لكل اسم حكاية .. جرجا أقدم مدن الصعيد وحدودها امتدت حتى بلاد النوبة

تعتبر مدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج، من أقدم مدن الصعيد وكانت قديما مديرية لإقليم الصعيد يطلق عليها مديرية جرجا، وكانت حدودها تمتد من المنيا شمالا حتى جنوب أسوان.

ومن العجيب في الأمر أن سوهاج كانت مدينة تابعة لما يسمى مديرية جرجا، وكانت مقرا للحكم إبان الحكم العثماني.

جرجا بلد العلم والعلماء
يطلق على جرجا بلد العلم والعلماء نظرا لكثرة أصحاب المناصب المرموقة والعلماء الذين تخرجوا منها، وتمتاز المدينة بوجود عدد كبير من القصور الأثرية التي يمتد تاريخها لمئات السنين، وتعتبر جرجا من المدن التجارية الهامة في المحافظة حيث تحظى المدينة بنشاط تجاري كبير في مختلف المجالات.

حدود وموقع جرجا
تقع مدينة جرجا على بعد نحو 500 كيلو متر جنوب القاهرة، وجنوب مدينة سوهاج بنحو 33 كيلو مترا، ويحدها من الشمال مركز العسيرات ومركز المنشاه، أما من جنوبها فمركز البلينا، من جهة الشرق فمركز دار السلام.

المناطق الأثرية في جرجا
مسجد جلال بك أو الشيخ جلال وكان مركز لمديرية جرجا، سوق التكية والغلال، يقع ي جنوب شرق القيسارية، وتم تشييده عام ١١٨٩ هجرية، الموافق ١٧٧٥ ميلادية، بناه الشيخ عبد الجواد الأنصاري هو أحد رجال الدين المعروفين في مدينة جرجا.

مسجد الأمير عثمان بك، ويقع بجانب المدخل الجنوبي للقيسارية الأثرية، شيد عام ١١٥٦ هجرية الموافق ١٧٤٣ ميلادية شيد المسجد الأمير عثمان بك الفقري، وهو من أشهر المماليك الذين حكموا مدينة جرجا.

مئذنة المتولي تقع بشارع بورسعيد ( البحر ) بجرجا، شيدها الأمير محمد أبو السنون وهو حاكم ولاية جرجا في هذا العصر العثماني.

المسجد الصيني علامة مميزة في جرجا
المسجد الصيني رغم تسميته بالمسجد الصيني إلا أنه لا توجد في مكونات بنائه أي شئ تم استيراده من الصين، وترجع تسميته بهذا الاسم إلي بلاطات القيشاني التي تزين واجهة قبلة المسجد، وبعض أجزاء من جدرانه والتي كانت سائدة في العصر المملوكي والعثماني، وتم إنشاء المسجد على يد محمد بك الفقاري أحد أمراء المماليك في عام 1117 هجرية 1705 ميلادي بمديرية جرجا مقرا الحكم أيام الدولة العثمانية لإقليم جنوب الصعيد الممتد من المنيا شمالا حتى أسوان جنوبا.

يقع المسجد في منطقة القيسارية شرق مدينة جرجا، وتعد المنطقة هي الأقدم في المدينة وبني المسجد في منطقة مرتفعة كي لا يتأثر بفيضان النيل آن ذاك، وبنيت جدرانه بالطوب المحروق فيما عدا كتلة المدخل الرئيسي الموجود بالجهة الشمالية بنيت بالحجر ويبلغ سمك كل جدار من جدران المسجد حوالي متر.

وسمى المسجد الصيني بهذا الاسم نسبة إلى الجدران الداخلية المغطاة بالقيشانى وكانت هذه التغطية سائدة في العصر الملوكى والعثماني، وأعمدة وسقف المسجد من الخشب وبه 22 عمودا في 5 صفوف، والأعمدة الخشبية تعتبر من الفنون التي دخلت البلاد علي يد الأتراك العثمانيين.