الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين التهديد والابتزاز .. هل تخسر تركيا عضوية الناتو بسبب أردوغان؟

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

يمضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سياسة الابتزاز والمساومة والضغط للتوغل في المنطقة، فقبل توجهه إلى لندن لحضور قمة الناتو رفض إجراء أي مناقشة لاتفاقية ترسيم الحدود مع ليبيا التي وقعها مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق. في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وأعضاء الناتو توترا ملحوظا.

وتشير صحيفة "لاكسبرسيون" إلى أن الاتفاقية تمنح أردوغان مزيد من الصلاحيات لتحقيق مخططه في الاستيلاء على ثروات الغاز والنفط التي اكتشفت مؤخرا قبالة سواحل قبرص واليونان، التي رفضت بشدة تلك الاتفاقية معتبرة أنها "غير شرعية".

وسيسعى رئيس الوزراء اليوناني للحصول على دعم الناتو ضد اتفاق أردوغان والسراج، وذلك خلال القمة المنعقدة في لندن بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس التحالف، كما هدد وزير الخارجية اليوناني بطرد السفير الليبي في أثينا، إذا لم تكشف طرابلس عن مضمون الاتفاقية مع تركيا.

وواصل أردوغان تهديداته للدول المتضررة من الاتفاقية وتحركاته في المنطقة، رافضا مناقشة الاتفاقية مع أي دولة أخرى.

ووفقا للصحيفة، فإن الاتفاقية سيستغلها أردوغان لزيادة مساحة الجرف القاري بنسبة 30%، وسيعزز الاتفاق طموح تركيا في السيطرة على الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط، كما أنه يهدد مصالح الدول في المنطقة مثل اليونان وقبرص.

لم يكتف أردوغان بذلك، بل هدد بعرقلة خطة حلف الناتو للدفاع عن دول البلطيق إلا إذا قام الحلف بتصنيف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا على أنها جماعة إرهابية.

واستمرارا في سياسة المساومة والابتزاز، قال أردوغان إنه سيناقش مسألة وحدات حماية الشعب الكردية مع بولندا ودول البلطيق في لندن، وتابع "لكن إذا لم يوافق أصدقاؤنا في حلف الأطلسي على اعتبار المنظمات الإرهابية التي نحاربها على أنها مجموعات إرهابية، فنأسف لأننا سنقف ضد جميع الخطوات التي سيتم اتّخاذها هناك".

ويتوقع أن يهيمن التوتر مع تركيا على القمة جراء خلاف أنقرة مع أعضاء آخرين على خلفية شرائها صواريخ روسية وعملية عسكرية نفذتها مؤخرًا في شمال سوريا استهدفت خلالها الأكراد، كما كانت الصفقة العسكرية التركية مع روسيا نقطة خلاف أثارت غضب أعضاء الناتو والولايات المتحدة.

وفي إطار التصعيد بين باريس وأنقرة على خلفية إهانة أردوغان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد الأخير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب أن تركيا تعمل أحيانا مع مقاتلين على صلة بتنظيم داعش الإرهابي.

وأضاف ماكرون "لقد فقدنا التعاون مع تركيا بشأن الأمن والتجارة والهجرة والاتحاد الأوروبي وفرنسا"، مشيرا إلى أنه يجب تقديم توضيحين في القمة.

وتابع "كيف يمكن أن تكون عضوا في الحلف وتعمل مع روسيا وتشتري منها أشياء؟" في إشارة إلى شراء أنقرة نظام إس-400 الدفاعي الروسي، وخلال حديثه عن تركيا قال ماكرون يجب أن يطرح سؤال حول ما إذا كانت أنقرة ترغب في البقاء عضوا في حلف الناتو إذا تمسك أردوغان بتهديده تأخير إجراءات الدفاع في البلطيق إذا لم تعلن دول الحلف أن المقاتلين الأكراد إرهابيون.

وأشارت تقارير إعلامية إلى سيناريوهات مستقبلية في حال تصاعد الخلاف بين تركيا والحلف قد تؤدي في النهاية إلى طرد أنقرة من التحالف، لكن ذلك يتطلب إجراء مشاورات بين دول الحلف في حال تعرض الوحدة الترابية والأمن والاستقلال السياسي لإحداها للخطر.