الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يوقع مذكرة التدخل في ليبيا.. الجيش الوطني يتقدم نحو طرابلس.. غسان سلامة يكشف تطورات الأوضاع وخطورة اتفاق تركيا-الوفاق.. خريطة أصوات البرلمان التركي

صدى البلد

* رسول أردوغان يفشل في إقناع المعارضة بالتدخل في تركيا
* المسماري: وصول 300 إرهابي من سوريا لدعم الوفاق
* غسان سلامة: اتفاق أردوغان السراج يصعد النزاع ويوسع نطاقه


ووقع أردوغان مذكرة التدخل العسكري في ليبيا، مساء الإثنين، وأرسلها إلى البرلمان، الذي دعا رئيسه مصطفى شنطوب النواب للانعقاد في جلسة طارئة يوم الخميس المقبل، 2 يناير؛ لمناقشتها.

تقدم نحو طرابلس

في المقابل، شهدت الجبهة الليبية تقدما للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر باتجاه طرابلس، حيث أعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي أن الجيش الوطني بات على مشارف حي الهضبة في العاصمة طرابلس.

إرهابيون من سوريا يتوافدون على ليبيا

وقال في تصريحات لـ"العربية"، إن 300 إرهابي من سوريا وصلوا للقتال مع حكومة الوفاق، معلنا عن مقتل انتحاريين اثنين قبل تفجير نفسيهما بالخطوط الأمامية للجيش الوطني في طرابلس.

وكشفت مصادر تركية لوكالة "رويترز" البريطانية عن جزء من خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل في ليبيا.

وقالت المصادر إن تركيا تدرس إرسال مقاتلين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا في إطار خطة نشر قوات عسكرية في هذه البلاد.

وذكرت 4 مصادر تركية أن هذا الإجراء يدرس اتخاذه ضمن خطة إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق الليبية في طرابلس، التي تشهد حاليا معركة شرسة في ظل هجوم "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير، خليفة حفتر، للسيطرة على المدينة.

وزعمت المصادر أنه لم يتم إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا بعد، لكن الحكومة التركية تميل إلى هذه الفكرة.

غسان سلامة يدين الاتفاق المشبوه ضد ليبيا

أدان مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة الاتفاق المشبوه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

وقال سلامة في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الاتفاقين اللذين وقعتهما حكومة الوفاق الليبية مع أنقرة أخيرا يشكلان تصعيدا في النزاع، ويساهمان في تسريع تدويله وتوسعه لا سيما إلى المجال البحري.

وأضاف مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، أن الاتفاقات التي وقعتها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مع تركيا "تشكل تصعيدا للنزاع عبر توسيعه الى مناطق بعيدة عن ليبيا، لا سيما ما يتعلق بالخلاف بين اليونانيين والأتراك حول ترسيم الحدود البحرية والذي يطرح مشاكل كبيرة".

وتابع أن الاتفاق: "ساهم في تسريع تدويل النزاع، وتوسعه لا سيما الى المجال البحري، وأيضا في التصعيد العسكري بكل معنى الكلمة".

وأعرب غسان سلامة عن خيبة أمله وإحباطه بسبب عدم صدور أي قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار عن مجلس الأمن، بعد 9 أشهر من المعارك في طرابلس.

وواصل أنه يشعر بالقلق حيال تفاقم التدخل الأجنبي في المنطقة، متأسفا لانتهاك الحظر المفروض على تصدير الأسلحة.

وأشار إلى أن الأمر لم يعد يقتصر على "لاعبين إقليميين" فقط؛ وإنما تورط فيه أعضاء في مجلس الأمن.

وأضاف غسان سلامة، أن التصعيد العسكري في ليبيا جاء بناء على عدة تطورات بدءا من الاتفاق العسكري والبحري الموقعين في أنقرة في نوفمبر بين حكومة الوفاق وتركيا، والتي تبعتها تصريحات السلطات حول إرسال قوات تركية إلى ليبيا، معتبرا أن "هذا الأمر يعبر عن دعم تركيا القوي للمجلس الرئاسي".

وعن الجانب الآخر، قال إن هناك العديد من الدول التي تدعم الجهود العسكرية للمشير خليفة حفتر بتخوم طرابلس وبدأت بشكل خاص مع الطائرات بدون طيار ومؤخرا شهدنا نشاط طيران غير ليبي وبدا نشاطه أكثر كثافة.

وزعم مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا أن هناك مرتزقة يدعمون طرفي الحرب في ليبيا من جنسيات متعددة من بينها الروس، الذين يدعمون حفتر في طرابلس، كذلك مجموعات ناطقة بالعربية من المحتمل أن يكونوا سوريين لدعم الوفاق.

ونوه إلى وصول عدة طائرات من سوريا إلى مطار بنغازي دون أن يبين طبيعة ما تحمل تلك الطائرات.

وندد غسان سلامة بتفاقم التدخل الخارجي في ليبيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.

رغبات أردوغان أمام البرلمان التركي

تتجه الأنظار في الوقت الحالي إلى موقف البرلمان التركي، وبخاصة أحزاب المعارضة، حيث عقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، لقاءات مع المعارضة، بتكليف من أردوغان، والتقى كمال كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري.

وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أونال تشفيكوز، إن الحزب لا يريد أن تتكرر المشاكل التي تواجهها تركيا في سوريا، مرة أخرى في ليبيا، مؤكدا ثبات موقف رئيسته من تصريحاته التي أدلى بها خلال الفترة الأخيرة.

وشدد على أنه يجب إعطاء الأولوية للدبلوماسية التركية، مؤكدا رفض الحزب لمقترح التدخل العسكري في ليبيا.

وكان كيليتشدار أوغلو قد صرح في وقت سابق بأن عشق أردوغان لجماعة الإخوان الإرهابية سيحدث كوارث بالسياسة الخارجية التركية، وأنه يرفض التدخل العسكري في ليبيا وأن تسيل دماء الجنود الاتراك في الصحراء العربية.

ويحتاج أردوغان إلى أغلبية الثلثين لتمرير مقترحه بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، كما هو الحال مع إقرار اتفاقية التعاون الأمني والبحري مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق.

ويتألف البرلمان التركي من 600 نائب، يضمن أردوغان لصالحه منهم 340، بما في ذلك أعضاء حزبه العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية الحليف له.

وبناء على ذلك، يحتاج أردوغان إلى 60 نائبا من المعارضة لتمرير المقترح.

وحصل أردوغان بالفعل على الأصوات التي يحتاجها عند التصويت على اتفاقه مع السراج. الأمر الذي يختلف حول تكراره من عدمه عند الحديث عن التصويت على إرسال جنود إلى ليبيا، حيث ذكرت صحيفة "أحوال" أن الأحزاب السياسية التركية، بما فيها حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي ، وحزب الخير، والحزب الديمقراطي الموالي للأكراد، صوتت ضد اتفاقية التعاون العسكري مع ليبيا في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي في وقت سابق من ديسمبر، فيما وافق حزب الحركة الوطنية المؤيد لأردوغان.

ورغم ما سبق، إلا أن أردوغان حصل بالفعل على أصوات من المعارضة مكنته من الفوز بأغلبية الثلثين على اتفاق السراج، والذي كان ينص على إمكانية إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة طرابلس، الأمر الذي يدفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن احتمال موافقة البرلمان على التدخل العسكري هو الأرجح، خاصة مع وجود أصوات داخل الشعب الجمهوري تؤيد هذا التدخل.

وقد يختلف الأمر في كل من التصويتين، حيث قال المتحدث باسم حزب الخير إن تركيا لديها القوة لحماية مصالحها في البحر المتوسط، لكن يجب الجلوس إلى الطاولة أولا، وتوخي الحذر حيال الخطوات الخطرة، مشيرا إلى أن هذا القرار من شأنها أن يورط تركيا في أن تكون طرفا في حرب أهلية في ليبيا.