الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق فهمي: أردوغان يستنسخ المخطط السوري في ليبيا.. ويهدد أمن واستقرار المتوسط

د. طارق فهمي
د. طارق فهمي

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن دخول الجيش التركي إلى ليبيا سيؤدي لتغيير المعادلة العسكرية والاسترتيجية في هذا التوقيت، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل على استنساخ المخطط السوري في ليبيا؛ مما سيرتتب عليه إعادة انتشار الإرهابيين بها وفي الإقليم.

وأشار الدكتور طارق فهمي - في تصريح خاص لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم الجمعة- الى ان موافقة البرلمان التركي على ارسال قوات عسكرية الى ليبيا كان قرارا متوقعا نظرا للخطوات التي سبقت هذا الاجراء مثل الاتفاق التركي مع حكومة فايز السراج الذي اقر في بنوده هذا الامر، مشددا على ضرورة ان تتحسب كل الاطراف المعنية من دخول الجيش التركي الى ليبيا.

وأضاف ان الرئيس التركي يتجه بقوة الى تبني خيارات تصعيدية في محاولة تغيير سياسة الامر الواقع، حيث ان وجوده في ليبيا عبر جيشه والتخطيط لانشاء قاعدة عسكرية مقيمة سيغير من الوقائع الاستراتيجية على الارض ولاسيما داخل ليبيا مما سيؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في شرق المتوسط.

وتابع ان اردوغان يريد ايضا دخول ليبيا لحجز موقعا متقدما في المصالح الاقتصادية في اقليم شرق المتوسط تخدم أهدافه الاستعمارية، وليطرح نفسه كلاعب قوي ومركزي في هذا الاقليم ، كما ان تواجده بليبيا سيغير من اطار المعادلة و المواجهة الراهنة ما بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات السراج خاصة ان الرئيس التركي عينه على العناصر الارهابية والمحسوبة على تيار جماعة الاخوان الارهابية في مناطق الغرب.

ونوه الخبير الاستراتيحي إلى أن الرئيس التركي كان يسعى دائما للدخول في مفاوضات مباشرة مع كل الاطراف المعنية ما عدا الجانب القبرصي الذي لا يعترف به .

وعما ستقوم به الاطراف المعنية بما فيها مصر، لفت الى ان كل طرف يعمل حاليا على اعادة ترتيب حساباته وأولوياته، خاصة ان الوضع يتجاوز الامر السياسي الي مسارات اخري بما فيها المسار العسكري .

وأوضح انه حتى هذه اللحظة هناك صمت أمريكي مريب يشبه ما جرى في "عملية نبع السلام" في سوريا، كما ان هناك تردد روسي في التعامل مع هذا المشهد المتطور ، الا انه توقع في الوقت ذاته ان تقترب روسيا بالنهاية في مصالحها مع مصر في هذا الاطار، متوقعا ان يكتفي الاتحاد الاوروبي بالعقوبات التي تعتبر عقوبات غير فعالة وتشبه كذلك ما جرى في عملية نبع السلام سوريا.

ورأى انه من المبكر ان تذهب الاطراف المعنية الى خيارات عسكرية او استراتيجية في هذا التوقيت حيث اننا مازلنا في مرحلة التشاورات الاستراتيجية بين الاطراف المختلفة ، مستبعدا اي عمل فردي من قبل دولة واحدة و ان العمل الجماعي هو الذي سيكون مطروحا خاصة ان عدد من الدول لديها مصالح استراتيجية في ليبيا، منوها في هذا الصدد بالموقف الايطالي الذي انضم الى الموقف المصري والفرنسي.

ولفت الى ان الحسابات معقدة للغاية في الملف الليبي وبالتالي اي عمل جماعي سواء عسكري او استراتيجي سيكون مرتبط بتوافقات ما بين الاطراف المعنية التى تربطها مصالح في ليبيا وكذلك في شرق المتوسط وهذا ما ينطبق على الموقف المصري و الفرنسي بالأساس ثم على الاطراف الاخرى ، معتبرا ان القرار بالنهاية سيكون للدول المعنية المباشرة.

وشدد الدكتور طارق فهمي على ان مصر تحتاج في هذا التوقيت الى ظهير عربي قوي يتجاوز ما طرح في اجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة العربية الذي عقد الاسبوع الماضي بالقاهرة ، خاصة ان هناك أطرافا عربية عليها علامات استفهام في هذا الامر.

وأشار الى اهمية الدعم العربي المباشر والواضح لمصر على المستوي السياسي والدبلوماسي لاسيما ان هناك طرف عربي مهم داخل مجلس الامن وهي الكويت، بمعنى ان اي تحرك في مجلس الامن سيكون معنيا بالطرف العربي بداخل مجلس الامن وبالتنسيق مع المجموعة العربية وذلك لترتيب الحسابات العربية في هذا التوقيت .

واكد الدكتور طارق فهمي ان لمصر خياراتها السياسية والاستراتيجية الوطنية والقومية العليا في ليبيا وفي شرق المتوسط .

وتوقع ان تشهد الايام المقبلة عقد قمم استراتيجية لتنسيق المواقف المختلفة، محذرا من ان عنصر الوقت لا يعمل لصالح الاطراف المعنية بالملف الليبي؛ لأن تركيا تعمل بشكل استباقي، وبمخطط عسكري، وتصعد بصورة كبيرة معتمدة على البطء الأمريكي في هذا الشأن، وكذلك على المواقف المترددة لبعض الدول.

وكان البرلمان التركى قد وافق، في جلسة طارئة، مساء الخميس، على مذكرة التفويض بشأن إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا.