الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هزيمة المشروع الإيراني باغتيال قاسم سليماني




لست مع كثيرين ممن يعتقدون، أن موت الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس الشهير، في عملية اغتيال أمريكية دقيقة اصطادته هو وقائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ستدفع إلى مزيد من التمدد الإيراني في المنطقة.

أرى العكس تمامًا، فأنا اتوقع العديد من العمليات الإيرانية المتهورة، قد تكون تفجيرات ضخمة لمنشآت أمريكية هنا أوهناك أو بعض عمليات الاغتيالات لمسؤولين أمريكان، وزيادة العنف في العراق انتقامًا لمقتل سليماني وفي إطار ردة الفعل الغاضبة.

لكن الأمور في رأيي لن تستمر أكثر من ذلك ولن تصل الى أكثر من ذلك.

والمعنى بوضوح واختصار، أن المرشد الإيراني علي خامنئي قد ينتقم لمقتل "سليماني" بعملية إرهابية ضخمة هنا او هناك، لكن على مستوى المشروع الإيراني القائم في العراق وسوريا ولبنان واليمن فقد تلقى ضربة قاتلة بمقتل سليماني، ولن يتقدم أكثر مما وصل إليه، فقد كان سليماني العقل المدبر للتمدد الإيراني في المنطقة برمتها. و طهران في رأيي مهما فعلت لن تعوض غياب هذا الإرهابي الذي كان مطلوبا منذ سنوات طويلة.

لسبب بسيط أن سليماني، فعل ما فعل من تمدد بناءًا على علاقات شخصية، كان ينسجها باحتراف شديد مع رؤساء القبائل وقادة التنظيمات والميليشيات، ورؤساء الحكومات والسياسيين في دول عربية شتى.

فقد كان محنكًا سياسيًا، ويعرف تماما ما يريد ويصل إليه. ولا أبالغ اذا قلت أن وجوده على رأس فيلق القدس لأكثر من 21 عامًا هو الذي صنع لهذه الفرقة العسكرية الإرهابية الايرانية كل هذا الصيت.

ومنذ عام 2004، كتبت مجلة التايم الأمريكية مقالا تصدرته صورته على الغلاف، ووصفته بأنه الحاكم الأوحد للعراق في إشارة الى سيطرته التامة على هذا البلد بعد سقوط نظام صدام حسين. ومن العراق إلى سوريا وعلى مدى الـ 6 سنوات ماضية، كان قاسم سليماني هو رأس الحربة والمدبر لعمليات الجحيم، التي قادها النظام السوري لقلب الحرب لصالحه ضد المعارضة السورية. كما أنه كان المفكر والمدبر بالفعل لما يسمى بالهلال الشيعي الذي يمتد من إيران ويمر بالعراق وسوريا ويصل إلى لبنان.

ناهيك عن دوره المؤسس لميليشيا حزب الله وتدخلاته في اليمن لصالح الحوثيين.

والمؤكد بعد هذا، أن النظام الإيراني المتطرف لن يمكنه بسهولة تعويض غياب سليماني، وتوجيهات الرئيس الأمريكي ترامب بقتله كانت واعية تمامًا، لانه باختصار كان هو الإرهاب وكان ينتظر منه الكثير خلال الفترة القادمة على صعيد الأحداث داخل الشرق الأوسط.

ورأيي أن المشروع الإيراني، وقد خسر بالفعل الكثير بغباب قاسم سليماني، فإن هناك ضرورة عربية ملحة لاستغلال هذا الغياب والخروج من خانة المفعول به داخل سوريا ولبنان والعراق واليمن والعمل على استرجاع هذه القطع والدول العربية العزيزة من أيدي إيران وتغيير السياسات والاستراتيجيات.

كما ينبغي أن تكون تصرفات ترامب تجاه إيران بمثابة تأكيد قوي على أنه جاد تماما في ردع إيران وانه سيصل معها للنهاية.

وما قاله وزير الخارجية مايك بومبيو، من أن ترامب مستعد تمامًا لملاقاة كافة التهديدات الإيرانية جد ولا هزل فيه أو عبث.

فإدارة ترامب تدرك تماما، أن الإدارات الأمريكية السابقة عليها، تركت الحبل على الغارب لإيران على مدى سنوات وهو ما دفعها للتمدد والخروج والهيمنة في الشرق الأوسط وعلى إدارة ترامب ووفقا لتوجهاته مسئولية في تحجيم طهران وإعادتها إلى حجمها وتضييق الخناق على ميليشياتها.

صحيح أننا قد نشهد ربيعا ساخنا يمتلئ بالعديد من الأحداث والتفجيرات، لكنها في رأيي الصدمة التي لم تتوقها طهران ولم تتوقعها ميليشياتها في اغتيال هذا الإرهابي العتيد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط