الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصل على أعلى درجة في العالم واغتاله الموساد.. ما لا تعرفه عن مصطفى مشرفة أينشتاين العرب

 مصطفى مشرفة
مصطفى مشرفة

يعد العالم مصطفى مشرفة، أحد أبناء مدينة دمياط ويطلق اسمه على أهم شوارعها، تخليدا لذكراه وعرفانا بما قدمه من علم للمصريين والعالم أجمع، أنه العالم المصري الدمياطى "علي مصطفى مشرفة" ولد في 11 يوليو 1898 وتوفي في 15 يناير 1950، هو عالم فيزياء نظرية مصري. من مواليد دمياط. يُلقب بأينشتاين العرب لأن أبحاثه كانت في نفس المجال ونفس الموضوعات التي كانت أبحاث ألبرت أينشتاين تدور حولها. تخرج في مدرسة المعلمين العليا عام 1917، وحصل علي دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923، ثم كان أول مصري يحصل علي درجة دكتوراه العلوم من إنجلترا من جامعة لندن عام 1924.

"نشأته بدمياط"
علي مصطفى مشرفة باشا ولد علي مصطفى مشرفة هو الابن الأكبر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة وأثريائها.

تلقي دروسه الأولى على يد والدته ثم في مدرسة "أحمد الكتبي"، وكان دائما من الأوائل في الدراسة، ولكن طفولته خلت من كل مباهجها؛ حيث يقول عن ذلك: «لقد كنت أفني وأنا طفل لكي أكون في المقدمة، فخلت طفولتي من كل بهيج. ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت (كما كانت تقول والدته)، تعلمت الوقار والسكون في سن اللهو والمرح، حتي الجري كنت أعتبره خروجا عن الوقار.»

توفي والده في 8 يناير 1910 بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن عام 1907، وخسر أرضه وماله وحتي منزله. وبموت الأب صار الابن علي الذي لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة من عمره عميدا لأسرته المكونة من أمه وإخوته نفيسة، ومصطفي، وعطية، وحسن، وانتقلت الأسرة إلي القاهرة مع جدتهم لأمهم، حيث استأجروا شقة في حي محيي بك بـعابدين.

بينما التحق علي بـمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني؛ انتقل بعدها إلي المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضا لتفوقه الدراسي، فحصل منها علي القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلي القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني علي القطر المصري كله وله من العمر ستة عشر عاما، وهو حدث فريد في عالم التربية والتعليم في مصر يومئذ، وأهله هذا التفوق (لاسيما في المواد العلمية) للإلتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلي دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولي، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلي بعثة علمية إلي بريطانيا علي نفقتها.

تعليمه بالخارج:
بدأت مرحلة جديدة من مسيرته العلمية بانتسابه في خريف 1917 إلي جامعة نوتنجهام الإنجليزية، والتي حصل منها علي شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدلا من أربع. وأثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول كتب علي مشرفة إلي صديقه محمود فهمي النقراشي (أحد زعماء الثورة) يخبره فيها برغبته الرجوع إلي مصر للمشاركة في الثورة، وكان جواب النقراشي له:«نحن نحتاج إليك عالما أكثر مما نحتاج إليك ثائرا، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر.»

وقد لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا علي وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته للعلوم في جامعة لندن، فاستُجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية (كلية كينجز لندن)، وحصل منها عام 1923 علي الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون الحاصل علي جائزة نوبل في الفيزياء عام 1927. ثم حصل علي مشرفة عام 1924 علي دكتوراه العلوم من جامعة لندن، وهي أعلي درجة علمية في العالم لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالما في ذلك الوقت.

عندما حصل علي الدكتوراه في العلوم من إنجلترا؛ كان أول مصري يحصل عليها، وحين تم إفتتاح جامعة القاهرة عام 1925 عمل بها أستاذ مشارك في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم لأنه كان تحت سن الـ30، وهو الحد الأدني للسن المطلوب لتحقيق وظيفة أستاذ، ثم مُنح درجة "أستاذ" عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة علي منحه اللقب بدون سن الثلاثين.

وفاة مشرفة:
توفي في ظروف غامضة يوم الاثنين 15 يناير 1950م. تم نشر تقارير صحفية في ذلك الوقت تشير إلى أنه تم اغتياله من قبل أحد عمليات الموساد الإسرائيلية ضد العلماء العرب البارزين، وللأسف لم تتحرك الأوساط العلمية الدولية للتحقيق بعمق في وفاة العالم المصري.

لم يكن من الغريب أن آينشتاين أعظم علماء عصره الذي كان على دراية شخصية بعبقرية الدكتور مشرفة وطموحاته أن يعزي العالم في تلك الخسارة العلمية الكبيرة مؤكدًا أن اسمه وإنجازاته لن تُنسى أبدًا. وقال ألبرت أينشتاين في لهجة واثقة: 'لا يمكنني التصديق أن مشرفة قد مات، بل إنه على قيد الحياة من خلال أبحاثه، ونحن في حاجة إلى مواهبه، بل هو خسارة كبيرة. كان عبقريًا، وكنت متابعًا لأبحاثه في مجال الطاقة الذرية، وبالتأكيد فهو واحد من أفضل العلماء في الفيزياء.