EN 
بعد وفاة الفنان هيثم احمد زكي إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، عن عمر يناهز 35 عاما، والذي اسنده تقرير الطب الشرعي بعد الكشف عليه.
وقبل رحيل هيثم أحمد زكى، كان يعانى من الوحدة القاتلة حيث أصر على العيش في منزل والده بعد رحيله ومن قبله والدته وهو ما أكده فى عدة لقاءات تليفزيونية قبل رحيله حيث قال "بعد وفاة والدى احمد زكى عانيت من الوحدة كثيرا، خاصة أننى ظللت أعيش في منزل العائلة، وعشت نفس ما عاشه والدى من الوحدة"، فهل كانت الوحدة سببا في وفاته؟.
وكشف العديد من الاطباء أسباب وفاه الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، وقال الدكتور محمد طه، استشارى الطب النفسي بجامعة المنيا، وعضو الجمعية الأمريكية للعلاج النفسي الجمعي، إن خبر وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد زكى، خبر صادم ومؤلم يذكرنا بالموت المفاجئ ويرهب الجميع من صدمة عدم توديع الأحباء.
وذكر الدكتور محمد طه، بـ لقاء تلفزيونى للفنان هيثم أحمد ذكي مع الإعلامي عمرو الليثى، عندما قال هيثم بالنص: "حقيقي إحساس الوحدة صعب جدًا، حسيت بحاجات كتير مكنتش واعي ليها وأنا صغير، أنه من الصعب على الإنسان لما بيكون لوحده وخصوصا في هذه المهنة بيكون صعب عليه جدًا، لأن دايمًا لما بيكون حواليك ناس بيشجعوك، أنا دايمًا لوحدي ومحدش بيشاركني، والحمد الله".
وأضاف استشارى الطب النفسي بجامعة المنيا، أنه لا يعرف سبب الوفاة ولكنه يعلم جيدًا أن هناك أسبابًا تؤدي إلى الموت فجأة منها: الوحدة، الحزن، والضغط العصبي والنفسي.
وأشار محمد طه، إلى أن هناك أبحاثًا نشرت بالمجلة الأمريكية للطب النفسي سنة 2006، وقبلها سنة 1977، وسنة 2000، كشفت عن العوامل النفسية التي تساهم فى الموت المفاجئ منها: فقدان الأمل، الإحساس بالضعف، المشاعر القوية، الحزن الشديد، والفرح الشديد.
وأردف عضو الجمعية الأمريكية للعلاج النفسي، أن هذه العوامل تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام ضربات القلب، وزيادة نسبة الكورتيزون بالجسم، بالاضافة أنه قد يسبب جلطة مفاجئة فى المخ أو القلب أو نزيف مفاجئ بالأوعية الدموية، وتوقف عضلة القلب وهبوط الدورة الدموية بدون سابق إنذار.
ونوه محمد طه، أن جلطات الشريان التاجى تمثل حوالي 20 إلى 40% من أسباب الموت المفاجئ نتيجة العوامل النفسية، مضيفًا أن هناك أشياء غريبة تحدث كالموت فجأة والموت في سن مبكرة، والأمراض المُستعصية في سن صغيرة.
وتابع أنه فى حالات من الحزن والاكتئاب والألم النفسي، من الممكن أن ينهار الجهاز العصبى والقلب والشرايين، وحذّر قائلًا "الحزن يقتل، الوحدة تميت، فقدان الأمل يطفئ الحياة، افرحوا بسبب وبدون سبب.. خليكوا دايمًا وسط ناس.. فضفضوا باللى جواكم أول بأول.. مافيش حاجة تانى تخفف وجع الحياة..اللى أحيانًا بيكون أقسي من وجع الموت".
ومن جانبه قال الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق وأستاذ كهرباء القلب، إن هناك الكثير من الإرهاصات الطبية حول الوفاة الفجائية التي انتشرت بشكل كبير خلال الآونة الحالية، خاصة بين فئات الشباب والعمر الصغير.
وأضاف شعبان، خلال توضيح له عبر صفحته على موقع التواصل «فيس بوك» أنه في تلك المرحلة العمرية الشبابية يسبق الوفاة مجموعة من الأعراض تتمثل في مغص ثم هبوط حاد في الدورة الدموية، قد يكون نتيجة أزمة قلبية وجلطة حادة في الشرايين التاجية الخلفية.
وأكد عميد معهد القلب السابق، غالبا ما تكون الجلطة الخلفية خادعة وتظهر في صورة حموضة هضمية معدية، وقد تكون جلطة في شرايين المساريقا البطنية، وقد تكون نتيجة تسمم بسبب تعاطي بعض العقاقير والمواد المزاجية.
وفي هذا السياق اكدت دراسة حديثة أجريت مؤخرًا بواسطة فريق مستشفى جامعة كوبنهاجن، إلى أن الأشخاص العازبين، والذين يعانون من الوحدة، كانوا أكثر عُرضة لمشاكل القلب والوفاة المبكرة من الأشخاص الذين يعيشون وسط اهلهم، ةهو الامر الذي يفسر سبب وفاه الفنان هيثم احمد زكي.
وأكد الباحثون المشرفون على الدراسة، أن الرجال العازبين أكثر عرضة للوفاة من النساء بنسبة تتخطى الضعف بأمراض القلب، وذلك إن كانوا يعانون من الوحدة.
واضاف مجموعة من الباحثون الدنماركيون، أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤثر على الصحة العامة، وان يتسبب في حدوث الوفاة المبكرة، حيث إن الوحدة لها نفس تأثير السمنة على الإنسان، وفقا لما جاء في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأشار فريق البحث، إلى أن الأشخاص العازبين والذين يعيشون بمفردهم لأكثر من عام، يمكن أن يؤدي إلى اصابتهم بالنوبات القلبية ومشاكل القلب و الصمامات، وقصور عمل العضلات، وهو الامر الذي ينتج عنه هبوط في الدورة الدموية المفاجئ.
وجاءت نتائج البحث، أن 70 % من الأشخاص العازبين، كانوا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للقلق والاكتئاب، بينما أبلغ اغلب المشاركين في الدراسة، انهم كانوا يعانون من مشاكل متعددة في القلب، وقد تراوحت نسبتها 39%.
وأظهرت النتائج لبعض الدراسات السابقة، إلى أن الشعور بالوحدة زاد من خطر الوفيات الناجمة لعدة اسباب مختلفة بنسبة 114 % للرجال و192 % للنساء.
وقالت الدكتورة آن افنجارد كريستنسن، أن هناك آلية بين العزوبية والعيش وحيدا لفترة طويلة، والإصابة بأمراض القلب، حيث يرتبط الشعور بالوحدة بالتغيرات في الغدد الصماء العصبية القلبية والأوعية الدموية وكذلك وظائف نمط الحياة غير الصحية التي تؤثر على الصحة العامة للجسم، والقلب بالتحديد.
وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن الزواج، والعيش مع الاسرة يقي من الاصابة بالأزمات القلبية، حيث يعتقد الخبراء أن هذا بسبب أن المتزوجين قد يقدمون بتقديم نوعًا من الدعم البدني والعاطفي الذي يُعزّز صحة القلب، ويساهم في تحسين الحالة النفسية، وهو الامر الذي كان يتحدث عنه باستمرار الفنان هيثم احمد زكي وعبر عنه لكثير من اصدقائة المقربين.
