الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة إيرانية منتظرة داخل الولايات المتحدة.. مسئول سابق بالـ FBI يقرع جرس إنذار خطيرا.. قصف القواعد الأمريكية بالعراق لا يشبع نهم طهران للانتقام لـ قاسم سليماني.. وحزب الله أداة التنفيذ

علما الولايات المتحدة
علما الولايات المتحدة وإيران

  • تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة خط أحمر تجاوزته إيران
  • فيلق القدس الإيراني خطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن
  • حزب الله لديه تاريخ طويل من زرع العملاء داخل الدول الأجنبية
  • إيران لن تكتفي بردها المحسوب على اغتيال سليماني في العراق

نشر نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي السابق أندرو ماكيب مقالًا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حذر فيه من الاطمئنان إلى أن جولة التصعيد الإيراني بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني قد انتهت.

وأوضح ماكيب أن إيران اختارت بعناية طريقة الرد على اغتيال سليماني بقصف قاعدة عسكرية أمريكية في العراق دون إيقاع خسائر في صفوف العاملين الأمريكيين، بحيث توجه رسالة تأكيد للشعب الإيراني بأن اغتيال سليماني لن يمر دون انتقام، وتتجنب في الوقت ذاته توسيع نطاق المواجهة مع الولايات المتحدة بما يفوق قدرتها على التحمل.

وأضاف ماكيب أنه مع ذلك يجدر بمسئولي المخابرات الأمريكية التنبه إلى أن الردود الإيرانية المعتادة في مثل هذه المواجهات عادة ما تكون عمليات حرب عصابات تنفذها الميليشيات الموالية لها في المنطقة أو عناصر إرهابية خارج المنطقة ضد أهداف مدنية، بحيث يمكن لطهران أن تتنصل من المسئولية عنها.

وتابع ماكيب أنه من واقع خبرته كمسئول سابق عن مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي، يمكنه القول أن لعبة الانتقام الإيرانية لم تكتمل بعد.

لقد كان الرأي السائد لسنوات لدى العديد من المراقبين المهتمين بالشأن الإيراني أن التخطيط لهجمات داخل الولايات المتحدة كان خطًا أحمر لم تجرؤ إيران على تجاوزه من قبل، وأن خشيتها من رد أمريكي عنيف يُبقي عملياتها الإرهابية موجهة في العادة إلى خصوم أكثر هشاشة.

لكن في عام 2011 تحطمت تلك الفرضية، عندما كشفت معلومات استخباراتية لمكتب التحقيقات الفيدرالي أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان يقوده قاسم سليماني، خطط بالتعاون مع مواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والإيرانية ويُدعى منصور أربابسيار لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة آنذاك ووزير الدولة السعودي للشئون الخارجية حاليًا عادل الجبير.

وأصدر فيلق القدس تعليمات لأربابسيار بزرع قنبلة داخل مطعم في واشنطن كان يُنتظر أن يرتاده الجبير، لكن أجهزة المخابرات الأمريكية رصدت وسجلت مكالمة هاتفية بين مسئول بفيلق القدس وأربابسيار، وتمكنت من إحباط العملية والقبض على أربابسيار، وفي 2013 حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا، واعتبر القضاء الأمريكي مخطط العملية بفيلق القدس غلام شكوري متهمًا هاربًا.

وعندما علم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن إيران تجاوزت الخط الأحمر الخاص بتنفيذ عمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة، بدأ بتشديد مراقبته لحزب الله اللبناني، خاصة وأن لديه سوابق لاستهداف مواطنين امريكيين أكثر من أي تنظيم آخر.

يلعب حزب الله لعبة طويلة الأمد، وينفق سنوات في زرع عملاء مدربين داخل دول أجنبية انتظارًا لوقت الحاجة إليهم، وفيما يتقمص هؤلاء العملاء شخصيات أناس عاديين لا يثيرون الريبة يبدأون بجمع المعلومات وتخزين المتفجرات والاستعداد ليوم يتلقون فيه التعليمات بالتحرك وتنفيذ مهام معينة.

وفي 2012، وجّه حزب الله عملاء سريين من هؤلاء لتنفيذ هجمات في بلغاريا وتايلاند والهند وجورجيا، وتمكنت أجهزة الشرطة في نفس العام من إحباط عمليات أخرى لحزب الله في قبرص وتايلاند واذربيجان ونيجيريا.

وفي 2014، قُبض على عملاء لحزب الله كانوا يخططون لهجمات في تايلاند وبيرو، وفي العام التالي اكتشفت السلطات البريطانية كمية ضخمة من مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في صنع المتفجرات، أخفاها عميل لحزب الله في 4 مواقع بالعاصمة البريطانية لندن.

وفي داخل الولايات المتحدة نفسها، ألقت السلطات القبض على عميلي حزب الله علي كوراني وسامر الدبيك في نيويورك وميشيجان عام 2017، ووجهت إليهما اتهامات بالتخطيط لعدة هجمات.

وأوضح ماكيب أن أن كوراني ظل لمدة 15 عامًا يجمع معلومات استخباراتية حول أهداف عسكرية داخل الولايات المتحدة ويخزن أسلحة ويتواصل مع المسئولين عنه في حزب الله برسائل مشفرة.

ووزع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية الأربعاء الماضي نشرة على وكالات إنفاذ القانون الأمريكية تنصح بالتحسب لهجمات إرهابية وسيبرانية إيرانية، لأنه ليس من المنتظر أن تنسى طهران ثأر قاسم سليماني بسهولة، ويبدو أن القصف الصاروخي الانتقامي على القواعد الأمريكية في العراق، والذي لم يسفر عن خسائر تذكر، لن يُشبع نهم الإيرانيين للثأر.

وختم ماكيب بالقول إن لدى إيران تاريخ طويل من توجيه الضربات من حيث لا يتوقع خصومها، ولذا يجدر بأجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية إبقاء أعينها متيقظة ومفتوحة على اتساعها، لأن لعبة الثأر الإيرانية ربما لم تنته بعد.