الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جبال شاهقة وحيوانات نادرة.. خبير آثار: البيئة السيناوية متحف طبيعي.. صور

صدى البلد

أكد خبير الآثار د.عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن سيناء تعتبر متحفًا طبيعيًا للفنون والجمال، بصحرائها الممتدة وجبالها الشاهقة المتنوعة ومختلفة الألوان، وطيورها وحيوناتها النادرة وعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية.

وأضاف ريحان، أن قمة جبل موسى الذى يبلغ ارتفاعه 2242م فوق مستوى سطح البحر تمثل مسرحًا للروحانيات وجمال الطبيعة، ومن خلاله تظهر معالم البيئة بسيناء وخليجيها السويس والعقبة، وعلى قمته يقف عشاق الجمال يوميًا ليشاهدوا شروق الشمس فى منظر فريد لا يتكرر إلا من على قمة هذا الجبل.

وأوضح: كذلك يشاهد السياح أجمل منظر غروب فى مدينة دهب وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته ويتفرع لعدة فروع منها جبل الفريع وهو جبل حصين تسيل منه أودية عديدة بها عدة جنان للفاكهة ونقب الهوية وبه عدة ينابيع طبيعية.

وقال إن جبال بلاد الطور جرانيتية حمراء وسوداء ورمادية وخضراء، وتتخللها خيوط الذهب الذى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس، وهناك جبل شهير خلف دير سات كاترين تحجرت عليه نباتات قديمة، فكلما كسرت جزءً من هذا الجبل وجدت عليه رسم النبات وتباع قطع من هذه الأحجار بدير سانت كاترين.

ونوه: تمثل قمة جبل سربال بوادى فيران قمة فريدة، تتكون من 5 قمم تمثل تاجًا عظيمًا فى شكل نصف دائرة، وتسيل من هذه الجبال أودية عديدة تصب فى خليج السويس أو العقبة تعتبر روح سيناء وحياتها، ففيها تسيل أنهر المياه وناتج السيول وتتفجر العيون وينبت العشب والشجر وبها مساكن ومزارع أهل سيناء وهى شبكة طرق داخل سيناء.

وقال: المواطن على أرض سيناء تفاعل مع بيئته ونسج حولها الكثير من الحكايات الرائعة، والتى أثرت فى مسميات الأماكن بسيناء، مثل جبل البنات بوادى فيران الذى يحوى دير صغير يطلق عليه دير البنات، وسبب تسميته بهذا الاسم أن هناك رواية متواترة عن فتاتين من البدو تم تزويجهما برجلين على غير رغبتهما.

وتابع: فهربا لهذا الجبل، وعندما رأتا عائلاتهما يلاحقونهما ربطا ضفائرهما معًا وقفزا من أعلى الجبل، وجبل حمام موسى بمدينة طور سيناء الذى يحوى سبعة ينابيع كبريتية نسجت حوله العديد من الحكاوى، المرتبطة بنبى الله موسى بسيناء.

واستطرد: جبل الناقوس بطور سيناء الذى يحوى نقوشا أثرية عديدة يونانية وعربية، واستمد اسمه من ظاهرة طبيعية فكلما انهالت على سفحه الرمال كان له صوت كصوت الناقوس وذلك لأن الرمال تمر بصخور مجوفة فى باطن الأرض فتحدث هذا الصوت.

وأشار إلى مقامين شهيرين بمنطقة سانت كاترين، مثل مقام النبى هارون الذي لا علاقة له به، لأن نبى الله هارون مات بسيناء فى فترة التيه ولم يعرف له قبر، وجاءت التسمية من أهل سيناء مرتبطًا برحلة نبى الله موسى عليه السلام، ويمثل مشهد رؤية فقط، وقبر النبى صالح ولا علاقة له بنبى الله صالح، والمدفون به الشيخ صالح أحد شيوخ البدو، وأطلق اسمه على أشهر أودية سانت كاترين وهو وادى الشيخ.

وتابع ريحان بأن مصادر المياه بسيناء ارتبطت بالبيئة وعاشت عليها كل الحضارات القديمة وأحسنت استغلالها، ويستفيد منها أهل سيناء حديثًا على قدر إمكانياتهم، ويعرفون مواقعها جيدًا،منها العين وهى نبع ماء يجرى ماؤه فوق الأرض صيفًا وشتاءً.

وأوضح: العد جمعه عدود وهو نبع حى فى حفرة لا يجرى ماؤه فوق الأرض ويقال له الثمد أيضا، والبئر والثميلة وهى حفرة غير عميقة يظهر فيها الماء بعد المطر وتنشف فى الصيف، إلا إذا غزر المطر فى الشتاء، والصّنع وهو سد صناعى من التراب يحفرونه فى طريق السيل لجمع المياه.

وأضاف: السدود التى تقام فى مجارى الأودية لحبس مياه الأمطار، والمكراع وهى بركة طبيعية بين صخور الجبال تتجمع فيها مياه الأمطار، والهرّابة وهى بركة صناعية فى مجرى السيل لخزن مياه المطار وهى إما أن تحفر فى الصخر أو تبنى بحجر ومونة.

وأشار ريحان إلى أن حيوانات سيناء، ومنها التيتل الذى يستفيدون بلحمه وجلده وقد نقشه القدماء على صخور سيناء، والأرانب البرية والقنفد الذى يبخرون بشعره المصاب بالحمى، والأسود حيث يوجد وادى شهير بسيناء يطلق عليه وادى السباعية، كانت تعيش فيه الأسود والنعام وما يزال البعض يربون النعام بمدينة الطور ومن الطيور البرية الحمام البرى والحجل والصقر والنسر والسنونو ومن الزواحف الثعابين بأنواعها الأسود والبنى.

وأضاف: العقارب بأنواعها منها الأخضر ويعالج أهل سيناء لدغته بالكى بالنار أو امتصاص السم وقبل الامتصاص يأخذ المعالج قطعة ملح يجفف بها فمه حتى لا يبلع السم، وأيضا من الزواحف اليرابيع، ولقد برع أهل سيناء فى صيد البر، حيث يصطادون التيتل عن طريق الكلاب والأرانب والغزلان عن طريق الصقور والكلاب، وفى العريش يصطادون الطيور المهاجرة كالسمان والرقطى وهو طائر كالحمام ولكن لون ريشه أخضر.