الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمير يدير ظهره للسلطان.. هل يغلق تميم أبوابه في وجه اردوغان

تميم بن حمد ورجب
تميم بن حمد ورجب طيب أردوغان

بالغت وسائل الإعلام التركية في الاحتفاء بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الدوحة أواخر الشهر الماضي، معتبرة إياها خطوة في اتجاه مأسسة العلاقات التركية القطرية، وتحدث المحللون المؤيدون لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم كثيرًا عن إمكانية تأسيس محور عسكري تركي قطري، تكون القاعدة التركية في قطر حجر الزاوية فيه.

وذكر موقع "المونيتور" الأمريكي أنه بالرغم من هذا الضجيج الإعلامي التركي حول زيارة أردوغان لقطر، فإن هناك إشارات تلوح في الأفق وتنبئ بوجود شرخ خفي في العلاقات التركية القطرية.

ونقل الموقع عن مصدر تركي مطلع أن أردوغان أثار خلال لقائه مع تميم مسألة إمكانية حدوث تقارب بين قطر والسعودية، وبعد ثلاثة أيام من زيارة أردوغان إلى قطر نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرًا كشفت فيه أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد زار السعودية في أكتوبر الماضي.

وباتت أنقرة تتخوف من أن أي بادرة لذوبان الجليد بين قطر والسعودية قد تؤثر سلبًا على الوجود العسكري التركي في قطر. وبدا ذلك واضحًا في الرسالة التي وجهها أردوغان في ثنايا خطاب ألقاه أثناء زيارته للدوحة، حيث قال "هؤلاء الذين يطالبون بإغلاق القاعدة لا يعرفون أن قطر هي صديقتنا في الأيام الصعبة. نحن لم نتخل عن حلفائنا ولن نفعل".

النقطة الثانية التي تثير مخاوف تركيا إزاء أي تسوية محتملة للأزمة الخليجية هي الدعم القطري لجماعة الإخوان، فمع حديث مسئولين قطريين علنًا في الآونة الأخيرة عن الحاجة إلى تسوية الأزمة وإنهاء المقاطعة العريبة لقطر، تتخوف تركيا من أن تقطع قطر دعمها المالي واللوجستي لجماعة الإخوان ومجموعات أخرى مرتبطة بها.

ولم يفت أنقرة أن تلاحظ بادرة تغير في السلوك القطري ذات دلالة، ففي تصويت أجرته جامعة الدول العربية لإدانة العدوان التركي على شمال سوريا كانت ليبيا هي الدولة الوحيدة التي اعترضت على قرار الإدانة، بينما أبدت قطر والصومال - الدولتان العربيتان اللتان تستضيفان قواعد تركية - مجرد تحفظ عابر على القرار.

ومما زاد الأمور سوءًا بين قطر وتركيا أن الأخيرة كانت تعول على وسائل الإعلام القطرية لترويج سياساتها في العالم العربي والغرب، لكنها فوجئت بتغطية نقدية من قناة "الجزيرة" للعملية التركية في شمال سوريا، وهاجم مسئولون وإعلاميون أتراك موالون لأردوغان تغطية القناة للعملية، متهمين إياها للمرة الأولى بدعم الإرهاب.

النقطة الأخيرة التي تقلق أنقرة حيال أي تقارب قطري سعودي هو أن خطوة كهذه من شأنها أن تفاقم عزلتها في المنطقة، فسياسة تركيا الخارجية برهنت بوضوح على عبثيتها وتضاؤل الخيارات أمامها، وهو ما أدركته دول الخليج في وقت مبكر، ففي أواخر عام 2015 أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، وكانت أول ردة فعل من أنقرة هي الإعلان عن عدم انضمامها إلى هذا التحالف، لكن سرعان ما بدل أردوغان موقفه بعد زيارة إلى السعودية، خرج بعدها ليقول إن بلاده تشارك السعودية نفس الرؤى السياسية والعسكرية، وبعد ذلك بعامين فقط تردت العلاقات بين البلدين.

وختم الموقع بالقول إن تخوف تركيا حيال أي تقارب قطري سعودي محتمل أجبرها على الاعتراف بأن الرياض قوة لا يستهان بها، وتدرك أنقرة جيدًا أنه إذا ما حسمت قطر خيارها لصالح التعقل والعودة إلى الصف الخليجي فستجد تركيا نفسها مجبرة على الانحناء وتقديم تنازلات للسعودية.