الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاج الاكتئاب وضعف الإيمان.. 8 أدوية من القرآن والسنة.. لإزالة القلق والهم

علاج الاكتئاب وضعف
علاج الاكتئاب وضعف الإيمان.. 8 أدوية من القرآن والسنة

علاج الاكتئاب وضعف الإيمان.. الاكتئاب مصطلح طبي يتضمن الاضطرابات النفسية بشكل واسعٍ وكبيرٍ، ممّا يسبّب المزاج السيئ الذي يُصعب على الفرد ممارسة الأمور والقيام بها، و يمكن التخلّص من الاكتئاب باللجوء إلى القرآن الكريم تلاوةً وتدبراً، للوصول إلى انشراح الصدر وطمأنينته، ومن الطرق التي يمكن للعبد اللجوء إليها في ذلك:

1- جمع الكفّين وقراءة كلّ من سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس فيهما، ثمّ النفث فيهما أيضاً؛ أي بصق الرذاذ الخفيف من الريق، ثمّ مسح الوجه بالكفين، ويمكن أيضاً مسح الجسد بقدر المستطاع، مع تكرار ذلك ثلاث مرات، كما يستطيع العبد تخصيص بعض الأوقات للقيام بذلك، منها: قبل النوم ليلاً، وعند القيلولة نهاراً، أو عند أي وقت آخر يريد الشخص أن ينام فيه، ويجب على المسلم الحرص على قراءة آيات القرآن الكريم ببطءٍ دون عجلةٍ، مع تدبّر ما فيها من معاني ودلالات وعبر، مع ضرورة زرع يقين الشفاء في النفس.

2- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، وذلك لتحقيق الرغبات، وتفريج الكربات والهموم والأحزان، وقد يكون الدعاء وقائياً أو علاجياً؛ فالوقائي يكون بالاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم- عندما كان يدعو مثلاً: « اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَنِ ، والعجزِ والكسلِ ، والبخلِ والجبْنِ ، وضَلَعِ الديْنِ ، وغلَبةِ الرجالِ»، ووردت أيضاً العديد من الأدعية العلاجية عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- التي حثّ على حفظها وتعلّمها وتعليمها، حيث قال:« ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال : بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها».

3- إخلاص الأعمال إلى الله تعالى، وذلك من أعظم أسرار السعادة والراحة، فالعبد إن كانت أعماله لله -عزّ وجلّ- ابتغاءً لما عنده من الأجر والثواب، فإنّه لن يهتم بشكر الناس وحمدهم، لأنّه إذا انتظر ما عندهم ولم يصدر ما يتوقعه منهم فقد يصيبه الندم والحسرة والضيق، وممّا يدل على أنّ الإخلاص من أسباب الراحة والطمأنينة وتفريج الكرب ما حصل مع الثلاثة الذين انطبق الغار عليهم، فتوسّل كلٌّ منهم إلى الله بفضيلةٍ قام بها وكان الإخلاص أساسها، فانفرج كربهم. 

4- التفكّر في نعم الله تعالى، وممّا ورد في ذلك قول السعدي: « وكلما طال تأمل العبد في نعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيراً كثيراً، ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرح والسرور»، فالعبد منغمسٌ انغماساً بنعم الله تعالى عليه، حيث قال: « وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً»، الأمر الذي يؤدي إلى دفع الهموم والأحزان.

5- التوكّل فقط على الله تعالى في تفريج الهموم والكروب، فإبراهيم -عليه السلام- عندما ألقاه قومه في النار، توكّل على ربه فقط، فجعلها الله تعالى برداً وسلاماً عليه. الإيمان الحقيقي الكامل بالله -عزّ وجل-ّ، حيث قال: « أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ»، وكلما قوي إيمان العبد وازداد انشرح صدره، وكذلك فإنّ من فقد الإيمان ونزعه من قلبه يصبح شقيّاً.

6- المداومة على القيام بالأعمال الصالحة، حيث قال الله تعالى: «مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ».

