الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العراق الخاسر الأكبر.. هل تشعل إيران فتيل الحرب الكبرى ردا على مقتل قاسم سليماني؟

الجنرال العراقي قاسم
الجنرال العراقي قاسم سليماني

يبدو أن منطقة الشرق الأوسط التي عاشت عقودا من الفرقة والتقسيم، قد حان الوقت لأن تدخل مرحلة جديدة من الاتفاق لكنه اتفاق أحزاب الحرب، وأن تصبح مسرحا لحرب كبرى لا ناقة لها فيها ولا جمل، بعدما اشتعل الصراع بين الولايات الأمريكية وإيران، خاصة عقب اغتيال أمريكا للجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ورفيقه أبو مهدي المهندس نائب قائد قوات الحشد الشعبي في العراق.

العملية الأمريكية والتي نفذتها بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد عقب عودة سليماني من دمشق على متن طائرة تابعة لخطوط أجنحة الشام، والتي أطلقت عليه القوات الأمريكية اسم عملية "البرق الأزرق"، جاءت عقابا للجرائم التي نفذها قائد فيلق القدس، والذي يعد أقوى رجال إيران، فهو قائد الجيش الإيراني في الخارج والمعروف باسم فيلق القدس، والملقب بالعقل المدبر لما تقوم به إيران في منطقة الشرق الأوسط، نفذته القوات الأمريكية بعد عامين من التهديد الصريح الذي بعثت به الإدارة الأمريكية إلى الجنرال الإيراني.

عملية اغتيال سليماني زادت من تعقيد الأوضاع، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تشن فيها القوات الأمريكية عمليات قتل ضد عناصر إيرانية متهمة بأعمال عدائية خاصة ضد المصالح الأمريكية في دول المنطقة، لكنها المرة الأولى التي تطال فيها العمليات الأمريكية أحد أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية في إيران الجنرال قاسم سليماني الشخصية التي كانت تعتمد عليها طهران في تمكين الوجود الإيراني في دول المنطقة.

أول رد من النظام الإيراني على عملية اغتيال قاسم سليماني، أنها لن تفرط في دماء سليماني، وفقا لما توعد به المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أنه سيرد بانتقام قاس، وردده الرئيس الايراني حسن روحاني، إن بلاده ستكون "أكثر تصميما على مقاومة الولايات المتحدة"، ردا على مقتل سليماني، أشد حزما في مقاومة التوسع الأميركي والدفاع وأن بلاده سنتنتقم بلا شك لمقتل سليماني بالتعاون مع الدول الأخرى الساعية إلى الحرية في المنطقة.

رد الرئيس الإيراني كشف عملية التربيطات التي تجهز له طهران لتشكل حلف لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ومواجهة أي عقوبات قد تفرضها عليها الولايات المتحدة حال ثأراها لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، لكن هل من الممكن أن تقف الولايات المتحدة الامريكية عاجزة أمام الرد الإيراني على عملية اغتيال قائدها العسكري الرفيع؟

ووفقا لتقارير صحفية نشرتها وكالة "فرانس برس" كشف هيكو ويمين مسؤول منظمة الأزمات الدولية للعراق وسوريا ولبنان، أن كلا المعسكرين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لا يريدان الحرب وكلاهما لا يرى فيها مكسبا، الخطر يكمن في وجودهما في مواجهة مباشرة، وكل منهما يأمل في تراجع الآخر، لكنه في حال عدم تراجع أيا منهما من المنتظر أن يؤول الأمر إلى كارثة.

ووفقا لمسؤول منظمة الأزمات الدولية للعراق وسوريا ولبنان، فإنه يكون العراق هى نقطة مسرح العمليات بين المعسكرين والتي تبدأ منها طهران للانتقام من مقتل سليماني، حيث تتمتع إيران بداعمين كثر، في قلب الردود الأولى، وذلك من خلال المجموعات المسلحة التابعة لطهران أو المتعاطفين معها، مما يعني أنها أول المناطق المهددة بأن تصح أول ميادين تلك الحرب.