الناسخ والمنسوخ في القرآن.. خالد الجندي: لا يوجد تضارب بين آيات المصحف

قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه لا يوجد تضارب حقيقى بين آيات القرآن، مشيرًا إلى أن الذى يتأمل كلمات القراآن الكريم جيدًا يظهر له هذا.

وأضاف «الجندى»، خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، اليوم السبت: «هناك إشكالية عند من يقولون بالنسخ، وهى أنهم اعتبروا أن آيات كثيرة جدًا اتلغت أحكامها بفعل آيات أخرى، عندما وجودوا تضارب في المعنى الظاهر، لكن الحقيقة، بعض الناس مقدروش يجمعوا بين المعنى الأول والمعنى الثانى، فقالوا إن هناك ناسخا ومنسوخا، بمعنى أن هناك حكما لغى حكما".

النسخ في القرآن
النسخ في الاصطلاح: رفع حكم دليل شرعي، أو لفظه، بدليل من الكتاب أو السنة.. والنسخ ثابت في الكتاب والسنَّة، قال الله تعالى: «مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (البقرة / 106).

عدد الآيات المنسوخة
معرفة الناسخ والمنسوخ من المسائل التي قد يختلف فيها أهل العلم، وقد حصر السيوطي رحمه الله الآيات المنسوخة في عشرين آية ذكرها في "الإتقان" (3/ 77)، وقد اختلف العلماء في بعض هذه الآيات ، هل هي منسوخة أم لا؟.. فعدد الآيات المنسوخة محل اجتهاد واختلاف بين العلماء.

النسخ في السنة النبوية الأحاديث
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على وقوع النسخ في القرآن الكريم والسنة النبوية: - فروى مسلم (1452) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ ".

قال النووي رحمه الله في كتاب "شرح النووي على مسلم" (10/ 29): "مَعْنَاهُ : أَنَّ النَّسْخَ بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ تَأَخَّرَ إِنْزَالُهُ جِدًّا ، حَتَى إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَبَعْضُ النَّاسِ يَقْرَأُ خَمْسُ رَضَعَاتٍ وَيَجْعَلُهَا قُرْآنًا مَتْلُوًّا؛ لِكَوْنِهِ لَمْ يَبْلُغْهُ النَّسْخُ لِقُرْبِ عَهْدِهِ، فَلَمَّا بَلَغَهُمُ النَّسْخُ بَعْدَ ذَلِكَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ هَذَا لَا يُتْلَى " .

وروى مسلم (977) عَنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كنت نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا»، وقال النووي رحمه الله في كتاب "شرح النووي على مسلم" (7/ 46): "قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا» هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي تَجْمَعُ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ ، وَهُوَ صَرِيحٌ فِي نَسْخِ نَهْيِ الرِّجَالِ عَنْ زِيَارَتِهَا، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ زيارتها سُنَّةٌ لَهُمْ»