الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يكشف علاقة شجرة الكريسماس بأسطورة الثالوث المقدس في مصر القديمة

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن شجرة عيد الميلاد"الكريسماس"أصلها مصرى قديم،وارتبطت بأقدم الأساطير المصرية القديمة وهى أسطورة الثالوث المقدس،والتى نشأت مع عقيدة الخلق والتكوين فى مصر القديمة.

وهى قصة الصراع بين الخير والشر والتى جسدها " ست " رمز الشر وأوزوريس رمز الحياة المتجددة ورمز النيل العائد بالفيضان والخضرة والخير طبقًا لما جاء فى كتاب د. سيد كريم " لغز الحضارة المصرية "

وقال ريحان إن الأسطورة تحكى كيف غدر ست بأخيه أوزوريس،الذى كان يبغض فيه جمال وجهه ورجاحة عقله وحمله رسالة المحبة والخير بين البشر، فدبر مكيدة للقضاء عليه واتفق مع أعوانه من معبودات الشر على أن يقيموا لأوزوريس حفلًا تكريمًا له، ثم أعد تابوتًا مكسى بالذهب الخالص بحجم أوزوريس، وزعم أنه سيقدمه هدية لمن يكون مرقده مناسبًا له،ورقد فى التابوت كل الضيوف ولم يكن مناسبًا لأى أحد.

حتى جاء دور أوزوريس فأغلق عليه ست التابوت،وألقوه فى نهر النيل وانتقل التابوت من النيل عابرًا البحر المتوسط حتى وصل للشاطئ الفينيقى فى أرض ليبانو عند مدينة بيبلوس،وهناك نمت على الشاطئ شجرة ضخمة وارفة الظلال حافظت على التابوت المقدس من أعين الرقباء.

وتابع ريحان بأنه كان فى بيبلوس ملكة جميلة تسمى عشتروت، خرجت لتتريض على الشاطئ فبهرتها الشجرة الجميلة النادرة وأمرت بنقلها لقصرها،أما إيزيس فبكت على أوزوريس وبحثت عنه على طول شاطئ النيل،واختلطت دموعها بماء النيل حتى فاض النهر .

وبينما كانت تجلس بين سيقان البردى فى الدلتا،همس فى أذنيها صوت رياح الشمال تبلغها بأن المعبود أوزوريس ينتظرها على شاطئ بيبلوس، فذهبت واستضافتها عشتروت وكانت إيزيس تحول نفسها كل مساء بقوة سحرية إلى نسر،مقدس تحلق فى السماء وتحوم حول شجرة زوجها أوزوريس، حتى حدثت المعجزة وحملت إيزيس بالطفل حورس من روح أوزوريس ورجعت به مصر تخفيه بين سيقان البردى فى أحراش الدلتا حتى كبر وحارب الشر وخلص الإنسانية من شرور ست.

وأوضح ريحان بأن هذه الشجرة الشهيرة التى احتوت أوزوريس هى شجرة الميلاد،التى طلبت جذورها إيزيس من عشتروت وأهدتها إليها وأمرت حراسها بحملها إلى أرض مصر،ولما وصلت أرض مصر طبقًا للأسطورة أخرجت إيزيس جثة زوجها أوزوريس من تابوتها وقد عادت إليها الحياة.

وأصبح عيد أوزوريس الذى أطلق عليه بعد ذلك عيد الميلاد نسبة لميلاد حورس، من أهم الأعياد الدينية فى مصر القديمة وكان يحتفل به أول شهر كيهك (كا هى كا)،أى روح على روح حيث تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضرة للأرض التى ترمز لبعث الحياة،وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم بقولهم (سنة خضراء) وكانوا يرمزون لحياة المتجددة بشجرة خضراء.

ونوه ريحان لمظاهر الاحتفال عند قدماء المصريين بعيد الميلاد بالاحتفال بشجرة الحياة،التى يختارونها من الأشجار الدائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة،وانتقلت هذه العادة من مصر إلى سوريا ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر الأبيض.

لتظهر فى أعياد الرومان ثم تعود مرة أخرى لتظهر فى الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس وهى الشجرة التى تحتفظ بخضرتها طول العام مثل شجر السرو وشجر الصنوبر وهكذا أهدى المصرى القديم شجرة الميلاد للعالم أجمع.