الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهندس الحرب الأهلية| كيف أقنع قاسم سليماني خامنئي وبوتين بالتدخل في سوريا؟

صدى البلد

قُتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية يوم الجمعة بالقرب من مطار العاصمة العراقية بغداد يوم الجمعة.

وكان قاسم سليماني يعد أقوى وأخطر الجنرالات في إيران، وثاني أقوى الشخصيات في النظام، حيث كان مسئولا عن التخطيط للعمليات العسكرية وإدارة المليشيات خارج إيران في أكثر من 7 دول.

وطوال 23 عاما قضاها سليماني على رأس فيلق القدس، الذي تحول على يديه من قوة ضمن الحرس الثوري إلى جيش خارجي معفد التنظيم يضم مليشيات طائفية شيعية وغير شيعية أيضا، مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا والبحرين وأفغانستان.

وفي هذا التقرير نرصد لكم كيف كان سليماني العقل المفكر للتدخل الإيراني في سوريا والتدخل الروسي كذلك. في الوقت الذي كان فيه الرئيس السوري بشار الأسد قاب قوسين أو أدنى من السقوط.

التدخل الإيراني في سوريا

كانت فكرة التدخل الإيراني في الحرب السورية عام 2011 هي فكرة سليماني، الذي تم في اللحظات الأخيرة لإنقاذ الأسد.

وقال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي آقا محمدي، خلال لقاءٍ خاص مع وكالة “مهر” الإيرانية، فبراير 2018، إنه عندما وصل إلى سوريا، كان بشار الأسد وصل إلى استنتاج وقناعة تامة بمغادرة القصر الجمهوري والسلطة، وكانت قوات المعارضة حينها تحاصر قصر الأسد، وأن التدخل الإيراني في اللحظات الأخيرة هو السبب في بقائه في منصبه حتى اللحظة.

بيد أن فكرة التدخل في أحداث الحرب السورية لم تكن لدى قادة نظام الملالي، وقد لا يتعدى الدعم المادي، لكن سليماني أقنع المرشد علي خامنئي بالتدخل العسكري في سوريا.

وقال تقرير "راديو فردا" الذي جاء متسقا مع كثير من الروايات والتقارير المنشورة على مدار السنوات الماضية، إن سليماني قال لخامنئي إن سوريا هي العمق الاستراتيجي لإيران.

وبعد موافقة المرشد، تدفق الآلاف من عناصر فيلق القدس والمليشيات الشيعية العراقية المدربة وكذلك الأفغان والباكستانيين إلى سوريا ومقاتلة القوات المناهضة للأسد.

التدخل الروسي

كان سليماني كذلك من اقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات إلى روسيا، ولكن في مرحلة متأخرة عن التدخل الإيراني.

ويحكي القائد السابق للمستشارين الإيرانيين في سوريا ومساعد دائرة التفتيش في مقر خاتم الأنبياء الحالي، اللواء محمد جعفر أسدي في مقابلة مع وكالة "تسنيم" العام الماضي، أن سليماني هو من أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتواجد العسكري في سوريا.

ويضيف أنه بعد 4 سنوات من الحرب في سوريا، في عام 2015، سافر سليماني إلى روسيا في زيارة سريعة، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جلسة استمرت لساعتين و20 دقيقة، والتي كانت بهدف إقناع بوتين بالتدخل في سوريا.

وتابع أن سليماني أقنع بوتين بذلك بقوله إن سوريا هي آخر معاقل الجبهة الشرقية، وأنه إذا فقدها يكون فقد جزءا كبير للغاية من النفوذ الروسي في المنطقة، مؤكدا:"إذا فقدت، فلن يقيم العرب لك أو لروسيا وزنا".

وأوضح سليماني لبوتين الدور المطلوب من روسيا أن تؤديه بالتحديد في روسيا.

ويقول أسدي بدوره إن المسلحون على بعد 400 متر من قصر الأسد حاملين معهم القذائف، لكن تم إنقاذ الوضع بفضل الجنود السورين ومستشارين عسكريين إيرانيين الذين خططوا تحت إشراف قاسم سليماني.

يذكر أسدي كذلك أن سليماني قام بالفعل بتشكيل وتقوية 6 جيوش من أجل الانتصار في الحرب السورية.

شرح سليماني لبوتين الحاجة إلى وجود غطاء جوي توفره روسيا. وقال أسدي إن التنسيق العسكري بين إيران وروسيا كان يتم قبل تنفيذ العمليات الميدانية، للتأكد من خلو موقع القصف المستهدف من وجود القوات السورية أو الإيرانية أو الروسية.

ويشار إلى أن تواجد القوات الروسية كان له قيمة معلوماتية مرتفعة للقوات الإيرانية في سوريا، كما كانت مناطق الانتشار الروسي بمثابة حصنا للقوات الإيرانية كذلك، لأن أي طرف خارجي يعرف ان استهداف مواقع روسية ستكون كلفته مرتفعة للغاية.