خلق الله -عزّ وجلّ- الإنسان، وجعل سُنتهُ في الأرض التغيير، فلا يدوم الحُزن ولا الفرح، فالإنسان دائم التقلّب بين هذه الأحوال، فلا يسلم الإنسان من المرض، والحُزن، والأكدار، ولذلك فقد أرشد النبي -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- إلى العديد من الأساليب العملية لمواجهة الاكتئاب، وفيما يأتي بيان بعضها:

1- الدعاء، حيث يعتبر من أقوى الأساليب التي تُساعد الإنسان على تجاوز الصعوبات، فالله -عزّ وجلّ- يُحبّ العبد الذي يُقبل عليه بالدعاء والسؤال، وهو سبحانه أكرم من أعطى، وأجّلُ من سُئل، حيث يُقسم الدعاء إلى قسمين، وقائيٌ، وعلاجيٌ، أما الوقائي فهو كدعاء النبي - صلّى اللهُ عليه وسلّم- عندما دخل المسجد، ووجد أبا أُمامة في المسجد في غير وقت الصلاة، فسألهُ عن السبب، فأجابه قائلاً: إنّها الهُموم والديون، فعلّمه أن يدعو الله بقول: « قُلْ إذا أصبحتَ وإذا أمسيْتَ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ وأعوذُ بك من العجزِ والكسلِ وأعوذُ بك من البخلِ والجبنِ وأعوذُ بك من غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرِّجالِ»، والدعاء العلاجي؛ كالدعاء بسيد الاستغفار، بقول: « اللهم أنت رَبي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبدُك وأنا على عَهدِك ووَعدك ما استطعت، أعوذُ بكَ مِن شَر ما صَنعت أبوء لَكَ بِنِعمتكَ عليّ، وأبوءُ بذنبي فاغفر لي فإنهُ لا يَغفِرُ الذُنوب إلّا أنت». 

2- المسارعة إلى التوبة، وعدم اليأس عند تكرّر الوقوع في الخطأ؛ لأنّ ارتكاب الذنوب طبيعةٌ بشريةٌ، والعبرة بما بعد الذنب من التوبة والاستغفار، فالله -عزّ وجلّ- يقبل التائبين، ويشرح صدورهم. استشعار العبد المؤمن أن ما يُصيبه من الهم، والحزن، والمصائب، تُعد كفّارةٌ لذنوبه، ومنها ما يرفع مرتبة العبد عند ربه، حيث قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن مصيبةٍ تصيبُ المسلِمَ إلَّا كفَّرَ اللَّهُ بِها عنهُ، حتَّى الشَّوكةِ يُشاكُها).

3- الصبر؛ فمن سنن الله -عزّ وجلّ- على عباده البلاء في الحياة الدنيا، حيث قال الله تعالى: « وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين»؛ فالحكيم مَن يُحسن عند البلاء ويَصمد ويصبر، ولا يَستسلم للأوهام والوساوس؛ حتى يكون من الصابرين الذين بشّرهم الله -عزّ وجلّ- بالجنة في أكثر من موضعٍ من القرآن الكريم، فمن أجمل العطايا هي التي تأتي مع الصبر.


كتب الله -عزّ وجلّ- الدواء لكّل داءٍ، وجعل دواء الاكتئاب بالتعلّق به، والتوكّل عليه، وبالتذلّل له، وبذلك ينال العبد كلّ أمرٍ يرجوه، فالله -تَعالى- لا يردّ من أتاه متجرّداً إليه، يدعوهُ دعاء المُضطر، كما أنّ الصلاة تمنح العبد قوة الروح، والإرادة، وتُعلي من طاقته الروحية، فقد كان النبي - صلّى الله عليه وسلّم - إذا اشتدّ عليه أمرٌ ما فزع إلى الصلاة، وممّا يُساعد على الخروج من الاكتئاب إعانة الفقراء والمحتاجين؛ فبذلك يتقرّب العبد من الله -عزّ وجلّ- بدعائهم له، كما يشعر العبد بوجوده وقدرته على التأثير والإنجاز، وهناك العديد من الأدعية التي تُردّد في حالة الهم والحزن، ومنها ما كان النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يقوله عند الكرب: « لا إلهَ إلّا اللهُ العليمُ الحليمُ، لا إلهَ إلّا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلّا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ».

اقرأ أيضًا: