الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النار فوق إيران


تفاقمت الأزمة في إيران، ودخلت الاحتجاجات العنيفة ضد النظام الحاكم يومها الخامس، على خلفية رفع أسعار البنزين وقرارات اقتصادية عدّها الشعب الإيراني تمثل قتلا بالبطىء له.

والحاصل أن شهر ديسمبر، أضحى يمثل نذير شؤوم للنظام السياسي الحاكم في طهران، حيث تذكر الاحتجاجات الحالية في إيران بما كان في نفس التوقيت تقريبًا قبل نحو عامين في عام 2017.

كما تكشف أن النظام الحاكم في طهران، وعلى مدى العامين لم يستطع أن يغير من سياساته ويحوذ رضا عشرات الملايين من الإيرانيين.

المثير في الاحتجاجات الشعبية الإيرانية الحالية، أنها ترفع نفس الشعارات القوية ضد رأس السلطة في طهران وبالتحديد ضد المرشد خامنئي، "يسقط الديكتاتور"، لا غزة ولا لبنان أضحي فقط من أجل إيران، تسقط الجمهورية الإسلامية.. لا نريدها لا نريدها..

وما فاقم الوضع، وأدى الى تزايد سخونة الأحداث، هى الأوامر المباشرة التي صدرت لقوات الأمن بالتعامل العنيف مع الاحتجاجات والرد عليها بالرصاص لدرجة سقوط أكثر من 106 قتيل خلال عدة أيام، وترجيحات بوصول العدد الى نحو 200 قتيل وفق جهات حقوقية عدة.

وتعود الأزمة في إيران من وجهة نظري إلى عدة أسباب:-

في مقدمتها تشبث النظام السياسي الحاكم هناك، بسياساته العدوانية تجاه الدول لعربية ودول الجوار، وتطبيق سياسة هيمنة لا تتناسب مع ظروف إيران الاقتصادية الحالية وغير مقبولة اقليميا وعالميًا.

وعدم رغبة طهران في مراجعة هذه السياسة التوسعية التي تقوم بها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وبما تكلفه للخزانة الإيرانية من أموال كثيرة وآلاف الشباب يذهبون ضحية لهذه السياسات.

أيضا الصدام غير محدود مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم وضع أطر لتفاهم مع واشنطن وهو ما دفعها للخروج من الاتفاق النووي مع إيران ودفعها لحظر مبيعات النفط الإيرانية وهو السبب الرئيسي للأزمة الحالية.

فإيران لا تستطيع أن تبيع النفط، وهو المورد الرئيسي للدخل والأزمة الاقتصادية تفاقمت الى حد كبير ورغم ذلك عناد الملالي لا يزال هو المتصدر للمشهد

كما أن قمع النظام السياسي هناك لكافة الأصوات الاحتجاجية وعدم فتح منافذ للتعبير والقيام بقطع الانترنت أدى الى اشتعال الوضع.

ورغم ذلك وبقراءة متأنية للنار المتأججة في طهران، فإنه من المستبعد رحيل نظامها السياسي الراهن أو الخروج من العباءة الدينية التي تحكمها.

وحتى في حالة حدوث انقلاب عسكري، فإن الحرس الثوري سيقوم بالواجب تجاه أي صوت معارض، وقد تأسس قبل ثلاثين سنة لهذا الغرض ولمواجهة هذه الاحتجاجات..

كما ان عدم تصدر شخصيات سياسية معارضة للاحتجاجات الحالية في طهران يجعلها ثورة بدون رأس أو بدون قيادة، علاوة على أن الدولة العميقة في إيران تسيطر على كافة مجريات الأمور بالفعل ومن الصعب الفكاك منها..

والحل في رأيي، أن يقوم نظام طهران بفتح منافذ للحوار السياسي مع الإيرانيين وأن يقوم بتهدئة الوضع حتى لايتحمل الاقتصاد الايراني فوق طاقاته، وان يعمل على تغيير سياساته بما يتناسب مع إمكانياته وظروفه..

وإلا فالنار سوف تأكل الأخضر واليابس في طهران ويبقى أيضا نظامها الحاكم على سدة الحكم!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط