خطوة مهمة في تاريخ واشنطن.. الديمقراطيون يقفون اليوم في وجه الجمهوريين من أجل عزل ترامب.. تخوف من انقسامات داخل الحزبين قبل التصويت.. والرئيس الأمريكي: إجراءات المساءلة ليست دستورية

-الديمقراطيون يستعدون للتصويت على توجيه لائحة اتهام رسمية ضد ترامب
-التصويت سيزيد حدة التوترات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري قبل الانتخابات
-نائبان ديمقراطيان ينضمان للمعسكر الجمهوري ويعارضان عزل ترامب
يستعد الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، اليوم الأربعاء، لاتخاذ خطوة تاريخية في إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، حيث من المقرر التصويت على توجيه لائحة اتهام رسمية له، وإثرها يتم محاكمته في مجلس الشيوخ، والبت في مساءلته، وهذا سيوفر بموجبه للديمقراطيين قبضة مشددة على الأرض، ويبرهن على تحالف أصواتهم لإقالة الرئيس الحالي منذ تأسيس البلاد.
وقال موقع "ذا هيل" الأمريكي، إنه من المؤكد أن التصويت المثير للخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين، سيزيد من حدة التوترات في واشنطن ومختلف ولايات البلاد خاصة وسط الدعاية لانتخابات حاسمة في عام 2020، حيث تلعب أصداء عزل ترامب دورًا كبيرًا في التصويت لصالحه أو ضده.
وأضاف الموقع أن قرار الديمقراطيين بمحاكمة ترامب أمام المحكمة الأمريكية العليا، بعد أشهر من التحقيقات حول استغلال ترامب سلطته والتعاون مع أوكرانيا، سيلزم وقوفه أمام مجلس الشيوخ في أوائل يناير، حيث من المتوقع أن يعقد قادة الحزب الجمهوري المحاكمة، والتي من المحتمل أن تنتهي بتبرئته، بسبب سيطرة الأغلبية الجمهورية على مجلس الشيوخ، حيث لن تتم إدانة ترامب إلا بموافقة ثلثي أعضاء المجلس الحاضرين على الأقل عبر التصويت.
وأدى التحقيق الذي أجراه مجلس النواب الأمريكي إلى صياغة اتهامين ضد ترامب هما استغلال النفوذ وإساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونجرس، واللذان يصوتان المجلس اليوم الأربعاء عليهما، لكن الأمر يشكل خطرًا من عدد من الديمقراطيين الوسطيين، خاصةً 30 نائبًا دفعت دوائرهم لفوز ترامب في عام 2016.
وقالت ميكي شيريل إحدى قدامى المحاربات في البحرية الأمريكية: "لقد أصبح من الواضح بالنسبة لي أن ترامب قام، في الواقع، بحجب المساعدات العسكرية لشريك أمني من أجل التحقيق أو محاولة إجراء تحقيق مع معارضا له في الانتخابات الديمقراطية"، في إشارة إلى خصمه في انتخابات 2020 جو بايدن، مؤكدة دعمها لإجراءات العزل.
فيما يتخذ عضوان ديمقراطيان، موقفًا آخر بشأن التصويت لصالح عزل ترامب، حيث سينضم النائبان جيف فان درو من نيوجيرسي، وكولين بيترسون من مينيسوتا للانضمام إلى الجمهوريين في معارضة كلا الاتهامين، فيما سيقسم النائب الديمقراطي جاريد جولدن تصويته، حيث سيؤيد تهمة إساءة استخدام السلطة وسيعارض عرقلة الكونجرس.
وفي حال التصويت بالأغلبية على لائحة اتهام ترامب، سيكون هو الرئيس الثالث الذي يتم عزله في تاريخ الولايات المتحدة - والأول الذي يخوض معركة الانتخابات 2020.
وبرغم خوف عدد من الديمقراطيين من رد الفعل إزائهم، إلا أن قادة الحزب، أكدوا أن التصويت على عزل ترامب بمثابة "الضمير".
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية فى الكونجرس الأمريكي، ستينى هوير، إن المجلس سيصوت اليوم الأربعاء، على مادتين من مواد التحقيق فى إطار مساعي العزل، مضيفًا أن الزعماء الديمقراطيين فى المجلس لم يضغطوا على أعضائهم بشأن كيفية التصويت على الاتهامين ضد ترامب.
ولفت إلى أن "أكبر حماية يمكن أن يتمتع بها الأعضاء هي أنهم يصوتون من أجل الدستور، وليس لسياساتهم"، ومع ذلك حقق الجمهوريون انتصارًا عندما أعلن جان فان درو ترك الحزب الديمقراطي قريبا والانضمام إلى الجمهورى اعتراضا على تحركات مساءلة ترامب.
وفي غضون ذلك، يبدو أن الجمهوريين حافظوا على تمسكهم في معارضة المادتين المقررين للتصويت، فلم يظهر عضو يؤيد بشكل واضح عزل ترامب، لكن ظهرت عدد قليل يدين فقط علانية اتصالات ترامب مع أوكرانيا.
ورفض النائب الجمهوري فرانسيس روني من فلوريدا، الحديث عن تصويته، لكنه انتقد تحرك الديمقراطيين بسرعة كبيرة في إجراءات المساءلة، مما يشير إلى أنه سينضم إلى زملائه في الحزب الجمهوري.
ويشير الإجماع المتوقع على التصويت، أن عزل ترامب سيبرز استهدافه الحزبي أكثر من الرئيس السابق كلينتون في أواخر التسعينيات، فخلال عزل كلينتون، انضم خمسة ديمقراطيين إلى الجمهوريين في دعم ثلاثة من مواد المساءلة الأربعة، بينما أيد ديمقراطي واحد جميع التهم، لكن لم يستطع الجمهوريون حشد الأغلبية في مجلس الشيوخ لإدانة كلينتون، وكان عدد من صوتوا ضده أقل بكثير من ثلثي العدد المطلوب للإدانة، وبالتالي لم يتم عزل كلينتون وأكمل فترته الرئاسية حتى عام 2001.
وقال كثيرون ممن عاشوا فترة عزل كلينتون إنها كانت بداية نهاية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، فيما تأتي خطوة عزل ترامب بعد أقل من عام من استعادة الديمقراطيين لأغلبية مجلس النواب وبعد أشهر من التحقيقات في سلوك ترامب، ما يدلل على خطورة الموقف، خاصة مع تصريحات الجمهوريون بأن التصويت سيكون بمثابة قاض أسرع في تحقيق المساءلة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أرسل خطابا مكون من 6 صفحات، إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، اعتراضا على إجراءات مساءلته بسبب الضغط على الرئيس الأوكراني لمعاقبة منافسه في الانتخابات جو بايدن ونجله.
وقال ترامب إن إجراءات المساءلة: "عبارة عن سوء استخدام غير مسبوق وغير دستوري للسلطة، لم يحدث لما يقرب من قرنين ونصف من التاريخ التشريعي الأمريكي".
وأضاف ترامب: "أنت من يتدخل في الانتخابات الأمريكية. أنتم الذين يدمرون الديمقراطية الأمريكية. أنت من يعيق العدالة. أنتم الذين يجلبون الألم والمعاناة لجمهوريتنا من أجل تحقيق مكاسب شخصية وسياسية وحزبية أنانية".
وتابع ترامب في خطابه: "لقد قمت بتطوير حالة كاملة لما يسميه الكثيرون في وسائل الإعلام بمتلازمة ترامب ديرينجمينت، وللأسف، لن تتغلبي عليها أبدًا".