الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رواندا.. بوابة قطر الجديدة للتوغل في إفريقيا

أمير قطر تميم بن
أمير قطر تميم بن حمد

يبدو أن النظام القطري وجد بوابة للتوغل في إفريقيا، فبعدما كانت الدوحة خجولة إلى حد ما في استثماراتها بالقارة السمراء، تشير الزيارة الأخيرة لأمير قطر تميم بن حمد إلى رواندا يوم 10 ديسمبر، إلى مخطط قطري وتوجه جديد بشأن أفريقيا.

خلال زيارته لرواندا، أعلن تميم عن واحد من أضخم المشاريع القطرية في إفريقيا بعد استحواذه على 60% من مطار "بوجيسيرا" قيد الانشاء حيث يقدر المال القطري الذي سيتم ضخه في المشروع بنحو 1.3 مليار دولار المطار الجديد الذي يقع على بعد 40 كم تقريبا من العاصمة كيجالي سيسهل استقبال نحو 7 ملايين مسافر، مما يخدم حلم رواندا في أن تصبح دولة سياحية رائدة، كما وقعت الخطوط القطرية اتفاقية مع "رواندا اير".. لكن ما سر الاستثمار القطري الضخم في ذلك التوقيت؟

في مقال على صحيفة "لوموند" الفرنسية، يشير الكاتب إلى أن الاتفاق يتضمن مغذى سياسي أيضا واقتصادي بالطبع، موضحا أن رواندا التي يعتبر رئيسها من محبي كرة القدم أصبحت أحد رعاة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي والذي تمتلكه قطر منذ عام 2011.

ويوضح الكاتب أن الدوحة تعمل على تعزيز علاقتها مع رواندا لتثبيت قدما لها في القارة السمراء، حيث ازداد التعاون الدبلوماسي بين البلدين مؤخرا، كما تبادل الدبلوماسيون الزيارات والمناقشات، إلا أن ذلك التعاون المتزايد لا يجب أن يمر مرور الكرام.

دائما ما تشعر الدول التي تمتلك سفارات في قطر أنها مهمشة ولا تلقى اهتماما من قبل الإمارة الثرية التي لا تدفع شيئا دون الحصول على مقابل، إذ أن الاستثمارات القطرية في البلدان الإفريقية ضئيلة جدا. لكن الأمر مع الرئيس الرواندي بول كاجامي مختلف.

يقول الكاتب إن الأمير القطري تميم بن حمد من خلال تعزيز علاقته بالرئيس الرواندي وضخ أموالا طائلة في هذا البلد يعتقد أنها تعزز نفوذه في إفريقيا وأيضا داخل الاتحاد الإفريقي الذي كان يرأسه كاجامي.

كما أن تميم يحاول جاهدا الانخراط في أي مجال والتعاون مع أي بلد يمكن أن ينافس من خلاله الدول المقاطعة للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، إذ أن دولة الإمارات مثلا تتمتع بعلاقات قوية برواندا، حيث وقعت معها استثمارات ضخمة لسنوات، كما زاد التمثيل الدبلوماسي بين البلدين منذ فترة أيضا.

ويشير الكاتب إلى أن الأمير القطري يحاول منافسة دولة الإمارات لاكتساب رواندا في صفه وتثبيت قدما له في القارة من خلال الأموال التي يضخها.