيس جمال عبد الناصر ما من بلد ارتبط اسمها بالنضال والتاريخ الوطني مثلما ارتبطت مدينة السويس وشعبها، ويوم آخر من أيام العزة والفخار يوم تصدي أبناء السويس للعدوان الإسرائيلي علي المدينة الباسلة في محاولة لاحتلالها والنيل من انتصار أكتوبر73 وتحويل النصر إلى هزيمة لولا بسالة شعبها الذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود مع قوات الجيش الثالث والشرطة، وزاد عن المدينة بجسارة وشجاعة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ولحظة توقف عندها التاريخ باعتبارها من أهم مشاهد المقاومة الشعبية فى تاريخ مصر الحديث. 

فتاريخ بطولات شعب السويس لم يكن ليبدأ من أكتوبر73 وإنما هو حلقة في سلسلة متصلة من الكفاح  لإحدى قلاع الصحراء الشرقية في الغزوات الفرعونية ثم المعارك الفارسية القديمة وموقع استراتيجي غرس في السوايسة جينات البطولة فخرج من رحمها الفدائيين فى كل أزمنة المقاومة فوقفت السويس عقبة أمام زحف الهكسوس على مصر فلم يدخلوها إلا عن طريق الدلتا. 

وامتد الكفاح للعصر الحديث بالمقاومة المسلحة للاحتلال البريطانى حينما تشكلت كتائب الفدائيين التي كانت تهاجم المعسكرات البريطانية الموجودة عند أطراف المدينة وخلد أبناؤها بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة وبعد إعلان مصر تأميم قناة السويس عام 1956 وقيام انجلترا وفرنسا واسرائيل بشن العدوان الثلاثي علي أرضها استطاعت المقاومة الشعبية التي خاضها ابناء القناة من بورسعيد والإسماعيلية إلى السويس أن تسطر فصلا آخر من النضال.

وعقب نكسة 1967 كانت السويس نموذجاً لإرادة التحدي فسرعان ما أعادت كتائب المقاومة إنتاج نفسها مرة أخرى وتشكلت كتائب للمقاومة من قدامي الضباط  والجنود لتدريب القادرين علي حمل السلاح وتمكنوا من إحباط محاولة للعدو الاسرائيلي يوم 14 يونيو 67 لإنزال بعض القوارب في القناة بهدف رفع العلم الإسرائيلي علي الشمندورة الموضوعة في القناة التي تحدد المجري الملاحي وتمكنت مجموعات الفدائيين من أسر ضباط  وجندي اسرائيلي.


وكانت النتيجة عمليات انتقامية من العدو بقصف المنازل والمساجد والكنائس والمصانع بقذائف المدفعية الثقيلةمن شرق القناة بهدف إضعاف الروح المعنوية و القضاء علي المقاومة الشعبية وكان القرار الأصعب لسكان مدن القناة ومن بينهم السويس بتهجيرهم حتي لا يكونوا هدفا للضربات الانتقامية ونقطة ضعف للجبهة المصرية مع الاحتفاظ  بالحد الادنى لموظفي وعمال الحكومة والقطاع العام وتم تفريغ المدينة من السكان وفصل آخر لكن عنوانه التضحيات.

وجاءت حرب السادس من أكتوبر 1973 وملحمة أخري تظهر الجينات البطولية لأبناء السويس وكأنه قدرهم وجسارة واستبسال في التصدي للعدو الصهيوني الذي حاول كسب جولة تعوض هزيمته أمام الجيش المصري وكسب أرض جديدة في السويس تعوضه عن خسائره في سيناء بعد تحريرها علي أيدي القوات المسلحة فقد حاول لواءان اقتحام المدينة بعد قصف طويل بالمدفعية والطيران للمدينة الصامدة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخلها.

ودارت معركة السويس ورغم عدم تكافئها فقد تمكن أبطال الفرقة 19 مشاة ورجال الشرطة بمعاونة ابطال المقاومة الشعبية من تكبيد العدو الكثير من الخسائر البشرية والمادية واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب والتمركز خارج السويس.

لتبدأ بعدها مرحلة الحصار من 26 أكتوبر أول أيام عيد الفطر وأول أيام الحصار الذي استمر 101 يوم والسويس شامخة برجالها الذي لولا صمودهم أمام عروض ارييل شارون بفك الحصار لكان لحرب أكتوبر سيناريوهات أخري إدراكها الرئيس الراحل أنور السادات ولكنه كان يراهن علي بطولة فدائييها فكان النصر مرة أخرى بعد ملحمة العبور العظيم. 
 
لذلك أعلن السادات في اول زيارة للمحافظة بعد حرب اكتوبر 4يونيو 74 عن قراراه باعتبار 24اكتوبر عيد قوميا ليس لمحافظة السويس بل لمصر كلها تعطل فيه الدواواين والمصالح الحكومية تقديرا للدور الكبير الذي قام به ابناؤه كما قطع عهد على نفسه ان يصلي عيد الفطر في السويس كل عام وبالفعل وفي بوعده .

صفحات بيضاء لنضال السوايسة لم تحفظه كتب التاريخ في اخلد صفحاتها فقط بل ارتسمت على بيوت ومنازل السويس تحمل معنى الصمود في المنطقة الباسلة فلا يكاد يخلو بيت أو شارع من مناضل يحمل حكايات ضد العدوان الاسرائيلي وقبله الانجليزي انتصارات وبطولات شكلوا ملحمة من ملاحم الفداء في المواجهة وصفحة مجد جديدة اخري تضاف لصفحات كفاح شعب مصر العظيم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط