الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا .. نمر من ورق


مشاهد محاولة اقتحام السفارة الامريكية بالمنطقة الخضراء أو الآمنة في بغداد والتي تكشف انها لم تكن خضراء ولم تكن آمنة منذ البداية وأن المسألة كانت فيما يبدو كانت توافقية لا أكثر ولا أقل .. المهم أن هذه المشاهد أعادت لي من الذاكرة مشاهد أكثر بشاعة وقعت في بنغازي في ليبيا عام عام 2012 وتحديدا يوم الثلاثاء 11 سبتمبر من عام 2012 وهي لمقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا "جي كريستوفر ستيفنز" وثلاثة أمريكيين في الهجوم الذى تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي .

وكانت ليبيا قد نالها ما نال عدد من دول المنطقة ثورات الربيع العربي المزعوم وتطوراته معروفة لنا للجميع ومازالت تداعياته وخريفه تعاني منه ليبيا حتى الأن .. نعود للهجوم الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي والذي نفذه مسلحون احتجاجا على حد زعمهم على فيلم امريكي اعتبروه مسيئا للإسلام .. الهجوم أسفر عن مقتل السفير ستيفنز لدى مهاجمة مسلحين غاضبين للمبنى وطبعا فشلت وقتها قوات الأمن الليبية أو ما تبقى منها بعد الربيع العربي المزعوم في صد الهجوم على القنصلية .. 

وما آشبه الليلة بالبارحة .. وماذكرني بهذا المشهد هو فيديو شاهدته على نشرات الأخبار في محطات الأخبار الامريكية وهو لفيديو يعرض كيف دخلت ميلشيات الحشد الشعبي التابعة لحزب الله العراقي الى المنطقة الخضراء بدون أي مقاومة من قوات الجيش العراقي المرابضة على أبواب المنطقة الخضراء أو المنطقة الآمنة في بغداد والتي تضم كافة السفارات والمصالح الامريكية في بغداد ..

المهم يا سادة هو أن السحر إنقلب على الساحر وأن ما فعلته امريكا من هدم لجيوش الدول العربية أو المؤسسات الوطنية للدول بالمنطقة كما فعلت بالجيش العراقي وفكه وتفكيكه بمجرد إنجازها للغزو الامريكي للعراق .. كانت نتيجته الخراب والدمار والفوضى والنهب والسلب الحاصل في العراق منذ 2003 وحتى الاأن ولم تتحقق لا ديمقراطية ولا يحزنون وطبعا ماحدث هو سيطرة ميلشيات حزب الله الموالي لايران على كل شيء في العراق .. ورغم ان الادارة الامريكية تحركت على الفور وأجلت السفارة من موظفيها ومن طاقمها بما فيهم السفير ونائبه ومعاونيه ورغم ان قوات المارينز تحركت على الفور من الكويت لحماية السفارة والمواطنين الامرييكيين من الحشود الغاضبة من ميليشييات بدر الموالية لايران والتي قامت بحرق بوابات السفارة الامريكية في بغداد ومحاولة اقتحامها ردا على الغارات الامريكية على على 5 منشآت لكتائب “حزب الله العراقي”، في العراق وسوريا، ردًّا على مقتل أمريكي، بعد هجوم على قاعدة أمريكية في العراق قبل أيام مسؤولون أمريكيون إن البنتاجون أرسل اليوم الثلاثاء نحو 100 من مشاة البحرية الأمريكية إلى السفارة الأمريكية فى بغداد لتعزيز الأمن بعد أن قام محتجون عراقيون غاضبون من الغارات الجوية الأمريكية على قوات "الحشد الشعبي" التى تدعمها إيران فى العراق وسوريا باقتحام مجمع السفارات ..

 إلا أن الحالة التي تسببت فيها محاولات اقتحام السفارة وتجمهر الحشود التابعة لحزب الله العراقي بقيادة هادي العمري زعيم ميلشيا بدر الموالي لايران أمام السفارة الامريكية وذكرت وسائل الاعلام الامريكية أن عناصر الحزب بدأت نصب خيام اعتصام أمام مقر السفارة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، كما رفعوا شعارات مطالبة بإغلاقها وطرد السفير الامريكي لدى بغداد .. كل هذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر من جديد للتأكيد على أن مافعلته وماتفعله الادارة الامريكية في المنطقة والشرق الأوسط خطر كبير قد تكون نتيجته سواء في العراق أو في ليبيا أو سوريا هو تسليم تلك الدول الى ميلشيات ايا كان انتماءها سواء لايران أو تركيا أو قطر ..

 وأيضا المزيد من الخراب تحت راية الدين وتجار الدين من أمثال أردوغان واتباعه .. وهو ما أتضح مؤخرا في إصراره على التدخل في ليبيا عن طريق نقل ميلشياته وأتباعه من المرتزقة في سوريا الى ليبيا للقتال في صفوف ميلشيات حكومة اللا وفاق ورئيسها السراج التركي الجنسية والهوى على حساب المواطنين الليبيين الشرفاء .. والله المستعان 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط