الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية| قصة شارع مصدق.. الإيراني الذي استقبله النحاس باشا كالملوك.. وبكى من فرحته بترحيب المصريين

محمد مصدق رئيس وزراء
محمد مصدق رئيس وزراء إيران الأسبق

بخلاف غيره من أحياء محافظة الجيزة، يشتهر حي الدقي بأنه أحد أرقى أحياء المحافظة، والذي يتميز بالعديد من معالمه، وشوارعه الشهيرة التي استطاعت أن تخلد في الأذهان، خاصة وأن حي الدقي يقع فيه عدد كبير من السفارات الأجنبية في مصر.

حي الدقي الذي كان في سابق عهده إحدى قرى الريف المصري، إلا أن دخل حيز الحضر حوالي عام 1964، وأصبح مهد للأثرياء الذين يمتلكون القصور والمزارع، وقبلة للباحثين عن السكن الفاخر، حتى كان من بين شوارعه شارع مصدق، وهو أحد أشهر شوارع الجيزة، وأحد أشهر الشوارع المصرية بشكل عام والتي يسمع عنها الكثيرون لكن دون أن يعلم أحد سبب تسميته بهذا الإسم.

سبب تسمية الشارع

الشارع الذي يقع في قلب حي الدقي جاءت تسميته بشارع مصدق نسبة إلى محمد مصدق رئيس وزراء إيران الأسبق، والذي تولى رئاسة الحكومة في إيران مرتين الأولى منهما عام 1951م، والثانية عام 1953، وأحد أشهر السياسيين في تاريخ إيران.

الشهر الكبيرة التي اكتسبها محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني السابق، جاءت نتيجة تأميمه شركات النفط والتي كانت تعرف باسم الشركات الأنجلو- إيرانية، والتي زادت من شعبيته في الشارع الإيراني والوطن العربي وقتها حيث لم تكن إيران يحكمها في هذا الوقت نظام الملالي الذي خلق العديد من الخلافات والصراعات في الدول العربية.

اقرأ ايضًا: 

استقبال المصريين لـ محمد مصدق

الخطوة التي قام بها رئيس الوزراء الإيراني السابق، زادت من إعجاب النحاس باشا رئيس الحكومة الوزراء المصري بشخصية الزعيم الإيراني، وزاد من كره للإنجليز، خاصة بعد معارضة «مصدق» منح الاتحاد السوفيتي ترخيص العمل في حقول النفط والتي كانت وقتها خطوة غير مسبوقة فيها من الجرأة لم تقدم عليها قبلها دولة من دول الشرق الاوسط.

وفي أعقاب تلك الخطوة قدم رئيس الوزراء الإيراني في زيارة إلى مصر ، استقبله فيها الشعب المصري استقبالا غير مسبوق، حيث كان في استقباله النحاس باشا والعديد من الشخصيات السياسية في الدولة، واحتشدت الشوارع بالمصريين وطلاب الجماعة المرحبين بزيارة رئيس الوزراء الإيراني، حتى أنه وصف هذا الاستقبال بأنه استقبال غير مسبوق في أي دولة من دول العالم، وبكى من فرحته بهذا الاستقبال.

بكى من كثرة الترحيب

ومن كثرة الاحتشاد في الشوارع لاستقبال رئيس الوزراء الإيراني لم يتمكن «مصدق» من إلقاء خطابه الذي كان مخططا له أن يلقيه أمام جمع من المواطنين المحتشدين لاستقباله، حتى تم تأجيل الخطاب إلى المساء وألقاه عبر أثير الإذاعة المصرية.

وبعد تولي الرئيس جمال عبدالناصر للحكم، اقتدى بما فعله رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وعمل عبدالناصر على تأميم قناة السويس وجعله شركة مساهمة مصرية تتحمل الحكومة المصرية مالها ما لها من التزامات وما عليها من حقوق، على غرار ما فعله «مصدق» في تأميمه لشركات النفط الإيرانية.

وفي أواخر السبعينات من القرن الماضي عمدت الحكومة المصرية على تخليد اسم رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد مصدق من خلال إطلاق اسمه على أحد أشهر شوارع حي الدقي، واستبدال اسم شارع الإمبراطور بهلوى باسم شارع مصدق تقديرا لهذا الرجل الذي يعرف قيمة الوطن والدفاع عنه.