«ما دمتم تنقلوا لنا الحقيقة فلن تنطفئ عيونكم.. لن تنطفئ عين الحقيقة»، بهذه الكلمات تضامن الآلاف حول العالم مع الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة الذي فقئت عينه اليسري بسبب رصاص الجيش الإسرائيلي خلال تغطيته للاحتجاجات بين الفلسطينين والجيش الإسرائيلي.
كبار وصغار ونساء وشيوخ، حتى الأطفال لم يتخلوا عن دعمه ليصبح بمثابة رمزا للشجاعة الوطنية، ومنهم الأطفال في حضانة «براعم المستقبل» بمخيم عايدة في بيت لحم، الذين قرروا تأييد عمارنه بطريقتهم الخاصة حيث ارتدوا خوذات صغيرة وسترات باللون الأزرق الداكن وغطوا أعينهم اليسرى بورقة بيضاء.
وعن ذلك الأمر، تحدثت المسئولة عن الروضة لـ صدى البلد - والتي رفضت كتابة اسمها- عن تفاصيل هذا النشاط، قائلة إن الروضة تحرص دائما على أدائهم للأنشطة العملية كمعرفة الطعام، وتمثيل الهرم الغذائي، والأرقام، أما الأنشطة السياسية فالأطفال على دراية بها دون الحاجة لتجسيدها في الروضة خاصة وأن الروضة تقع بالقرب من خط تماس للجيش ويرى الأطفال كل الأحداث، على حد وصفها.
يفتحون أعينهم في صباح كل يوم على الصراعات، والدماء، وفقد الأحبة، ومنهم الطفل مجد محمد براقعة، ابن شقيقة الصحفي معاذ عمارنه، والذي سائت حالته النفسية بعد إصابة خاله وإقامته بالمشفى عدة أيام، وتقول المسئولة عن الروضة: "كل يوم مجد بيجي بحكيلنا انو خالو بالمشفى، وبيعرف إنه اليهود اللي عملوا هيك، وشارك بالمظاهرات من قبل".
لم تتردد المسئولة عن الروضة في التفكير في طريقة تساعد بها مجد لتحسين حالته النفسية، وابتكرت نشاط يشعره أنه على قدر المسئولية وذو دور مؤثر، فاجتمع الأطفال بعد الحادث وظهروا بنفس شكل معاذ بعد إصابة عينه، وأخفوا جميعهم عيونهم اليسرى وهم يرددوا «كلنا معاذ.. لن تفقئ عين الحقيقة أبدا»، وتقول المشرفة بالروضة: "الفكرة تفريغ نفسي للطفل مجد لأنه من أطفال الروضه وبيكون ابن اختو للصحفي معاذ".
وكان قد أصيب معاذ بالرصاصة في عينه اليسرى، في الخامس عشر من نوفمبر الجاري، وأجرى عملية جراحية يوم الثلاثاء الماضي لاستئصال عينه اليسرى، وأثارت قضية اهتمام العالم وبصور تضامنية معه بعين واحدة.