الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب.. هذا شأني وذاك شأنك وتلك شئونهم

صدى البلد

لست بصدد الدفاع عن دين محدد أو معتقد ما، ولا ادافع عن مصلحة خاصة ولا مصلحة جماعة معينة، لكن لا بأس أن أميل بعاطفتي لشخص أراد الله له محبة قطاع عريض من جموع المسلمين في بلدي، فالدين لله والأفكار للجميع، والعاطفة ملك لصاحبها .. مصلحتي الدنيوية تجري بالأخذ بالأسباب ثم بتوفيق ربٍ آمنت به، وآمنت أنه على كل شيء قدير، ويظل قلبي ملكي كما أن قلبك ملكك، أحب من أشاء بقلبي ولا أحب من أشاء ولكن بالعقل وباحترام حقه في رؤيته وأفكاره، هذا شأني وذاك شأنك وتلك شؤونهم، فإذا كان الله الذي أعبده لم يفرض الإيمان به على أحدٍ من البشر، فكيف يفرضه بشر على بشر، فليس من حق أحد أن يفرض الإيمان بالله أو الأيمان بأحدٍ من البشر، هذا عبث وجهل لا أقبله من نفسي ولا من غيري على غيره، فلا وصاية لأحد على قلب ولا عقل أحد، وفي المقابل ومن العدل أيضا أن أمارس هذا الحق في أن أختار من أحب ومن أكره، وليس من حق غيري أن يهاجمني ويتهمني بالجهل لأني أحببت فلانا وكرهت أن يتهمه غيري بأنه تسبب في كذا وكذا .. ليس جهلا مني عندما أحببت صوت شيخ مصري قارئ لقرآن ربي، وليس عيبا في عندما أحببت تفسير آيات قرآن ربي من رجل احتسبته رجلا فاضلا وشيخا جليلا - ولا ازكي على الله أحدا فهو أعلم بمن اتقى- ولست متشيعا ولا مذهبيا عندما أحببت آل بيت النبي، ولست غائبا عن الوعي عندما أميل هياما وانسجاما مع من يهيمون عشقا للنبي محمد والحسن والحسين ، لست معقدا ولا متشددا عندما استحي من أن أنطق بكلمات إباحية، ولست متطرفا عندما استنكر العري على نساء بعن عفتهن وحياءهن مقابل المال والشهرة، وهذا لا يعني أن أقبل على نفسي أو على أحدٍ أن يمارس دور الوصي، أو أن يعطي لنفسه الحق الإلهي في مهاجمة كل من يخالفه الرأي ويخالفه معتقده وفكره، فهذا هو التشدد والتطرف والإرهاب بعينه ..


وفي نفس ذات الوقت لست منافقا عندما أدافع عن نظام أنقذ بلدي ووطني - الذي اعشقه- من مستنقع الفتنة والطائفية والهلاك، ولست جبانا عندما ألعن من يريدون أسقاط نظام تحمل عبء مسئولية بلد في حجم مصر بكل إشكالاتها وتحدياتها ليعبر بها من "عنق زجاجة" كادت ان تنفجر في الجميع ..

لدينا دولة قانون ولدينا نظام يدير شؤون ملايين من الناس تدين بأديان مختلفة وتؤمن بمعتقدات مختلفة ومنهم من لا يؤمن ولا يعتقد بأي دين ولا إله.. فأنا مع دولة مدنية تخاطب الجميع بصوت واحد وفكر واحد ومبدأ واحد ودستور واحد، دولة تحمي الجميع تحت عدالة وسيادة قانون يسري على الجميع ويحاسب الجميع ..

في اعتقادي أن ما ذكرته هو ما أراد أن يقوله أكثر الناس في مجتمعنا المصري وهم كُثر من يعيشون بين المطرقة والسندان، فإذا دافعوا عن رمز ديني اتهمهم البعض بالجهل والتشدد والرجعية إنهم متعاطفون مع جماعة ما ! وإذا دافعوا عن نظام وجدوا معه الأمن والأمان اتهمهم البعض بالنفاق والجبن والتخاذل !

لكن رغم أنف هؤلاء وهؤلاء سنظل هكذا نحب بلدنا ونعشق ترابه وندافع عنه، وهذا لا يتعارض مع حبنا لديننا الذي خلق فينا حب وطننا الغالي مصر التي ذكرها الله في كتاب تُتلى آياته آناء الليل وأطراف النهار إلى قيام الساعة.

ولا بأس فهذا قلبي وعقلي ملكي كما أن قلبك وعقلك ملكك، وهذا شأني وذاك شأنك وتلك شؤونهم ولله في خلقه شؤون.