الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إستراتيجيات أردوغان للغزو والهيمنة.. مخطط تركي للسيطرة على الشرق الأوسط

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

بين مبادرات العسكرية وأخرى سياسية ومرة اقتصادية، تستخدم تركيا جميع الوسائل مشروعة كانت أو غير مشروعة وتستخدم التهديدات لتحقيق أهدافها، ولا ينزعج نظام الرئيس رجب طيب أردوغان من "معاداة الجميع" للوصول إلى مخططه في النهاية.

شهدت قمة الناتو الأخيرة توترا بسبب رجب طيب أردوغان ودخوله في صراع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أنه دخل في خلاف مع أعضاء الحلف والولايات المتحدة بسبب إصراره على الحصول على صفقة "اس 400" الروسية، إضافة إلى ذلك مارست تركيا ضغوطا قوية على حلف الناتو لكسب الدعم في العدوان على شمال سوريا ودفع جهات دولية لاعتبار قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني جماعات إرهابية.

تقول مجلة "ناشيونال انتيريست" إن سياسات تركيا وإدارتها لسلسلة من الملفات هي جزء من استراتيجية يضعها نظام أردوغان للظهور في الشرق الأوسط كقوة إقليمية عالمية، مشيرة إلى أن أنقرة لديها تاريخا يتصل بالقومية الشاملة ودائما ما كانت لها طموحات بتشكيل "دولة عثمانية جديدة" وطموحات الهيمنة باسم "الإسلام".

وتشير المجلة إلى سياسة فرض القوة التي تمارسها تركيا في إفريقيا والبحر المتوسط، سوريا، العراق، كما أنها تتحالف مع قطر وحماس، إضافة إلى روسيا وإيران في الوقت ذاته.

وتوضح أن تلك الإستراتيجية والمخطط التركي، أدت إلى دخول أنقرة في صراعات ونزاعات بشكل شبه يومي مع دول البحر المتوسط وأوروبا، على رأسها السعودية ومصر واليونان والهند والصين وإسرائيل والولايات المتحدة.

التهديدات بالتدخل العسكري والعمل على الأرض والاستيلاء بالفعل على المناطق، لا يبدو أنها مجرد سلسلة من الأزمات يفتعلها الرئيس التركي، لكنها إستراتيجية محددة، فلا يمكن لأي دولة أن تستمر في نزاع يومي مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وغيرهم.

كما تسلط المجلة الضوء على اتفاقية أردوغان وحكومة السراج في ليبيا التي تمنح تركيا حقوقا غير مشروعة في البحر المتوسط، ورغم التوترات والانتقادات التي أحدثتها تلك الاتفاقية، تصر تركيا على الاتفاقية وتبعث برسالة لجميع الدول مفادها "لن يتم تهميشنا من شرق المتوسط".

الإستراتيجية التركية وتحركات نظام أردوغان ترتبط إلى درجة كبيرة بمصالح تركيا التاريخية، ففي سوريا مثلا، دائما ما كان لدى أنقرة مصلحة في منع حزب العمال الكردستاني من تثبيت أقدامه في سوريا أو العراق منذ التسعينيات، وبناء على ذلك قررت بعد سنوات دخول سوريا لمهاجمة الحزب، كما واصلت تطهير الإيزيديين من بعض المناطق في العراق بحجة انضمامهم للحزب الكردستاني الذي يعتبره أردوغان "إرهابيا".

وتشير في تقريرها إلى أن دور تركيا الواسع في سوريا والعراق هو الآن أبعد من أي شيء كان قد فعله النظام التركي في الماضي، منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية، موضحة أن أنقرة استغلت الدول المجاورة الضعيفة والاتفاقات مع روسيا والولايات المتحدة للقيام بعملياتها.

وأضافت أنها اعتمدت أيضا على العلاقات مع إيران للقيام بذلك، رغم طهران تدعم نظام الأسد في دمشق وهي قريبة من الحكومة العراقية في بغداد، ويؤكد التقرير أن أجندة تركيا الرئيسية في كل من العراق وسوريا هي تدمير حزب العمال الكردستاني أو المجموعات التي يعتبرها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وفي الداخل، تطارد تركيا كل المنتمين للحزب وكذلك الحد من نشاط الفرع التركي للحزب وهو الحزب الديمقراطي الشعبي.

ولا يمتد المخطط التركي إلى التدخل العسكري في بعض الدول فقط، فمثلا هناك مشروع خط الأنابيب الذي سيمتد من روسيا إلى أوروبا مرورا بتركيا وسوريا. وتستخدن في ذلك ورقة ملايين اللاجئين ممن يقيمون لديها مهددة بطردهم إلى أوروبا، بل فاوضت الدول الأوروبية للحصول على مليارات الدولارات مقابل استضافتها لهؤلاء اللاجئين، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى إدراك أنها تفتقر إلى النفوذ على تركيا اليوم.

تقول المجلة إن تركيا تقوم بتوسيع عملياتها في البحر لأكثر من عام، حيث تقوم المناورات البحرية في بحر ايجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، وبالإضافة إلى الاتفاقية الأخيرة مع حكومة السراج أرسلت تركيا سفينة حفر قبالة سواحل قبرص لإثبات أنها يمكن أن تعمل في مناطق قبالة ذلك الساحل، رغم وقوعه ضمن المنقطة الخالصة لقبرص.

كما تشير إلى نمو العلاقات بين تركيا وقطر وإيران خاصة مع مقاطعة الدول العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، كما اختار النظام التركي معاداة المملكة العربية السعودية وإثارة الأكاذيب حول قادتها، إضافة إلى ذلك فإنه يدخل في صراع مع كافة دول الخليج تقريبا بالإضافة إلى مصر عقب سقوط حكم الإخوان التي كانت تركيا أقوى مؤيديه.

وتوضح أن تركيا اختارت دعم حكومة الوفاق بعد تمكنها من السيطرة عليها هي وقطر، عقب تلقي الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر دعما دوليا وعربيا واسعا.

علاوة على ذلك، تدخل أنقرة في مفاوضات لكسب دعم دول افريقية مثل الصومال واريتريا والسودان، حيث يعمل أردوغان بكل جهد على تثبيت قدمه في كل بلد في المنطقة.