الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يحرق العراق؟ ولماذا؟


أخذت التظاهرات الصاخبة في العراق منحى جديدًا وخطيرًا، يكاد يدفع بالبلاد إلى أتون حرب أهلية مريرة على غرار ما حدث ما بين عامي 2006- 2008.

ووسط انسداد للأفق السياسي في العراق، وعدم ظهور حل يرضى جموع الغاضبين في مختلف محافظات العراق، ازداد الوضع تفاقمًا بدرجة غير متصورة.

وخلال الساعات الأخيرة، جاءت الأحداث في العراق، مثيرة لتساؤلات كثيرة، في مقدمتها إقدام جموع المتظاهرين على حرق القنصلية الإيرانية في النجف، والسؤال لماذا أحرقت قنصلية إيران؟ وما دلالة ذلك؟ ولماذا منشآت إيران الدبلوماسية وسفاراتها على وجه الخصوص هى التي تعرضت للحرق ولعاصفة الغضب الشعبية في العراق؟ وهل حرق قنصلية إيران في النجف مرتبط بعمليات التدمير والحرق الأخرى في أنحاء عدة من العراق؟

الإجابة عن هذه النقطة تحديدًا وفي إطار التصدي للحوادث الأخيرة في مجري الغضب العراقي، يؤكد أن اشتداد الغضب ضد إيران في مختلف المحافظات، يعود للإحساس بوطأة إيران على المشهد السياسي وتحكمها في كل تفاصيله، ورفض ملايين العراقيين استمرار الوضع بهذا الشكل.

فالعراق بلد غني، ومن الظلم والإجحاف أن يئن في الفقر والفوضى ويرزح تحت حكم وسطوة ميليشيات وعصابات تحركها إيران داخل البلاد.

فحرق قنصلية إيران في النجف، ذو دلالة واسعة، وعلى المسئولين السياسيين داخل بغداد التصدي للأمر بكل شفافية سياسية.

القضية الثانية في خضم المشهد المتأجج داخل العراق، هو عجز حكومة عادل عبد المهدي، حتى اللحظة، على تقديم حلول سياسية ناجعة واهتمامها فقط بالتصدي الأمني للتظاهرات والسيطرة الأمنية على الوضع دون أن يكون ذلك مصحوبا بإجراءات وتحركات سياسية، تشعر المواطن العراقي أن صرخته السياسية وتظاهراته التي اندلعت منذ أكتوبر الماضي، يوجد من يسمعها ويتفاعل مع مطالبها.

والحاصل أن حالة الخرس السياسي، التي أصابت حكومة عادل عبد المهدي بعد عدة أسابيع، من اشتداد حدة الاحتجاجات تنذر بأوضاع خطيرة أكثر مما هو موجود الآن، وفي نفس الوقت تبعث على التساؤل عمن يقود العراق؟ والسبب الذي يدعو للصمت وسط النار؟ وفي نفس الوقت، ماهية الضغوط التي يتعرض لها عادل عبد المهدي وتدفعه لها الموقف الغريب والمريب؟

في نفس الوقت، فإن الرهان على أن جموع المتظاهرين سيصيبهم اليأس وسيعودون لمنازلهم مع مرور الوقت هو رهان فاشل، لأن هناك نارا متقدة في صدور العراقيين، وهناك مطالب متأججة والتظاهرات، التي تجوب كل أنحاء العراق وهى الأكبر منذ سقوط نظام صدام حسين، خرجت من الشهر االماضي بهدف الدعوة للتغيير الشامل والدعوة لإبعاد النخبة السياسية التي سممت الوضع في العراق وأعادته قرون للوراء.

ونعود للبدء وقضية حرق الممتلكات العامة والخاصة، بعيدا عن حرق قنصلية إيران وقد ناقشنا أبعادها في بداية المقال.

نقول باختصار في نهايته، إن هناك من يضمر شرًا للعراقيين ولمقدراتهم، وهناك جهات مأجورة ومدفوعة وعصابات بمعنى الكلمة، حسبما جاء في بيان قادة عمليات بغداد تقوم بهذه الأعمال الإجرامية وتحاول حرق البنوك والمنشآت الحيوية حتى يسقط العراق ولا يعود مرة ثانية.

والختام مزيد من الرؤية السياسية، يا أصحاب القرار في العراق، وتقديم حلول وآفاق يتحاور ملايين العراقيين حولها.

أما الصمت والرهان على الوقت، فسيدمر ما بقى من العراق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط