الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ردود سريعة من القاهرة على التدخل التركي في ليبيا.. دعم الدولة الوطنية في الدول العربية ضمن مقدمة الأولويات.. ووزير الخارجية: مصر قوة إقليمية ومستعدون للدفاع عن مصالح شعوب المنطقة إذا استدعت الحاجة

وزير الخارجية خلال
وزير الخارجية خلال لقائه إلهام أحمد والوفد المرافق لها

  • وزير الخارجية يستقبل رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الديمقراطي السوري
  • شكري يطالب بوقف التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية بما يؤثر على إرادة شعوبها
  • إصرار مصري في جميع المناسبات للتعبير عن أولوية الحفاظ على الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب

اتخذت القاهرة عدة إجراءات ردا على التدخل التركي العلني في ليبيا، بعد أن أعلن الخليفة العثمانلي رجب أردوغان عن توقيع مذكرتي تفاهم أمني وبحري مع تابعه فائز السراج، تتضمن تسليم ليبيا على المفتاح للأغا التركي.

وعلى الفور استقبل وزير الخارجية سامح شكري؛ رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الديمقراطي السوري إلهام أحمد والوفد المرافق لها، في مكتبه في مقر الوزارة بالقاهرة

من جانبه، غرد أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، يوم السبت، بصور لهذا اللقاء وكان من بين الحاضرين رياض ضرار مرافقا لـــ إلهام أحمد في زيارتها.

وقال حافظ إن وزير الخارجية شكري استقبل بمكتبه بمقر الوزارة في القاهرة رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس_سوريا_الديمقراطية إلهام_أحمد والوفد المرافق لها.

تشاور مُستمر نحو سُبل التصدي لمحاولات النيل من استقرار سوريا وأمن شعبها وسلامة أراضيها
من جهته، قال وزير الخارجية سامح شكري، أمس، الاثنين، خلال افتتاح المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشئون الخارجية، إن مصر، باعتبارها قوة إقليمية، تعمل على تحقيق المصالح المشتركة لشعوب المنطقة، بل وتدافع عنها إذا استدعت الحاجة، حيث أكد أن مصر تولي أهمية خاصة لاحترام مبادئ القانون الدولي، وتحرص أيضًا على تعزيز دور وفاعلية المنظمات الدولية والإقليمية متعددة الأطراف من أجل تحقيق واستدامة المصالح المشتركة، مع أهمية أن تظل الدولة الوطنية، واحترام سيادتها، حجر الأساس في بناء النظام الدولي.

على جانب آخر، استعرض الوزير سامح شكري المقاربة المصرية الشاملة التي تبنتها مصر من أجل مواجهة الإرهاب، والتي تشمل، بالإضافة إلى الجوانب الأمنية، الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتنموية، بهدف مضاعفة النتائج وتعميق الآثار الإيجابية.

كما شدد وزير الخارجية على ضرورة عدم التغاضي عن توفير بعض الدول الدعم والملاذ الآمن ومنابر الدعاية للإرهابيين، بل وقنوات الإمداد بالتمويل وبالعتاد والمقاتلين، الذين يتم نقلهم من بؤرة صراع إلى أخرى بهدف ارتهان إرادة الشعوب وتأجيج النزاعات وعرقلة جهود تسويتها سياسيًا، وعلى نحو لا يهدد دول المنطقة فحسب بل يهدد الاستقرار العالمي بأسره.

وقال المتحدث باسم الخارجية ‘نه فيما يتعلق بالرؤية المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية، أكد شكري ضرورة الالتزام بسيادة واستقلال وتكامل أراضي الدول العربية ووحدة ترابها الوطني، ووقف التدخلات الخارجية التي تسعى للتأثير على إرادتها، والتوصل إلى تسوية سياسية لأي مشكلات إما طبقًا للقرارات الدولية ذات الصلة أو للرؤى الوطنية الداعمة للشرعية النابعة من الشعوب، وللمؤسسات الوطنية التي تحافظ على كيان الدولة.

حماية التراب السوري
من جانبه، أكد يحيى الكدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، أن مشاركة قوات مصرية في سوريا، من الضروري أن تتم تحت المظلة الدولية ووفقًا للقرارات الأممية ذات الصلة.

ورحب يحيى الكدواني، في تصريحات لـــ "صدى البلد"، بأي دور مصري في سوريا بهدف حماية التراب السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتحقيق إرادة الشعب السوري، ولكنه قال إن أي مشاركة مصرية على الأراضي السورية يجب أن تكون تحت مظلة المجتمع الدولي، أي عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة.

وأضاف أن إرسال قوات مصرية للخارج أمر ينظمه الدستور، فيجب أن ينعقد مجلس الدفاع الوطني الذي ينظر في الأمر ثم يطرح الأمر على البرلمان ويتخذ القرار بناءً على ذلك، قائلا: "وحتى الآن لم يطرح على البرلمان شيء من هذا القبيل".

كانت مصادر مطلعة كشفت لــــ "صدى البلد" حقيقة التداخل المصري في الأزمة السورية، مؤكدة أن الدعم المصري لــ سوريا ليس جديدًا أو مفاجئا، وأن مصر وسوريا تربطهما علاقات تاريخية على جميع المستويات ولا يستطيع أحد مهما كان أن يكسر الروابط المقدسة بين الشعبين حتى لو امتلك بلايين الدولارات وأغدقها على الإرهابيين لزعزعة استقرار البلدين.

وأوضحت المصادر أن الأمر يحتاج بعض الوقت حتى نرى ثمار التعاون بين مصر وسوريا على جميع الأصعدة بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقيين مصر وسوريا.

وشددت المصادر على أن أمن سوريا من أمن مصر ومن أدبيات الأمن القومي المصري والعربي على حد سواء، ويكفي أن الجيش الأول الميداني لــ الجيش المصري هو "الجيش العربي السوري" والجيشين الثاني الميداني والثالث الميداني لــ "الجيش السوري" في مصر، مضيفة: "وهي الحقيقة التي لم يفهمها الكثيرون حتى الآن"، "ولا يمكن أن نترك إخوتنا في سوريا عرضة للإرهاب والمؤامرات".

وقالت المصادر: "ومع ذلك أعيدت العلاقات الدبلوماسية وأعيد فتح السفارة بعد أسابيع فقط من ثورة 30 يونيو 2013 بعد الإطاحة بــ محمد مرسي، ومنذ ذلك الحين كانت مصر متحفظة في كل البيانات الرسمية حول الأزمة السورية، إلا أنه كان هناك إصرار مصري في جميع المناسبات للتعبير عن أولوية الحفاظ على الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب هناك".

تحرك يوناني
علاوة على ذلك، قام وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بزيارة مفاجئة إلى بنغازي الأسبوع الماضي للقاء المشير خليفة حفتر ومساعده عبد الله الثني وعبد الهادي الحويج.

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، استقبل سامح شكري، وزير الخارجية، نظيره اليوناني "نيكوس دندياس"، حيث تباحث الجانبان حول سُبل تعزيز أوجه العلاقات الثنائية في شتى المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وتناول الوزيران مجمل الملفات الإقليمية وسُبل التعامل مع تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصةً التطورات المتعاقبة على الساحة الليبية وآخرها توقيع مذكرتيّ تفاهم بين أنقرة ورئيس مجلس الوزراء الليبي فايز السراج، حيث توافق الوزيران على عدم شرعية قيام "السراج" بالتوقيع على مذكرات مع دول أخرى خارج إطار الصلاحيات المقررة في اتفاق الصخيرات، كذلك، تم استعراض التدخل التركي السلبي في الشأن الليبي بما يتعارض مع مجمل جهود التسوية السياسية في ليبيا.